خرافات شائعة عن سرطان الثدي

546
546
على الرغم من الحملات التي تقوم بها وزارة الصحة في الحث على الكشف عن سرطان الثدي، إلا أن هناك خرافات خاطئة عدة عنه تنتشر بين السيدات، مما يشكل نشر المعلومات الصحيحة عنه السبيل الوحيد لدفع النساء للكشف المبكر عن احتمالية وجود سرطان الثدي من عدمه، فحث النساء على الفحص ليس بالضرورة أن يكون الأسلوب الأمثل للقضاء عليه، فخير طريقة للوقاية من سرطان الثدي تكون من خلال المعرفة به، فالمعرفة الجيدة والمعلومة الصحيحة خير حماية من سرطان الثدي؛ حيث يشكل تزايد الوعي بشأن سرطان الثدي مماثلا لتزايد نسبة من يخافون من سرطان الثدي أيضا، وكثير من المخاوف والأوهام تبنى على أساس غير علمي، وبخاصة أن نسبة من يموتون بسرطان الثدي أقل بكثير ممن يموتون بأمراض القلب، إلا أن الخوف منه يشكل نسبة أكبر. ما العلاقة بين مزيلات العرق وسرطان الثدي؟ الدواء الذي يكفل القضاء نهائيا على سرطان الثدي يعتمد على الفترة الزمنية لبداية السرطان، فكلما كان الاكتشاف مبكرا كان الشفاء أكثر بعون الله. وإلى أن نحقق نسبة الشفاء التي نطمح إليها، تظل المعرفة الجيدة بهذا المرض خير حماية منه، والمعرفة الجيدة تعني إماطة الجهل والمعلومات الخاطئة عنه وإعطاء الأشخاص المعلومات الصحيحة والموثقة عن سرطان الثدي، بما يكفل إزالة الخوف والرهبة والتوتر النفسي والقلق الذي قد تشعر به من قد يتعرضن للإصابة به. في اليوم العالمي للسرطان.. خرافات حول المرض عليك التوقف عن تصديقها! الخرافة الأولى/ هناك احتمال كبير للإصابة بالمرض: المتابع للتقارير الدورية التي تصدرها الجهات الصحية وغير الصحية التي أغلبها تصدر عن جهات غير موثقة وقد تحمل للقارئ العادي غير الملم بالمعلومة الطبية أو قد يفهم منها، أن نسبة من يصابون بسرطان الثدي كبيرة وأن احتمالية أن تصاب به النساء كبيرة وأنه قد يوهم الشخص بأنه قد يصاب به حتما هو أمر مبالغ به. كانت نسبة من قد يصاب بسرطان الثدي هو 15 بالمائة، وأن الفتيات قد يصبن به بنسبة أكبر، مع أن الواقع يقول غير ذلك، فنسبة الفتيات تقل الى أقل من واحد بالمائة، وتختلف النسبة مع العمر، وقد تصل نسبة الإصابة الى 1 من 250، وحتى الأخوات اللواتي قد يتعدين الأربعين من عمرهن تصل النسبة الى 2 بالمائة، وهي نسبة قليلة مقارنة مع الأمراض الأخرى، فالسكري تتعدى النسبة الى 25 %، فلتطمئن الأخوات ولتهدأ النفوس قليلا، والحملة الإعلامية هي للتوعية وليس لنشر القلق والخوف من المرض. الخرافة الثانية/ إذا أصيب أحد الأقرباء يعني حتمية أن تصابي بالمرض: الوراثة تلعب دورا بالإصابة بالمرض، والفارق بين تاريخ الأسرة المرضي شيء والإصابة بالمرض شيء آخر، وإن الأمر لا يتعدى كونه احتمالية أن تصاب الفتاة بالمرض أكبر بوجود تاريخ مرضي بالأسرة، وليس بالضرورة أن تصاب بالمرض، الأمر مختلف حتى لو ماتت صلة القرابة من الدرجة الأولى، وإن الدراسات تقول إن خمسة بالمائة من الإصابة بسرطان الثدي تعود إلى خلل في جينات معينة، وهذا يمكن علاجة من خلال المعالجة الجينية بأدوية تم إنتاجها حديثا وتصرف للمريضات بسرطان الثدي. الخرافة الثالثة/ ن الضروري إجراء الفحص الإشعاعي للثدي مرة شهريا: سابقا كان يتم توعية الفتيات بإجراء فحص دوري للثدي بصورة شهرية مرة على الأقل، الدراسات التي أجريت على الفتيات تبين أنه لا فائدة من الفحص الشهري بناء على دراسة صينية أجريت على 226000 امرأة ودامت لمدة 11 سنة، وقسم الفريق الى قسمين؛ قسم