المقاومة الفلسطينية تنتصر: يجب هزيمة حل نتنياهو النهائي للقضية الفلسطينية (2-2)

فلسطينيون في حي دمره القصف الإسرائيلي في غزة - (أرشيفية)
فلسطينيون في حي دمره القصف الإسرائيلي في غزة - (أرشيفية)

إريك مان*‏ - (كاونتربنش) 21/2/2024


جعل بنيامين نتنياهو، بدعم كامل من الرئيس جو بايدن والغالبية العظمى من الديمقراطيين والجمهوريين، خطته للقتل الجماعي واضحة. وكما ورد في تقرير لقناة "الجزيرة" في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، قال الزعيم الإسرائيلي في خطاب متلفز:

اضافة اعلان


"سوف ننتقم بشدة لهذا اليوم الأسود. سننتقم لجميع الشباب الذين فقدوا حياتهم. سوف نستهدف جميع مواقع حماس. ‏‏سوف نحول غزة إلى جزيرة مهجورة.‏‏ أقول لسكان غزة. يجب أن تغادروا الآن. سوف نستهدف كل ركن في القطاع".‏


‏إسرائيل تزدري أي قوانين ومؤسسات دولية تحاول حماية حقوق الإنسان

 


‏يعرف الجميع في العالم، أو على الأقل في "العالم الثالث"، أن الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل ينطوون ازدراء للقانون الدولي.‏


في 26 كانون الثاني (يناير) 2024، أصدرت محكمة العدل الدولية (ICJ) حكما في اتهامات جنوب إفريقيا لإسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.

 

وكما كان متوقعا، رفضت الولايات المتحدة وألمانيا وإسرائيل التهمة برمتها باعتبارها "لا أساس لها من الصحة".

 

ومع ذلك، وتحت الضغط الدولي، كان على إسرائيل قبول سلطة المحكمة للبت في التهم لأنها قررت أن عليها تقديم دفاع قوي. وقد حكمت محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل وطالبتها بالتوقف والكف عن العديد من ممارسات الإبادة الجماعية. وجاء في قرار المحكمة:‏


"وترى المحكمة أن ’بعض الأفعال والإغفالات التي تزعم جنوب أفريقيا أن إسرائيل ارتكبتها في غزة على الأقل تبدو قابلة لأن تكون ضمن أحكام اتفاقية الإبادة الجماعية للعام 1948".‏


‏الآن، في قراءة حرفية لهذا القرار، قد يبدو أن حكم المحكمة لم يكن قويا بما يكفي. لكن لغة المحكمة -"على الأقل"، "مزعومة"، "تبدو قابلة"- تمت صياغتها بعناية لتلبية المعايير القانونية لقرارها المؤقت ومنع إسرائيل من ادعاء أن هناك عداءً مبيّتًا ضدها. لكنّ الاستنتاج الرئيسي للمحكمة هو أن "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني. و‏‏هذه هزيمة سياسية هائلة لإسرائيل وانتصار هائل لحكومة جنوب أفريقيا وشعب فلسطين".‏


من المؤسف، وإنما ليس المستغرب ولا المفاجئ، أن صحيفة "ذا كونفرسيشن" وثقت بعد أسبوع واحد من القرار ازدراء إسرائيل للمحكمة.‏


‏"مر أكثر من أسبوع الآن منذ أن أصدرت محكمة العدل الدولية إجراءات مؤقتة ضد إسرائيل في أعقاب اتهام جنوب إفريقيا لها بالإبادة الجماعية.

 

وكانت مطالب المحكمة واضحة: يجب على إسرائيل أن تتخذ خطوات فورية لمنع أعمال الإبادة الجماعية في غزة؛ ويجب على إسرائيل أن تتخذ خطوات فورية لمنع أعمال الإبادة الجماعية في غزة، ومنع التحريض على الإبادة الجماعية والمعاقبة عليه؛ والسماح بوصول المساعدات الإنسانية؛ ومنع تدمير وضمان الحفاظ على الأدلة على الجرائم المزعومة؛ كما يجب عليها أن تقدم تقريرًا إلى المحكمة في غضون شهر واحد عن تنفيذ هذه التدابير.

