فيلم "إيلو إيلو".. نموذجا لملايين البشر الباحثين عن لقمة العيش

Untitled-1
Untitled-1

عمان- الغد - يجسد الفيلم السنغافوري "إيلو إيلو" للمخرج انطوني تشان الذي تعرضه لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، اليوم الثلاثاء، مقولة "السهل الممتنع" أو "البلاغة في الإيجاز"، فالحكاية بسيطة في ظاهرها، إنما مؤثرة.اضافة اعلان
عنوان الفيلم (مأخوذ من اسم مدينة، تعبير يقصد منه: ماما وبابا ليسا في البيت)، فيما كان الفيلم لفت الأنظار في مهرجان "كان" بفرنسا للعام 2013، حيث فاز بجائزة الكاميرا الذهبية، التي تمنح عادة للعمل الأول، مع العلم بأن معظم التصوير فيه يجري داخل الأماكن المغلقة: البيوت وأماكن العمل.
تجري الأحداث زمن تسعينيات القرن الماضي، زمن الأزمة الاقتصادية التي حصلت في منطقة جنوب آسيا، وأثّرت على مصائر الطبقة الوسطى بخاصة. تتعلق الأحداث بأسرة مكونة من أب وأم وطفل في التاسعة من عمره. الأب يعمل. الأم تعمل وهي حامل.
المشكلة الوحيدة التي يعاني منها الوالدان هي مشكلة الابن الشقي النمرود الذي يثير المشاكل أينما حل: في البيت، في الجوار، وفي المدرسة بخاصة، حيث تهدد الإدارة بفصله. يقرر الوالدان، وكلاهما متسامحان طيبا القلب، إحضار خادمة فلبينية لمساعدتهما في العناية بالطفل، وهو أمر مقدور عليه من الناحية المالية.
ثم فجأة، تبدأ الأحداث تأخذ مسارا مختلفا: يفقد الأب عمله ويخفي ذلك عن زوجته، فيما هو يبحث عن فرصة عمل ويقبلها مهما كانت بسيطة. الزوجة، التي تعمل سكرتيرة في شركة، تطبع رسائل الفصل للعاملين في الشركة، فتبدأ بالقلق على وضعها الشخصي.
للابن هواية ينهمك فيها خفية عن والديه، هواية ستتكشف لاحقا عن مغزى عميق جدا: يجمع من الصحف قصاصات فيها أرقام بطاقات اليانصيب الفائزة، يستغرق في دراستها وتحليلها، يحاول ان يستنتج ما هي الأرقام التي ستربح، ويسعى لشراء ورقة يانصيب فيها أرقام مطابقة لتوقعاته، ولا يمانع في تمرير هذه التوقعات لعجوز يائس مدمن بانصيب، كي يساعده في شراء ورقة يانصيب أصبحت حلمه وهدف حياته، بعد أن رفض البائع بيعها له لصغر سنه.
تنجح عاملة المنزل الصبورة، وقد جاءت للعمل تاركة طفلها عند عائلتها في بلادها، في كسب ثقة الطفل تدريجيا، وفي نفس الوقت، تمارس بدون علم مخدوميها، عملا إضافيا في أيام عطلتها الأسبوعية.
يصور الفيلم وضعا اجتماعيا لعائلة تسير فيما يشبه حقل الألغام: لا أحد يعرف متى سينفجر لغم ما. العائلة هي نموذج مصغّر لوطن بكامله.
في هذا الإطار العام للفيلم، ثمة الكثير من التفاصيل المعبّرة، التي تكشف ما وراء الظاهر من العلاقات، وما تخفي النفوس من المشاعر، ما يعكس براعة شديدة في كتابة السيناريو للفيلم وفي رسم الشخصيات الرئيسية، سواء منها أفراد العائلة أو عاملة المنزل، التي هي بدورها تجسّد نموذجا مصغرا لملايين البشر الباحثين عن لقمة العيش.
الفيلم حاز على جائزة أفضل نص سيناريو من مهرجان "الحصان الذهبي: في تايوان، إضافة إلى جائزة أحسن فيلم وأحسن مخرج. كما فاز بجائزة "المهر الفضي" لأفضل فيلم روائي من مهرجان دبي السينمائي.