الطائرات المقاتلة الموعودة من الغرب لأوكرانيا تستفز موسكو وتلوح مجددا بحرب نووية

الطائرات المقاتلة الموعودة من الغرب لأوكرانيا تستفز موسكو وتلوح مجددا بحرب نووية
الطائرات المقاتلة الموعودة من الغرب لأوكرانيا تستفز موسكو وتلوح مجددا بحرب نووية
على وقع إعلان موسكو العزم على تحريك أحدث غواصات روسيا نحو قاعدة بالمحيط الهادي حاملة 16 صاروخا برؤوس نووية، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس إن زيادة انخراط الغرب في أوكرانيا ستؤدي إلى حرب نووية.اضافة اعلان
تصريحات لافروف جاءت في أعقاب حراك غربي توج في قمة السبع والتي انعقدت في هيروشيما اليابانية وأختتمت الاحد الماضي، وتعهدت خلالها الدول الغربية وحلف شمال الأطلىسي "الناتو" بمد أوكرانيا بمزيد من العتاد والدعم، لوجستيا وتدريبا.
وأكثر ما أثار استياء موسكو تعهد أكثر من دولة على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا العضوان الرئيسيان في "الناتو" بتزويد أوكرانيا بطائرات قتالية أبرزها "أف 16"، ما حدا بلافروف للتأكيد أن "دول الناتو أصبحت في الواقع جزءا من الصراع في أوكرانيا"، مضيفا أن الغرب ينظر إلى روسيا والصين على أنهما خصمان إستراتيجيان وتهديد قائم.
وبينت وكالة تاس الروسية للأنباء، أمس بأن أحدث غواصة تابعة للبحرية الروسية تعمل بالطاقة النووية ومزودة بصواريخ باليستية ستنتقل إلى قاعدة دائمة عند شبه جزيرة كامتشاتكا في آب (أغسطس)، وسط جهود تبذلها موسكو لتعزيز وجودها العسكري في المحيط الهادي.
وتحمل الغواصة "جنراليسيمو سوفوروف"، التي دخلت الخدمة في نهاية العام 2022، ما يصل إلى 16 صاروخا روسيا من طراز بولافا برؤوس نووية.
ونقلت الوكالة الحكومية عن مصدر قريب من إدارة الجيش أن الغواصة "ستخضع لانتقال داخلي من الأسطول الشمالي (في القطب الشمالي) إلى أسطول المحيط الهادي في آب (أغسطس).
وتعمل روسيا على تعزيز دفاعاتها في مناطقها الشرقية الشاسعة المتاخمة لآسيا والمحيط الهادي، حيث تتهم الولايات المتحدة بتوسيع وجودها، مما يثير مخاوف أمنية في اليابان وأنحاء المنطقة.
ووفقا لوكالات روسية، فإن الغواصة هي السادسة من طراز "بوراي" للغواصات الأصغر والأكثر قدرة على التخفي. وستحل محل غواصات البلاد السابقة المزودة بصواريخ باليستية.
وقبل تصريحات لافروف، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن الولايات المتحدة تخشى الاعتراف أنها طرف فعال في النزاع الأوكراني، كي لا تنكشف حقيقة استخدامهم كييف كوسيلة لتحقيق مصالحهم الخاصة، بحسب ما نقلت عنها وسائل الإعلام الروسية.
وتعليقا على تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميللر، قالت زاخاروفا أن واشنطن لا تشجع الضربات الأوكرانية على الأراضي الروسية لكنها تترك لكييف الحق في اتخاذ القرار بهذا الشأن، مضيفة "إنهم يخشون.. الاعتراف أنهم دولة تشارك في هذا الصراع، وليس فقط كمراقب أو كوسيط، مؤكدة أن الولايات دولة فعالة وأكثر نشاطا بكثير من نظام كييف نفسه، أي أنها الجانب الذي يستخدم نظام كييف لمصالحه الخاصة".
وأشارت الناطقة باسم الخارجية الروسية إلى أن الأزمة الأوكرانية "من صنع واشنطن والأيدي الأميركية"، بحسب تعبيرها، مضيفة أن المسؤولين الأميركيين يتسترون على مواقفهم ونهجهم بتصريحات كاذبة حتى لا يتم اكتشاف جوهرهم الحقيقي".
وفي وقت سابق من أول من أمس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميللر، إن الولايات المتحدة أوضحت لأوكرانيا أنها لا تسهل أو تشجع الضربات على أهداف داخل حدود روسيا.
ميدانيا قالت قيادة عمليات الجنوب في أوكرانيا إن الروس باتوا يكثفون من استعداداتهم في مقاطعة خيرسون وشبه جزيرة القرم، لمواجهة هجوم أوكراني مضاد، في وقت تحدثت فيه موسكو عن صدّ "هجوم عابر للحدود" في مقاطعة بيلغورود، نفت كييف علاقتها به.
وأضافت القيادة الأوكرانية أن القوات الروسية تواصل تلغيم الضفة اليسرى من نهر دنيبر في خيرسون جنوبي البلاد، ونصب حواجز تعمل على مواجهة أي تقدم للزوارق الأوكرانية.
وأفاد حاكم خيرسون بمقتل شخصين وإصابة آخرين، مشيرا إلى أن القوات الروسية قصفت عموم أراضي المقاطعة خلال أمس أكثر من 60 مرة بقرابة 300 قذيفة مدفعية.
وتقول المخابرات الأوكرانية إن الروس يفهمون جيدا أن الفترة القادمة ستشهد عمليات عسكرية أوكرانية في القرم وجنوب منطقة خيرسون.
واعتبرت أن ظهور ما يسمى شركات عسكرية خاصة في القرم -خلال الفترة الأخيرة- مرتبط بشكل أساسي بالخوف المتزايد للروس والمتعاونين معهم من الهجوم الأوكراني الوشيك.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على من تبقى من "مجموعات القوميين" الأوكرانيين الذين هاجموا بيلغورود وإبعاد من تبقى منهم إلى داخل أوكرانيا.
وأكدت السلطات المحلية مقتل شخص وإصابة 13 آخرين في الهجمات على هذه المقاطعة.
وأفاد حاكم المقاطعة فيتشيسلاف غلادكوف بأن الدفاعات الجوية أسقطت ليلة أول من أمس عددا كبيرا الطائرات المسيرة، من بينها طائرة ألقت عبوة متفجرة على أحد الطرقات في بيلغورود.
وأعلن غلادكوف إلغاء العمل بنظام "مكافحة الإرهاب" الذي بدأت المقاطعة تطبيق إجراءاته أمس.
وكان حاكم بيلغورود قال إن عشرات المباني تضررت وانقطعت الكهرباء عن 14 قرية، وذكر أن السلطات أجلت مدنيين من 9 بلدات على الحدود مع أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إنه تم صد الهجوم على بيلغورود وهزيمة المجموعات الأوكرانية من خلال الضربات الجوية ونيران المدفعية والعمليات النشطة لوحدات التغطية على الحدود، حسب قوله.
في المقابل، أكدت آنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني أن بلادها "لا تقوم بأي عمليات داخل الأراضي الروسية، وأشارت إلى أن من يقف وراء الأحداث التي تشهدها مقاطعة بيلغورود مواطنون روس مستاؤون من نظام الرئيس فلاديمير بوتين".