 

ثمة القليل من الأدلة على أن إسرائيل قد غيرت مسارها، على الرغم من هذه الأوامر الواضحة. في الواقع، تشير التقارير الواردة من غزة إلى تصاعد العنف وزيادة الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين كل يوم".‏


ولعل الأسوأ من ذلك هو أن إسرائيل، بينما نقرأ هذه السطور، تخطط الآن بعد أن دفعت سكان غزة نحو حدود رفح، لحملة قتل جماعي برية وشيكة ضد مليون من سكان غزة العالقين بسبب هجوم "جيش الدفاع الإسرائيلي".‏


‏شرط نتنياهو المسبق الثاني: يجب نزع سلاح حماس‏

 


‏ثانيًا، يجب أن تكون غزة منزوعة السلاح.‏


‏"يجب على إسرائيل أن تضمن عدم استخدام القطاع مرة أخرى كقاعدة لهجماتها. وسيتطلب ذلك، من بين أمور أخرى، إنشاء منطقة أمنية مؤقتة على محيط غزة وآلية تفتيش على الحدود بين غزة ومصر تلبي احتياجات إسرائيل الأمنية وتمنع تهريب الأسلحة إلى القطاع. إن توقع قيام "السلطة الفلسطينية" بتجريد غزة من السلاح هو حلم بعيد المنال.

 

فهي تمول وتمجد حاليا الإرهاب في يهودا والسامرة وتعلم الأطفال الفلسطينيين السعي إلى تدمير إسرائيل. وليس من المستغرب أنها لم تظهر القدرة ولا الإرادة لتجريد غزة من السلاح.

 

لقد فشلت في القيام بذلك قبل أن تطردها حماس من القطاع في العام 2007، وفشلت في القيام بذلك في الأراضي الخاضعة لسيطرتها اليوم. في المستقبل المنظور، سيتعين على إسرائيل أن تحتفظ بالمسؤولية الأمنية المهيمِنة على غزة".‏


(إن الهدف الإسرائيلي المتمثل في تجريد حماس من السلاح هو خطة واضحة لخلق شعب فلسطيني أعزل وبلا دفاع، يكون خاضعًا لكل شكل من أشكال الهمجية الإسرائيلية من دون أي أمل أو قدرة على الانتقام).


‏وفقًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، يوجد في إسرائيل 169.500 من الأفراد العسكريين النشطين، و465.000 من قوات الاحتياط، و8.000 من الأفراد شبه العسكريين. وهذه المؤسسة بأكملها مفوضة من النظام المالي الإسرائيلي، الذي يعتمد على أكثر من 3.8 مليار دولار من المساعدات العسكرية سنويا من الولايات المتحدة. وتمتلك دولة إسرائيل ما بين 80 و400 رأس حربي نووي.

 

ويمكنها إيصالها عن طريق الطائرات، وكصواريخ كروز تُطلق من الغواصات، وبواسطة سلسلة "أريحا" من الصواريخ الباليستية متوسطة إلى عابرة للقارات.‏

 

‏وعلى النقيض من ذلك، فإن قوات حماس المسلحة صغيرة جدا. لكنها قوات استراتيجية، منضبطة، مركّزة وفعالة. ولدى حماس هيكل عسكري متطور يضم 15.000-16.000 من المقاتلين المحتملين.

 

وتضم "كتائب عز الدين القسام"؛ الجناح المسلح لحماس، ما يقدر بنحو 30.000 إلى 40.000 مقاتل. ولديها، بحمد الله، جيش شعبي.

 

وعلى الرغم من قوة المقاومة المسلحة الصغيرة التي تمتلكها حماس، فإنها تكسب حرب الأفكار وحرب الدعم السياسي في العالم. لن يلقي الشعب الفلسطيني سلاحه أبدًا وسوف يقاوم دائمًا المحرقة الإسرائيلية.‏


شرط نتنياهو المسبق الثالث: يجب نزع التطرف عن غزة

 


‏"ثالثًا، يجب نزع التطرف من غزة. يجب على المدارس أن تعلم الأطفال أن يقدّروا الحياة بدلاً من الموت، ويجب على الأئمة أن يتوقفوا عن الوعظ بقتل اليهود. يحتاج المجتمع المدني الفلسطيني إلى التحول حتى يؤيد شعبه مكافحة الإرهاب بدلاً من تمويل الإرهاب. ويغلب أن يتطلب ذلك قيادة شجاعة وأخلاقية.

