علامات استفهام عدة رافقت الحلقات الأولى من المسلسل الخليجي "زوجة واحدة لا تكفي" المشارك بالمارثوان الرمضاني للعام الحالي، إذ وقع ما بين نار الانتقاد واللامنطقية وبين الاختلاف والجرأة في الطرح.
أحداث لا تمت لواقع المجتمع الخليجي بصلة وإسقاط أعمى لقضايا مجتمعية غير حاضرة، هذا ما يعلق به متابعو المسلسل الرمضاني "زوجة واحدة لا تكفي"، فاتحين بذلك جبهة من الانتقادات على أحداثه التي بنظرهم هي غير موجودة في شريحة المجتمع الخليجي.
وبالرغم من أن المسلسل ما يزال في حلقاته الأولى، إلا أن جمهور الشوسال ميديا انهال عليه بالتعليقات ليتصدر الترند بين منتقد ومشيد، ومنهم من رأى الأحداث غير منطقية، وآخرون أشادوا بجرأة العمل.
وتدور قصة مسلسل "زوجة واحدة لا تكفي" حول "رشيد" الذي يلعب دوره الفنان المصري ماجد المصري، حيث يعيش حياة مثالية مع زوجته "هيلة" التي تجسدها الفنانة العراقية هدى حسين، وعائلتهما المكونة من ثلاث بنات، والذين يديرون مدرسة مختلطة، لكن مع مرور الوقت تنكشف أسرار تتعلق بـ"رشيد" لم يتوقعها أحد.
ويتناول المسلسل عدة قضايا مجتمعية عن المجتمع الخليجي بين تعدد الزوجات والخيانة وقضايا المراهقين التي تنوعت بين التنمر والعنف والانتحار والاعتداء الجسدي والنفسي وقضايا الشرف وغيرها.
وفي أروقة المدرسة المختلطة يرى المشاهد العربي يوميات المراهقين والمشاكل التي يمر بها طلبة ومعلمون، وعليه اعتبر الكثيرون أن الأحداث داخل أسوار المدرسة بأنها تقليد أعمى للمدارس الأمريكية، لأنها لا تتوافق مع العادات والتقاليد العربية.
ومن جهة أخرى انتقد آخرون الحوارات التي تجمع الشخصيات التي شبهها البعض بالإذاعة المدرسية، وأن حياتهم مقتصرة على البيت والمدرسة والخيانه والزواج، معتبرين أن القصة لا تشد المشاهد لمتابعتها، وآخرون رأوا في استخدام اللغة الإنجليزية في الحوارات انسلاخ عن الهوية العربية.
بينما آخرون يرون الاختلاف في الحبكة الدرامية الذي جمع بين الدراما والكوميديا، عمل جديد وفريد من نوعه قد يتفق أو يختلف عليه البعض، ولكنه يستحق أن يتابع ويتصدر المسلسلات الرمضانية.
والعمل يلقي الضوء على تحديات الحياة الزوجية والأسرية، والخفايا التي تعيشها كل شخصية، وقد انتقد البعض شخصية الابنة "زينة" التي تلعب دورها الفنانة نور الغندور، والتي تتفق مع والدها في إخفاء زواجه عن والدتها مقابل المال، معلقين: "ليس هنالك ابنة تفعل ذلك بوالدتها".
وقد تكون شخصية "زينة" الأكثر انتقاد باعتبارها تزوجت 6 مرات ولديها 3 أطفال، ولا تعترف بأمومتها لهم، لتكن الشخصية الأنانية والاستغلالية التي تضع مصلحتها فوق الجميع، لهذا كان لها الحصة الأكبر من الانتقادات.
وكثرة الانتقادات دفعت الفنانة فاطمة الصفي للخروج عن صمتها والتعليق، بأن مهاجميها لا يريدون مشاهدة عمل غير نمطي، وتقول: "تبي تشوف تحط القناة ما تبي شيل القناة.. شوف إلي تبي تشوفه".
ومن جهة أخرى رأى البعض أن تعدد القضايا المطروحة أوقعهم في تخبط وتشتت وأفقدهم الرغبة في متابعته، بينما رأى آخرون أنه من المبكر الحكم على المسلسل إذ يطالبون المنتقدين بمتابعته للنهاية لإصدار الحكم الصحيح على أحداثه.
والمسلسل من تأليف هبة مشاري حمادة التي اعتادت في أعمالها على الجرأة في طرحها للقضايا المجتمعية والحوارات القوية التي تنقل بها رسائل عميقة عن المجتمع العربي والخليجي خاصة.
وقد حققت حمادة نجاحا لافتا في موسم رمضان الماضي بمسلسل "من شارع الهرم إلى" الذي كان أيضا من بطولة الفنانة هدى حسين وعدد من نجوم العمل ذاته المشاركين في "زوجة واحدة لا تكفي"، لذلك يتوقع الجمهور نجاحا جديدا لهذا الموسم بقصة مختلفة تنقل رسائل قوية بالرغم الانتقادات التي تطال العمل.
ويشارك في بطولة المسلسل أيضا: فاطمة الصفي، أيتن عامر، سحر حسين، نور الغندور، أحمد إيراج، عبد الله الطراودة، نور الشيخ، ليلى عبد الله، لولوة الملا، وسينتيا صموئيل وغيرهم.
والعمل من إخراج العلي العلي، وإنتاج جمال سنان، ويعتبر من بين الأعمال الرمضانية التي تسجل أعلى نسبة مشاهدة في عدد من الدول العربية، وما بين مشيدين ومهاجمين له انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا وقد أصدرت وزارة الإعلام الكويتية، بياناً رسمياً بشأن المشاهد الجريئة التي تضمنها "واحد من المسلسلات الرمضانية" بدون ذكر اسم المسلسل تحديداً، إلا أن الجدل الدائر عبر منصات التواصل الاجتماعي وجه أصابع الاتهام إلى مسلسل "زوجة واحدة لا تكفي".
وجاء في بيان وزارة الإعلام تأكيدها بشكل قاطع على رفضها التام للأعمال الفنية التي تتضمن إساءة إلى الكويت، أو تمس بأي حال أخلاقيات المجتمع، وشددت على اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتصدي إلى أي عمل فني يحمل إساءة إلى مجتمع الكويت.
وأضافت الوزارة في بيانها، أنها باشرت بالفعل اتخاذ عدد من الإجراءات تجاه "المسلسل الرمضاني المسيء إلى الكويت"مع ضمان منع تكرار المشاهد المسيئة، والمطالبة باحترام اللوائح والقوانين، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتضمن عدم عرض هذه المشاهد في المستقبل.
وحرصت الوزارة على التأكيد على تضمن الأعمال الفنية رسائل أخلاقية راقية، مع احترام خصوصية المجتمعات المختلفة، والابتعاد عن المساس بالثوابت، كما أشادت بالدور الذي لعبته الجمعيات العامة، والتي بادرت باستنكار هذه الأفعال، مما يدل على الوعي المجتمعي داخل الكويت، ورفض المشاهد المسيئة التي تمس الأخلاقيات والمبادئ الثابتة داخله.
اقرأ أيضاً:
انتقادات تطال مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي”.. وزارة الإعلام الكويتية تصدر بياناً
