الاحتلال يتراجع عن قرار عدم المساس "بالأقصى" ويعزز انتشاره الأمني بمحيطه عشية رمضان

1710090604711061100
انتشار أمني كثيف لقوات الاحتلال بمحيط المسجد الاقصى المبارك في القدس المحتلة.-(وكالات)

على وقع ارتفاع عدد شهداء سياسة "التجويع" بغزة إلى 25 شهيداً؛ تستعد حكومة الحرب لتنفيذ خطة إجلاء سكان رفح توطئة لشن هجومها البري بدون أن يفيد كثيراً الاعتراف المتأخر لوزرائها بمسؤولية رئيسهم عن فشل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وتعمد تفجر الأوضاع بانتشار أمني كثيف لقوات الاحتلال بمحيط المسجد الأقصى المبارك عشية حلول شهر رمضان الفضيل.

اضافة اعلان


وفي خرق فاضح لقرار عدم المساس "بالأقصى" وإزالة القيود أمام وصول الفلسطينيين إليه؛ فقد أوعز رئيس حكومة الحرب، "بنيامين نتنياهو"، بتشديد الإجراءات الأمنية والعسكرية ونشر قوات الاحتلال بمحيط المسجد وداخل باحاته وعرقلة دخول المصلين لساحاته، وسط دعوة الفصائل الفلسطينية إلى شد الرحال "للأقصى" خلال شهر رمضان.


وتتصاعد التوترات في القدس المحتلة، حيث يسعى عشرات الآلاف من الفلسطينيين، الذين يواجهون قيوداً على الحركة، للوصول إلى المسجد الأقصى الخاضع لسيطرة أمنية إسرائيلية مشددة، في ظل توقع تصاعد الاضطرابات بالضفة الغربية طالما لم يتم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة.


ويُنذر سلوك "نتنياهو" المتطرف؛ سواء لجهة المساس بالأقصى أو إحباط جهود التهدئة بقطاع غزة أم باستخدام ورقة الوصول للقيادي في حركة "حماس" يحي السنوار كذريعة لمواصلة القتال بغزة؛ فإن كل ذلك من شأنه أن يُشعل القدس وكافة أنحاء الضفة الغربية، تزامناً مع العدوان ضد غزة.


ولا يبتعد مخطط الهجوم البري ضد رفح، جنوباً، عن محاذير تبعاته السلبية، إذ بعد انتقاد الرئيس الأميركي، "جو بايدن"، لنتنياهو لكونه "يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها" بطريقة إدارته الحرب في غزة ومخطط اجتياح رفح بوصفه "خطاً أحمر"، فقد أكد رئيس حكومة الاحتلال دعم "بايدن" لمخططه، ومطالبته بخطة قبل الهجوم على مدينة رفح.


ويستعد جيش الاحتلال لتنفيذ مخطط تهجير مليون فلسطيني قبل العملية العسكرية في رفح، وفق وزير الخارجية بحكومة الحرب، "يسرائيل كاتس"، الذي لفت إلى خطة "إجلائهم" غرباً، وإلى مناطق أخرى قبل عملية رفح، بعدما تم تهجيرهم من الشمال للجنوب، وفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.


وقد تصاعدت أخيراً التحذيرات الإقليمية والدولية بشأن القصف الاحتلالي الكثيف ضد رفح مع الاستعداد لاجتياحها برياً، وخطورة ذلك على مئات آلاف النازحين الذين لجؤوا إليها باعتبارها آخر ملاذ لهم أقصى جنوب القطاع.


يتزامن ذلك مع تعثر مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ على وقع اعتراف مسؤولين سياسيين وأمنيين إسرائيليين بأن "نتنياهو" وليس حركة "حماس" الذي يمنع التوصل إلى "صفقة" تبادل الأسرى واتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك على خلفية مزاعم "الموساد" باتهام الحركة للسعي بإشعال المنطقة.


وقد تسبب تعنت الاحتلال في عدم حدوث انفراجة بمفاوضات تبادل الأسرى، بسبب رفضه لمطالب المقاومة الفلسطينية بوقف دائم لإطلاق نار في قطاع غزة، وانسحاب جيش الاحتلال الكامل من القطاع، والسماح للمدنيين النازحين بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية الكافية عبر جميع المعابر بدون عراقيل، فضلاً عن خطة لإعادة إعمار القطاع.


وأمام ذلك؛ فقد أعلنت القيادة الوسطى الأميركية، أمس، عن توجه سفينة الدعم اللوجستي الأميركية بيسون إلى شرق المتوسط لتوصيل مساعدات إلى غزة عبر البحر، حيث تحمل معدات لإنشاء رصيف مؤقف لتوصيل الإمدادات للقطاع.


فيما يستخدم "نتنياهو" حالياً ورقة الوصول للقيادي في "حماس"، يحي السنوار، كذريعة لمواصلة القتال في قطاع غزة حتى تحقيق النصر، باعتبارها "الشماعة" التي سيعلق عليها نتنياهو ادعاءه بتحقيق النصر الكامل، حتى لو لم يتحقق ذلك.


ويزعم جيش الاحتلال أنه يستثمر معظم طاقته في "مطاردة" السنوار للوصول إليه، ولكنه لم يحقق أي نتائج بعد، مثلما لم يحقق أي إنجازات تتعلق بتحرير الأسرى الإسرائيليين، ولم يستطع تنفيذ عملية فورية للسيطرة على رفح، بينما يركز حالياً على محاولة الوصول للسنوار.


وفي الأثناء؛ يواصل الاحتلال عدوانه ضد قطاع غزة، وذلك بارتكاب 8 مجازر ضد العائلات الفلسطينية، راح ضحيتها 85 شهيداً و130 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما يرفع حصيلة عدوانه إلى 31045 شهيداً و72654 جريحاً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.


وأفادت "الصحة الفلسطينية" بأن 72 % من ضحايا العدوان هم من الأطفال والنساء، مشيرة إلى أنه ما يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.


وأمس قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن الجوع بات في كل مكان بقطاع غزة، في وقت ارتفعت فيه أعداد الضحايا جراء سوء التغذية، خاصة بين السكان المحاصرين شمالي القطاع.


وذكرت عبر حسابها على منصة إكس أن الوضع في شمالي القطاع مأساوي، حيث تُمنع المساعدات البرية رغم النداءات المتكررة.


وأضافت أنه مع اقتراب شهر رمضان، فإن وصول المساعدات الإنسانية والوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ضروريان لإنقاذ الأرواح.


كما قالت الوكالة إنه لا يمكنها تلبية احتياجات المدنيين دون الوصول الآمن ووقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن فرقها تستمر في توصيل الطعام والمياه ومستلزمات النظافة وغيرها لأهالي غزة.

 

اقرأ المزيد : 

الاحتلال الإسرائيلي يكشف عن محاولة مجهولة النتيجة لاغتيال نائب قائد القسام بغزة