مجلس الحرب فقد السيطرة وسيقودنا إلى حرب

هآرتس
هآرتس
بقلم: رفيت هيخت
التورط مع إيران، بالتأكيد إذا جاء رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني نهاية الأسبوع الماضي، هو تعميق أزمة المخطوفين إلى درجة خطر تحول كل واحد منهم إلى رون أراد (طيار إسرائيلي ما يزال مصيره مجهولا في لبنان). وفي موازاة ذلك حماس سيتم دفعها إلى أسفل قائمة الأهداف دون أن تعالج لصالح حرب إقليمية يصعب رسم حدودها.اضافة اعلان
إن رد إسرائيلي قريب وقوي في إيران، الذي حسب بعض المصادر أعضاء مجلس الحرب يتفقون حوله، يمكن أن يجسد حلم يحيى السنوار في توحيد الساحات، الأمر الذي لم ينجح في تحقيقه في 7 تشرين أول (أكتوبر). في مثل هذه الحالة فانه سيتحول من جهادي مارق، إلى جزء من تحالف منظم ومدرب، الذي سينثر النار والرصاص على إسرائيل، بتأييد روسيا. في هذه الحالة هو لن يتوجه إلى صفقة، والحل المفضل على اليسار حول قضية المخطوفين، الذي هو أيضا الحل الذي طبقه اليمين حتى وقت متأخر، فإن الضغط العسكري على حماس لن يخرج إلى حيز التنفيذ بسبب أفضلية الساحات وخطورتها.
الآن وحتى قبل انزلاق إسرائيل وإيران إلى حرب فإنه لا يوجد عمل عسكري حقيقي في قطاع غزة. الأحاديث عن رفح أصبحت مهزلة مأساوية، عملت على تآكل الثقة والردع الإسرائيليين أكثر. المساعدات الإنسانية تزداد بصلة مباشرة مع خفوت مكانة إسرائيل في العالم، التي أصبحت توصف بأنها دولة لمجرمي حرب وتقوم بتجويع مليوني فلسطيني.
كيف ينوي مجلس الحرب، الذي قرر في بدايتها أن يركز الجهود على الجنوب، هزيمة منظمة (مقاومة) تقف أمامه منذ نصف سنة، في الوقت الذي يغرق فيه في حرب مع دولة عظمى إقليمية؟ وذلك بدون الدخول إلى قضية الولايات المتحدة التي تعارض بشكل صريح الهجوم الإسرائيلي. الرئيس الأميركي جو بايدن ما يزال ملتزما في هذه المرحلة على الأقل، بمواصلة الدفاع عن إسرائيل، "لكن ربما بعد أسبوعين سيكون في مكان آخر"، اعترف مصدر في الكابنت.
مجلس الحرب يعتمد على التقدير الموجود في جهاز الأمن والذي يقول بأن رد إيران لن يؤدي إلى الحرب الإقليمية التي وصفت أعلاه. فهؤلاء هم نفس المقدرين الذين لم يتنبأوا بالهجوم غير المسبوق من قبل إيران نتيجة عملية الاغتيال التي لم تعترف بها إسرائيل لقائد قوة القدس في لبنان وسورية، وحسب الكابنت فإن الحل لهذا الخطأ المستمر لأي سبب هو دخول أعمق إلى متاهة إيران. هذه الخطوة سترفع أيضا احتمالية انضمام حزب الله، الذي ينهك إسرائيل منذ نصف سنة، وبجهود متوسطة أدى إلى إخلاء نحو 60 ألف مواطن من بيوتهم. يصعب التملص من الانطباع بأن مجلس الحرب قد فقد السيطرة على الأحداث، وهو الآن يتصرف كمن يرد بشكل مندفع وبدون إستراتيجية. أعضاؤه أسرى لمشاعر القتال والانتقام ولا يطرحون أي مبررات مناسبة، بالتأكيد بالنسبة لحجم الأخطار وتداعياتها. في حين أن أشخاصا يمينيين مثل جدعون ساعر ويوسي كوهين شككوا في توقيت رد إسرائيل وفي شجاعته، وافيغدور ليبرمان ذكر بأهمية الاستماع للولايات المتحدة، فإن الضغط على نتنياهو من قبل أعضاء الائتلاف آخذ في الازدياد. إن تأييد غباء الرد على إيران يبدو كدليل على الارتباط بالحكومة وكابنت الحرب وقيادة جهاز الأمن أكثر منه من موقف منطقي.
وزير في الليكود قال إنه "من الجيد أن إيران قامت بمهاجمة إسرائيل وفتحت الجبهة معها، ومن الجيد الرد عليها. إن احتواء هجوم إيران وتأخير النهاية إلى أن يصبح هذا الوحش كبيرا جدا عندما يقرر مهاجمتنا، يساوي السياسة المستخذية التي ميزت نتنياهو خلال السنوات التي أدت إلى 7 تشرين أول (أكتوبر).
إذا كان هناك أي أمل يمكن التمسك به فهو ثرثرة نتنياهو، التي هي بشكل عام تبشر بالمزيد من التأجيل وإلى المزيد من الضبابية في الوعي. يوم الأحد الماضي أعلن رئيس الحكومة بأنه قام باستدعاء المعارضة قبل الرد على الهجوم الإيرانية. يئير لبيد، الذي بالتأكيد ينطبق عليه تعريف "رئيس المعارضة"، لم يحصل على دعوة؛ وكذلك جدعون ساعر الذي كان قبل شهر عضوا في الكابنت الواسع، تم استدعاؤه، لكن تم إلغاء اللقاء؛ وهكذا أيضا مع ليبرمان. حتى الآن لم يتم عقد لقاء، ذلك أمر غريب تماما، ويدل على مستوى خطورة الأحداث، ويمكن للمرء الأمل في هذه المرة أيضا بأن يتم ابتلاع الضجة في مصفوفة أكاذيب نتنياهو. والفرص في هذه المرة، يا للرعب، ضعيفة.