الرغبة بالوزن المثالي تطغى على الصحة.. إبر التنحيف "تأكل" حصة الحميات الغذائية

1707658544519112600
الرغبة بالوزن المثالي تطغى على الصحة.. إبر التنحيف "تأكل" حصة الحميات الغذائية

تقلب فادية شاكر عبر هاتفها الذكي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر لها الخوارزميات، صفحات الرشاقة والوزن المثالي والفتيات الرياضيات ممشوقات القوام.

اضافة اعلان


تنظر فادية إلى نفسها في المرآة، تعبس قليلا، تمسك معدتها، تقيس محيط خصرها، تمسك بنطالا اشترته قبل 10 سنوات، تكلم نفسها، متى سأعود إلى هذا المقاس، فجأة تتذكر إعلانا لإبر تساعد على خسارة الوزن، وفقدان الشهية.


تذهب فادية إلى احد الاماكن المختصة، تطلب الإبر الخاصة بفقدان الوزن، تتنظر شهرا، تأتي الإبر، تأخذها وتخسر الوزن، لكن بعد إيقافها بستة أشهر، تعود إلى المربع الأول، وتكسب الوزن من جديد.


حالة فادية واحدة من آلاف الحالات، التي تلجأ إلى الطرق السهلة لخسارة الوزن، نتيجة الهوس من انتشار أفكار القوام المثالي، ومتابعة صفحات التواصل الاجتماعي لعدد من المشاهير، كالفنانين والرياضيين، والمؤثرين.


من هنا يظهر الجدل بين استخدام الحميات الغذائية، أو اللجوء إلى أساليب أخرى مثل إبر خسارة الوزن، فيما يشير متخصصون إلى أن الحميات الغذائية ليست فقط أكثر أمانا، بل وأكثر فاعلية أيضا.


وتؤكد خبيرة التغذية ربا العباسي، أن كثيرا من الناس يتوجهون للحل الأسرع والمضمون في الوصول للوزن المثالي من خلال إبر التنحيف، والتي لاقت رواجا كبيرا بسبب كثرة الإعلانات المدفوعة لشركات التصنيع، وحديث الناس عن تجاربهم الشخصية، وهذه الإبر مع اختلاف أسمائها إلا أنها بالأساس تستخدم لمرضى السكري، لكنها لاقت رواجا لخسارة الوزن.


وتؤكد العباسي أنها وخلال فترة بسيطة صادفت ثلاثة مراجعين استعملوا هذه الإبر بأسماء مختلفة إلا أن النتيجة كانت تأثيرات صحية سلبية على الجسد بعد أن كان لها أثر إيجابي في تقليل بعض الوزن في البداية.


ولا تنصح العباسي باستخدام أي عقار طبي أو إبر من دون الرجوع لطبيب مختص ومن خلال متابعته، وبناء على فحوصات طبية مضمونة تشرح حالة الفرد قبل المخاطرة بأي دواء، مؤكدة أن تجربة الأفراد مختلفة بناء على الجرعة وكيفية إعطاء الدواء والأهم حسب حالة جسم المريض أو المستخدم.


وتبين أن الحميات الغذائية تركز على توفير توازن غذائي مناسب، مما يساعد في تحقيق فقدان الوزن بشكل طبيعي ومستدام، وهو أمر يغفل عنه من يبحث عن النتائج السريعة من خلال هذه الإبر، فبعد الانتهاء من هذه الجرعات بفترة سيعود الفرد للشهية المفتوحة، وعودة الوزن السابق والدخول باكتئاب لما فقده.


وتشير إلى أن هذه الحميات تشمل تقليل السعرات الحرارية بحيث تكون أقل من الطاقة المستهلكة، مع تركيز على تناول المكونات الغذائية الصحية.


من ناحيته، يقول استشاري الغدد الصماء والسكري الدكتور رامي سلامة، إن إبر خسارة الوزن ليست بديلا عن الحمية والرياضة، فحجر الأساس في تنزيل الوزن هو الحمية والرياضة، ولكن ليس الجميع قادرا على تنزيل الكمية الكافية من الوزن عن طريق الحمية والرياضة، أو على الأقل الحفاظ على الوزن الذي تم تنزيله، وهنا يدخل دور الأدوية التي يمكن استخدامها لتنزيل الوزن، مثل الإبر كالسكسيندا والمونجاور والأوزمبيك، وهذه يمكن استخدامها كأداة مساعدة ومساندة للحمية والرياضة.


