صفقة الآن وفورا

هآرتس
هآرتس

 أسرة التحرير   30/4/2024

 

الأيام القادمة حرجة لإنقاذ المخطوفين، أكثر من أي وقت مضى. وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن سيصل إلى إسرائيل. وأول من أمس في زيارته السياسية الى السعودية، تناول الاتصالات لصفقة مخطوفين مستقبلية بين إسرائيل وحماس. وصف الاقتراح الإسرائيلي كـ "سخي للغاية"، وأضاف بأن على حماس أن تحسم بسرعة.اضافة اعلان
ينبغي الأمل في أن يؤدي الزخم الحالي إلى صفقة تعيد أخيرا إلى الديار المخطوفين – الذين يوجدون منذ أكثر من 200 يوم في أسر حماس في غزة – والا ينتهي بخيبة أمل مثلما حصل في المرات السابقة. قبل كل شيء من أجل المخطوفين وأبناء عائلاتهم، ولكن أيضا من أجل الجمهور في إسرائيل الذي يريد إعادتهم أكثر من أي شيء آخر.
غير أن التجربة تفيد بانه كلما اقتربنا من إمكانية صفقة تعاظمت جهود معارضيها – في حماس وفي إسرائيل أيضا – لافشالها.
اليمين المتطرف وممثلوه في الحكومة وعلى رأسهم وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، شرعوا منذ الآن في حملة ضغوط وتهديد هدفها احباط الصفقة. سموتريتش توجه إلى نتنياهو وقال إنه إذا تخلى ووافق على الصفقة المصرية فسيكون ذلك بمثابة "استسلام مهين"، حكم إعدام للمخطوفين الذين لا يندرجون في الصفقة، وخطر على دولة إسرائيل. كما هدد بالانسحاب من الحكومة.
هذا هو سلم القيم المشوه لليمين المتطرف: فهو يفضل حربا أبدية وفرصة للاستيطان في غزة على حياة المخطوفين. كما أنه يعرف جيدا مواضع ضعف نتنياهو، كونه زعيما بلا عمود فقري، والأمر الوحيد الذي يقف أمام ناظريه هو بقاؤه السياسي، وعليه فرجال اليمين يهددون بشيء يخيف نتنياهو أكثر من أي شيء آخر: الانسحاب من الحكومة.
وبالتالي على معيدي الصفقة في الحكومة – وعلى رأسهم بيني غانتس وغادي آيزنكوت – ان يمارسوا على نتنياهو ضغطا مضادا. لا تكفي تهديدات غانتس بأن "إذا ما تحقق مقترح مسؤول لإعادة المخطوفين بإسناد كل جهاز الأمن لا ينطوي على انهاء الحرب، والوزراء الذين قادوا الحكومة في 7 أكتوبر، منعوه – فلن يكون للحكومة الحق في مواصلة الوجود وقيادة المعركة". غانتس وآيزنكوت ملزمان بالتهديد بالانسحاب. مع ان الحكومة يمكنها أن تواصل البناء حتى بدونهما، فستكون هذه إشارة للجمهور بان نتنياهو ورفاقه قرروا ترك المخطوفين لمصيرهم نهائيا. كما ان هذا هو السبب الذي يجعل عائلات المخطوفين توجه الضغط الآن على غانتس وتتظاهر أمام بيته.
الجمهور هو الذي يريد إعادة المخطوفين أكثر من أي شيء آخر وبالتالي فان عليه أن يقف الى جانب عائلاتهم وان يتوجه الى الحكومة بطلب عمل كل ما في وسعها كي تدفع قدما بالصفقة. هذه أيام حرجة، محظور تفويت الفرصة.