 

لقد حدث اجتثاث التطرف بنجاح في ألمانيا واليابان بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. واليوم، أصبحت كلتا الدولتين حليفتين عظيميين للولايات المتحدة، وهما تعززان السلام والاستقرار والازدهار في أوروبا وآسيا. لن يكون مثل هذا التحول الثقافي ممكنًا في غزة إلا بين فلسطينيين لا يسعون إلى تدمير إسرائيل".‏


‏(نزع التطرف هو رمز لـ"طريقة جاكرتا"(1)، التي وثقها فنسنت بيفينس، حيث تستخدم الولايات المتحدة وحلفاؤها القتل الجماعي باعتباره الشكل الناجح الوحيد لمكافحة التمرد‏‏).‏


لقد أدرك السكان الأصليون في أميركا جيدًا أن "نزع التطرف" قاد الغزاة الإسبان والبرتغاليين -ولاحقًا الأميركيين/ الإنجليز- إلى قتل أكثر من 90 مليونًا من السكان الأصليين في قرن واحد -ثم قَتل قادة أولئك الذين تبقوا بشكل منهجي.

 

وقد فهم "الفهود السود" جيدًا أن "برنامج مكافحة التجسس" (2)، الذي وضعه جيه. إدغار هوفر، كان مصممًا "لفضح، وتعطيل، ونزع مصداقية، وتشويه سمعة، أو بخلاف ذلك "تحييد" -أي اعتقال، وتعذيب، واغتيال- قادة حركة تحرير السود والحقوق المدنية.

 

وقد عملت الولايات المتحدة على نزع التطرف من "جبهة التحرير الوطنية لفيتنام" عن طريق قتل 4 ملايين فيتنامي.‏
بتطبيق أفكار الثوري المارتينيكي العظيم إيمي سيزير في كتابه "‏‏خطاب حول الاستعمار" Discourse on Colonialism‏‏، لا يمكن الدفاع عن الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل.‏


‏نتنياهو يختتم حديثه حول الإبادة الجماعية‏

 


‏"وبمجرد تدمير حماس، وتجريد غزة من السلاح، وبدء المجتمع الفلسطيني في عملية نزع التطرف، يمكن إعادة بناء غزة وسيصبح فتح آفاق سلام أوسع في الشرق الأوسط حقيقة واقعة".‏


أصبح من الواضح أن رؤية نتنياهو الوحشية يتقاسمها معه جلادون راغبون في إسرائيل.‏


‏(دعا اثنان من مغني الراب الإسرائيليين إلى قتل المغنية دوا ليبا، وعارضة الأزياء بيلا حديد، والنجمة الإباحية السابقة ميا خليفة، في أغنية تصدرت القائمة، وأصبحت موسيقا تصويرية غير رسمية للحرب بين إسرائيل وحماس).‏


‏انفجر انتشار أغنية الراب التي أطلقها الثنائي الإسرائيلي، نيس وستيلا، منذ صدورها قبل ثلاثة أشهر -حصد الفيديو الموسيقي منذ ذلك الحين 18.5 مليون مشاهدة على "يوتيوب".

 

وتُظهر الأغنية العبرية -بعنوان "هاربو داربو"- مغنيي الراب وهما يعلنان قائمة قتل واضحة لأولئك الذين يحملانهما المسؤولية عن إراقة الدماء التي ارتكبها "إرهابيو" حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر) في جنوب إسرائيل.‏


‏"كل شخص ينجح في وقت من الأوقات"، يغني الثنائي في الفيديو الغنائي بعد سرد أسماء النساء المشهورات الثلاث.

 

وكانت كل من دوا ليبا، المغنية البريطانية الألبانية؛ وبيلا حديد، عارضة الأزياء المشهورة عالميا من أصل فلسطيني، إلى وقف إطلاق النار وسط الصراع المستمر في غزة.