ويشير إلى أن الأطباء لا يصرفون هذه الإبر للجميع، لكن ذلك يتم تحت إشراف طبيب مختص لتقييم الحالة والتأكد بأن الوزن يحتاج إلى صرف هذه الأدوية أم لا، وثانيا التأكد من عدم وجود ما يمنع من إعطاء هذه الإبر، وثم يتم تعليم المريض طريقة الحصول عليها من ناحية الجرعات والأعراض الجانبية والتعامل معها، ومتى يؤخذ الدواء ووقت إيقافه، أي أن الإشراف الطبي مهم، وهي ليست بديلة عن الحمية والرياضة، لكنها قد تكون مساندة لهما عند بعض المرضى.


على الجانب الآخر، تبين العباسي أن استخدام الإبر للتنحيف يثير مخاوف من السلامة، إذ يمكن أن يتسبب في آثار جانبية غير مرغوبة، ومشاكل صحية خطيرة، ولذلك ينصح الخبراء بتوخي الحذر والحصول على مشورة طبية قبل اللجوء إلى هذه الطرق.


وتشدد على أن الحميات الغذائية تظل خيارا آمنا وفعالا لفقدان الوزن، بالاعتماد على تعديل نمط الحياة وتحقيق توازن في التغذية.


وعن الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص يلجأون إلى استخدام الأبر للتنحيف بدلا من اتباع نظام غذائي متوازن حسب العباسي هي أن استخدام الإبر للتنحيف طريقة سريعة لفقدان الوزن، وهو ما يجذب البعض الذين يبحثون عن نتائج فورية دون الحاجة إلى تغيير شامل في نمط حياتهم.


وتضيف أن بعض الأفراد قد يعانون من قلة الوقت أو الجهد الذي يتطلبه اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة، ولذا يفضلون اللجوء إلى حلول أسرع وأقل تعبا.


وأهمها قد يتأثر الأفراد بالإعلانات وحملات التسويق التي تروج للأبر للتنحيف، مما يخلق إلهاما لتجربة هذه الطريقة عوضا عن اتباع نظام غذائي.


وأخيرا بعض الأشخاص قد يجدون صعوبة في الالتزام بنظام غذائي طويل الأمد، وبالتالي يفضلون حلا أسهل وأقل تعقيدا.


ويوجد العديد من الدراسات التي تشير إلى أن الحميات الغذائية تعتبر خيارا أفضل وأكثر أمانا من استخدام الأبر للتنحيف، وهناك دراسات طويلة الأمد تشير إلى أن الحميات الغذائية التي تعتمد على التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة تحمل آثارا إيجابية على الوزن على المدى الطويل، مع الحفاظ على صحة الجسم.


وتلفت العباسي إلى أهمية اتباع نظام غذائي متوازن حسب صحة الفرد، فالحميات الغذائية السليمة ليست فقط للتنحيف، بل تسهم أيضا في تحسين الصحة العامة، بما في ذلك تقليل مخاطر الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري.


وتؤكد أن استخدام الأبر للتنحيف قد يتسبب في آثار جانبية خطيرة، بينما يمكن تخصيص الحميات الغذائية بشكل أفضل لتلبية احتياجات الفرد وضمان السلامة.


ووفق العباسي فإن المشاركة الفعالة في عملية تغيير نمط الحياة تلعب دورا مهما في نجاح تحقيق الوزن المثالي، وهو جانب يتميز به النظام الغذائي.


وتنصح على الرغم من هذه النقاط الإيجابية، باستشارة محترفي الرعاية الصحية قبل بدء أي نظام غذائي أو استخدام أي منتج للتنحيف لضمان التوجيه والسلامة الشخصية.

 

اقرأ أيضاً: 

السوشال ميديا ودعوتها المبطنة للفرار من الجسد