هل العملية في غزة هي قدر محتوم؟

هآرتس بقلم: جدعون ليفي 14/5/2023 هل هكذا تريدون مواصلة العيش؟ على السيف، من حرب إلى حرب، الواحدة أقل جدوى من سابقتها، كلها حروب اختيارية. خيار اسرائيلي، دون مستقبل ودون فائدة؟ عملية رقم 17 في غزة خلال 19 عاما. تقريبا كل سنة- حرب أو عملية. أحيانا مثلما في 2004 عمليتان. الأخيرة حتى الآن توشك على الانتهاء عشية يومها السادس، حرب الأيام الستة. ربما كانت هي الأكثر اعتيادية وابتذالا من بينها جميعا. مجرد حرب والتي قليلون اهتموا بها، تل أبيب ذهبت في ذروتها لسماع أفيف جيفن في بارك وقبيل نهايتها شاهدت الأورفيزيون. لقد اندلعت هذه الحرب بسبب القتل المتعمد لسجين. أيضا الذرائع الرسمية لها تحول إلى أمور تافهة. ما جاء لاحقا تكرر بالضبط بصورة تجمد الدم في العروق- البداية، المنتصف، والنهاية، كما في سابقتها وسابقة سابقتها. فقط كميات الدم والدمار تغيرت، دائما أغلبيتها المطلقة هي فلسطينية. الابتذال المخيف للحرب الأخيرة هو الذي يحولها إلى خطيرة جدا. الاسرائيليون اعتادوا أن الأمر هكذا، وليس هنالك ما يمكن فعله، مطر في الشتاء وحرب في الصيف. حرب كل عام، دون سبب، دون فائدة، ودون نتائج، ودون منتصرين، ودون مهزومين، مجرد سفك دوري للدماء، مثلما الصيانة بعد الـ 10 آلاف كيلو في السيارة. إذا تريدون حقا مواصلة العيش؟ هذا السؤال مصيري أكثر من أي سؤال آخر، بما في ذلك الانقلاب القضائي، وهو حتى لا يطرح للنقاش. لمواصلة العيش هكذا معناه قبول الوضع كقدر محتوم من السماء، أو كحكم من سياسيين ساخرين وجنرالات متحمسين للذهاب للمعركة، بالتشجيع الحماسي لمحللين ومراسلين يشعلون الحروب، ومن فرقة المشجعين لكل حرب في اسرائيل. ليس هنالك معارضة للحرب في اسرائيل، بالتأكيد ليس في بدايتها، ولهذا أيضاً لا يعرض لها بديل. هل حقا أنتم تريدون العيش هكذا؟ الإجابة دائمة هي: أي خيار يوجد أمامنا. يوجد خيار، خيار لم يتم تجربته في يوم من الأيام، ولكن ليس بالامكان حتى اقتراحه، نطاق الفرص المعروض أمام الاسرائيليين يتراوح بين الذبح والقتل، ما بين القصف من الجو وعملية برية. نحن في حرب. ليس هنالك شيء آخر. لمواصلة العيش هكذا معناه قتل أعداد من البشر تثير الاشمئزاز بما في ذلك أطفال ونساء من أجل إرضاء سادة الحرب، وكل مرة أيضا أن نقتل وبعد ذلك بالطبع أن نأخذ دور الضحية؛ العيش في رعب في الجنوب، من حين لآخر أيضا في الوسط، وتجاهل بإنغلاق مخيف للرعب الفظيع الموجود في غزة، وأن تستعبد لوسائل الإعلام التي في أغلبها لا تنشر عن المعاناة هناك، وعندما تنشر يكون من المفضل ان لا تفعل ذلك. ثانية لم يكن هنالك سبيل لفهم درجة فظاعة الحرب الصغيرة هذه بدون "الجزيرة". في الوقت الذي انشغلوا فيه في وسائل الاعلام الاسرائيلية بالنشر عن حفلات الزواج التي أجلت والحفلات التي ألغيت فإن الجزيرة أظهرت الأهوال الغزية. العالم لم يهتم هذه المرة، هو منهك، لينزفوا. إدانة، تثاؤب، والذهاب للنوم. عندما يبدأ الاسرائيليون بسؤال أنفسهم، هل حقا يريدون مواصلة العيش هكذا، ستطرح الخيارات، ليس هنالك حلول سحرية وليس هنالك ضمانات للنجاح، يوجد فقط أمر واحد مضمون: هي لم تجرب في يوم من الأيام. لم نفكر في يوم من الأيام بضبط للنفس، هذا للضعفاء. لم نسأل في يوم من الأيام، ماذا سينتج عن كل هذه التصفيات والإحباطات. لم نفحص في يوم من الأيام هل هذه الحروب ساهمت في الأمن أم أضعفته. الآن أيضا الجهاد يصل إلى تل أبيب وفي ظروف الحصار. في يوم من الأيام سيتعلمون تقدير تصميم وشجاعة أولئك الذين تمكنوا من إنشاء مثل هذه المقاومة داخل قفص، حتى لو واصلنا صراخنا، منظمات قتل. هل نريد أن نواصل العيش هكذا؟ أجل. بدون شك. إذا كنا نريد العيش بطريقة مختلفة لكنا منذ فترة طويلة قد غيرنا الاتجاه، ورفعنا الحصار عن غزة وتحدثنا مع قادتها عن مستقبلها. إذا لم نجرب، فإن هذه إشارة على أننا نريد مواصلة العيش هكذا.اضافة اعلان