 

وفي الأثناء، أثارت خليفة أمواجًا من الغضب بعد أن أشارت إلى مقاتلي حماس على أنهم "مقاتلون من أجل الحرية" على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام التي تلت اندلاع الحرب.‏


‏وفي الوقت نفسه، يستهدف مغنيا الراب أيضًا محمد ضيف، قائد كتائب القسام التابعة لحماس. ورئيس الجناح السياسي لحماس، إسماعيل هنية. وزعيم حزب الله، حسن نصر الله -مرددَين أن الجيش الإسرائيلي سوف "يمطرهم بعاصفة".

 

وثمة كلمات أخرى ظهرت في الراب تترجم إلى: "لقد جلبنا الجيش كله ضدكم ونقسم أنها لن تكون هناك مغفرة" و"تجهزوا" لمواجهة الجيش الإسرائيلي. كما ظهرت الأغنية بشكل كبير كموسيقا خلفية لمقاطع فيديو على "تك-توك"، حيث قام شبان إسرائيليون وجنود بتصوير أنفسهم وهم يزامنون حركة الشفاه مع الأغنية ويرقصون.‏


‏ليست الجرائم الإسرائيلية نزوات رجل مجنون. إنها تسكن عميقًا في قلب وروح الشعب الإسرائيلي. صغارًا وكبارًا، إصلاحيين ومحافظين، أرثوذكس ولاأدريين، ملحدين، متدينين أو علمانيين، بوهيميين أو ملتزمين -ثمة دعم جماهيري بين كل اليهود الإسرائيليين لحل نتنياهو النهائي.

 

وقد وجد استطلاع للرأي العام أجرته مؤخرًا جامعة تل أبيب أن 40 في المائة من اليهود الإسرائيليين يعتقدون أن عمليات القتل الجماعي التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي كانت بالمستوى الصحيح من القوة، في حين شعر 58 في المائة أنها ليست وحشية بما فيه الكفاية.

 

ولا يحتاج المرء إلى أن يكون عالم رياضيات حتى يرى أن ثمة بين اليهود الإسرائيليين -إلى أن تظهر مقاومة يهودية شجاعة وحازمة ضد الصهيونية- شهية واسعة النطاق ولا تشبع لقتل الشعب الفلسطيني.‏


‏لقد شهِدنا نحن في الولايات المتحدة، وعملنا على خلق صعود صاروخي للدعم الأسود واليهودي والتقدمي لحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني. وكانت المطالب الشعبية الفورية هي الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وقطع جميع المساعدات عن إسرائيل، وإطلاق حملة واسعة النطاق لإيصال المساعدات الإنسانية.

 

ويذهب آخرون أبعد من ذلك -إلى معارضة خطة نتنياهو للإبادة الجماعية، وإنقاذ حياة الشعب الفلسطيني كمقدمة للتعويضات الأكبر وجلب المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم الرئيس الأميركي جو بايدن، أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.‏


‏تقدم الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2024 فرصة تاريخية هائلة لجلب الانتباه الدولي إلى الإبادة الجماعية الأميركية ضد فلسطين، والإبادة الجماعية المستمرة ضد السكان الأصليين والسود المحاصرين داخل حدودها الإقليمية.

 

وتوفر الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي تبدأ الآن، للحركة الفرصة لإقناع العديد من الناس ذوي النوايا الحسنة بأن "نتيجة الانتخابات" الرئيسية لا تتعلق بأي مرشح هو الذي يفوز، وإنما بكيف يمكننا المساعدة في تحقيق النصر لشعب فلسطين.‏


‏إن التاريخ الطويل للسود، وحركة الحقوق المدنية، ودعم الحركات المناهضة للحرب في دعم فلسطين والدور البارز لليهود المناهضين للصهيونية في تلك الحركات يبعث الأمل اليوم. في صيف العام 1964، قبل 60 عامًا، جاء 1000 شاب أبيض إلى الجنوب بناء على طلب من قيادة "حركة حرية السود".

 

وقد جاؤوا "ليكونوا مفيدين" حيث طُلب منهم "وضع أجسادهم على المحك". ومن بين الـ1000 متطوع أبيض، كان 500 من اليهود.