يقوم بعمل فحوص بصورة دورية، والفريق الآخر يقوم بعمل اختبارات بيتية، وقد كانت نسبة الوفيات متماثلة؛ أي أن إجراء الفحص الشعاعي لم يؤد الهدف المطلوب منه، وهو اكتشاف السرطان في بداياته، مما جعل جمعية السرطان الأميركية في حملتها التوعوية تمتنع عن الطلب من الفتيات إجراء فحص الثدي بالأشعة شهريا. الخرافة الرابعة/ تصوير الثدي يحمي من السرطان: من الفقرة السابقة، الصورة الشعاعية هي صورة للثدي، وهي جزء من حملة الوقاية من سرطان الثدي، فالصورة الشعاعية تكشف عن وجود الورم، وهي لا تحمي من الورم وإنما تعطي الطبيب المعلومة التي يمكن الاعتماد عليها في تشخيص سرطان الثدي، لذا فهي تلعب دورا مهما في البرنامج العلاجي لسرطان الثدي، وهي لا تحمي من سرطان الثدي. الخرافة الخامسة/ لا فائدة ترجى من تصوير الثدي: الإجابة هذه خطأ فادح، يبقى المفتاح بيد الطبيب للكشف عن وجود الورم، وبخاصة في بداياته المبكرة وحتى لو كانت ليست دقيقة، فليس بالضرورة أن تشير الكتلة التي قد تظهر بالصورة الشعاعية الى وجود الورم السرطاني، لا بل إن أغلب الحالات تكون كتلا طبيعية، ولكنها تعطي الطبيب مؤشرا يمكن بعده إجراء الفحوص التالية، ومنها أخذ الخزعة من أنسجة الكتلة التي تؤكد أو تنفي وجود الورم. الخرافة السادسة/ اكتشاف وجود كتلة يعني الإصابة بسرطان الثدي: ثمانون بالمائة من الكتل المكتشفة في الثدي هي في الواقع ليست كتلا سرطانية، فالتسرع في إعطاء التشخيص الخاطئ يحمل في طياته تبعات خطيرة، وبخاصة إذا علمنا أن بعضها ينتج بطبيعة الحال كردود فعل لتبدلات في الهرمونات كدورة الطمث الشهرية، فالدقة في التشخيص هي الحل الأسلم لمثل هذه الحالة. الخرافة السابعة/ تشخيص الإصابة بسرطان الثدي طريق الى الموت المبكر: الأعمار بيد الله، هذا ما نؤمن به جميعا، وكل نفس لها عمر، وجعل الله لكل موت سببا، وعندما يتم تشخيص الإصابة بسرطان الثدي، فإن ذلك ليس أن مصير المريضة بسرطان الثدي هو الموت، لأن الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي يعطي الأمل بالشفاء وليس بالضرورة أن الموت هو مصير كل مصابة بسرطان الثدي. في الولايات المتحدة، انخفضت نسبة الوفيات بسرطان الثدي الى أقل من أربعة بالمائة من الحالات التي تم تشخيص الإصابة بسرطان الثدي بها، والخوف من الإصابة بسرطان الثدي يتمثل في انتقاله في المراحل المتقدمة وانتشاره الى باقي أجزاء الجسم، وهنا تكمن الخطورة من تأخر كشف سرطان الثدي إلى أن يصبح انتقاليا، وهذا يعني زيادة نسبة الوفيات من سرطان الثدي. الخرافة الثامنة/ عند اكتشاف سرطان الثدي ابدأ بالعلاج الكيميائي فورا: يشكل الخوف والهلع أحد معوقات الشفاء من سرطان الثدي، فهو من ناحية يجعل الفتيات يترددن في إجراء الفحص الدوري مخافة أن يكتشف لديهن وجود سرطان الثدي، ومن ناحية أخرى الرغبة في القضاء عليه بسرعة، مما يضع الطبيب المعالج لها تحت ضغوط من المريضة الراغبة في الشفاء السريع من دون أي أضرار. العلاج يجب أن يمر بمراحله المعتادة، ويجب أن تشجع المريضة على قبول المعالجة بأسلوب علمي تراعى فيه حالتها النفسية وتطور المرض. وفي الختام، شعوب العالم المتقدم استطاعت أن تقلل معدلات الوفاة وزادت من فرص النجاة من المرض، فلم لا نتبع أسلوبهم في الوقاية والكشف المبكر والمعالجة للمرض، وأخيرا تبقى الحكمة القديمة “درهم وقاية خير من قنطار علاج” الأسلوب الناجح في علاج سرطان الثدي. الصيدلي إبراهيم علي أبورمان/وزارة الصحةاضافة اعلان