 

وكان هذا مذهلً إحصائيا ولكن يمكن تفسيره تاريخيا. كان الشباب اليهودي، الكثير منهم لديهم أفراد في العائلة من ضحايا المحرقة والناجين منها، معادين بشدة للصهيونية في التقاليد الليبرالية والإنسانية والاشتراكية والشيوعية العلمانية لليهود في جميع أنحاء العالم.

 

وقد رأينا نضال الشعب اليهودي ضد الإبادة الجماعية الألمانية ينعكس في نضال السود ضد الإبادة الجماعية الأميركية. ورأينا نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال الصهيوني كطليعة للجبهة المتحدة المستمرة المناهضة للفاشية.‏


في 21 حزيران (يونيو) 1964، قامت عصابة "كو كلوكس كلان"، بالعمل مع شرطة مقاطعة نيشوبا، بقتل العاملين في مجال الحقوق المدنية في حركة "مؤتمر المساواة العرقية"؛ جيمس تشاني، وهو مواطن من ولاية ميسيسيبي، وميكي شويرنر وأندرو جودمان، وهما يهوديان من نيويورك في فيلادلفيا، ميسيسيبي. وكان الارتباط بين السود واليهود حاسمًا لنجاح "صيف الحرية"، وهو ارتباط أساسي في النضال من أجل الحقوق الفلسطينية والسوداء اليوم.‏


أنا يهودي من بروكلين، أعمل في حركة الحقوق المدنية والمناهضة للإمبريالية منذ أكثر من 50 عامًا. في العام 1964، مع "مؤتمر المساواة العرقية"، حيث عملت كسكرتير ميداني، وفي "لجنة التنسيق الطلابية اللاعنفية"، وجميعنا في حركة الحقوق المدنية، نظرنا إلى نضالات السود، والفلسطينيين، والسود في جنوب إفريقيا ضد الفصل العنصري كحركات تحرر وطني ضد الولايات المتحدة، وإسرائيل، ودول المستوطنين البيض الأفريكانيين. وفي العام 1967، كتبَت "لجنة التنسيق الطلابية اللاعنفية"، بقيادة مديرة اتصالاتها الشجاعة إثيل مينور، تقرير ‏‏"جولة العالم الثالث: المشكلة الفلسطينية‏‏"، استنادًا إلى عمل "مركز الأبحاث الفلسطيني". وخلصت اللجنة إلى ما يلي:‏


‏"أيها الرفاق. من الواضح أنها مسألة صواب وخطأ. في الشرق الأوسط، عملَت أميركا مع الحركة الصهيونية القوية واستخدمتها للاستيلاء على وطن شعب آخر، واستبدال الشعب الفلسطيني بشريك خدم غرض أميركا بشكل جيد؛ شريك يمكنه مساعدة الولايات المتحدة والدول الغربية البيضاء الأخرى على استغلال دول أفريقيا والشرق الأوسط وأفريقيا والسيطرة عليها. ليس لدينا خيار سوى المقاومة".‏

‏*إريك مان Eric Mann: المدير المشارك لـ"مركز استراتيجية العمل/ المجتمع". وهو من قدامى الناشطين في "مؤتمر المساواة العرقية"، و"طلاب من أجل مجتمع ديمقراطي"، و"حركة الاتجاهات الجديدة لعمال السيارات المتحدين". وهو مضيف برنامج "أصوات من الخطوط الأمامية" الذي يبثه راديو "كيه. في. إف. كيه"/ باسيفيكا. كتابه القادم هو "‏‏رأيت ثورة بأم عيني: التاريخ والاستراتيجية والتنظيم للثورة التي نحتاجها اليوم" I Saw a Revolution with my Own Eyes: History, Strategy, and Organizing for The Revolution We Need today 

*نشر هذا المقال تحت عنوان:

The Palestinian Resistance is Winning: the Movement Must Expose and Defeat Netanyahu’s “Final Solution” to the Palestinian Question

 

هوامش المترجم:


‏(1) طريقة جاركرتا The Jakarta Method: هي مفهوم مستل من كتاب "طريقة جاكرتا: حملة واشنطن الصليبية المناهضة للشيوعية وبرنامج القتل الجماعي الذي شكل عالمنا"‏‏ The Jakarta Method: Washington's Anticommunist Crusade and the Mass Murder Program that Shaped Our World. وهو كتاب تاريخ سياسي صدر في العام 2020 للصحفي والمؤلف الأميركي ‏‏فنسنت بيفينز Vincent Bevins‏‏. يتعلق المفهوم بدعم ‏‏الحكومة الأميركية‏‏ وتواطؤها في ‏‏عمليات القتل الجماعي المناهضة للشيوعية‏‏ في جميع أنحاء العالم وعواقبها الإجمالية، من الحرب الباردة حتى العصر الحالي. والعنوان هو إشارة إلى ‏‏عمليات القتل الجماعي الإندونيسية في 1965-1966‏‏، التي قتل خلالها ما يقدر بمليون شخص في محاولة لتدمير ‏‏اليسار السياسي‏‏ وحركات الإصلاح الحكومي في البلاد.


‏(2) برنامج ‏‏مكافحة التجسس‏ COINTELPRO: كان سلسلة من المشاريع ‏‏السرية‏‏ وغير ‏القانونية التي قام بتنفيذها بين العامين 1956 و1971 مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) بهدف مراقبة ‏‏المنظمات السياسية‏‏ الأميركية والتسلل إليها وتشويه سمعتها وتعطيلها والتي اعتبرها ‏‏مكتب التحقيقات الفيدرالي‏‏ ‏‏تخريبية‏‏. 

 

شملت المجموعات والأفراد الذين استهدفهم مكتب التحقيقات الفيدرالي المنظمات ‏‏النسوية‏‏، ‏‏والحزب الشيوعي الأميركي‏‏، والمنظمين ‏‏المناهضين لحرب فيتنام‏‏، والناشطين في ‏‏حركات الحقوق المدنية‏‏ ‏‏والقوة السوداء‏‏ (على سبيل المثال، ‏‏مارتن لوثر كينغ الابن‏‏، ‏‏وأمة الإسلام‏‏، ‏‏وحزب الفهود السود‏‏)، ومنظمات ‏‏البيئة‏‏ وحقوق ‏‏الحيوان‏‏، ‏‏والحركة الهندية الأميركية‏‏ (AIM)، ‏‏والشيكانو‏‏ والجماعات ‏‏المكسيكية الأميركية‏‏ مثل ‏‏القبعات البنية‏‏ ‏‏وعمال المزارع المتحدون‏‏، وحركات الاستقلال (بما في ذلك مجموعات ‏‏استقلال بورتوريكو‏‏ مثل ‏‏اللوردات الشباب‏‏ و‏‏الحزب الاشتراكي البورتوريكي‏‏)، ومجموعة متنوعة من المنظمات التي كانت جزءا من ‏‏اليسار الجديد‏‏ الأوسع، والجماعات المتعصبة للبيض مثل ‏‏كو كلوكس‏‏ ‏كلان،‏ ‏‏وحزب حقوق الولايات الوطنية‏‏. ‏‏


‏(3) صيف الحرية Freedom Summer، أو "مشروع‏‏ ‏‏صيف‏‏ المسيسيبي": كان حملة تطوعية في ‏‏الولايات المتحدة‏‏ أطلقت في حزيران (يونيو) 1964 لمحاولة ‏‏تسجيل‏‏ أكبر عدد ممكن من ‏‏الناخبين الأميركيين من أصل أفريقي‏‏ في ‏‏ولاية ميسيسيبي‏‏.‏‏ تم منع السود من التصويت منذ مطلع القرن بسبب الحواجز التي تحول دون تسجيل الناخبين والقوانين الأخرى.

 

وأنشأ المشروع أيضا العشرات من "مدارس الحرية" و"بيوت ‏‏الحرية‏‏" والمراكز المجتمعية مثل ‏‏المكتبات‏‏ في البلدات الصغيرة في جميع أنحاء ولاية ميسيسيبي لمساعدة السكان السود المحليين. ‏قام بتنظيم المشروع "‏‏مجلس المنظمات الفيدرالية"‏‏ (COFO)، وهو ائتلاف من فروع ميسيسيبي لأربع منظمات حقوق مدنية رئيسية في الولايات المتحدة.

 

اقرأ المزيد في ترجمات:

‏المقاومة الفلسطينية تنتصر: يجب هزيمة حل نتنياهو النهائي للقضية الفلسطينية (1 - 2)