الاحتلال يتوحش.. عشرات الشهداء بغارات عنيفة على رفح

1707751757920972800
فلسطينيون ينزحون بعد معارك في جنوب القطاع - (وكالات)

صعد الاحتلال عملياته العدوانية ضد رفح بجنوب قطاع غزة، بتنفيذ 40 غارة جوية متوالية وارتكاب 19 مجزرة وحشية، مما أدى لارتقاء عشرات الشهداء والجرحى المدنيين، وسط تواصل التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية وشيكة، بينما اعتبرت حركة "حماس" أن الهجوم استمرار لحرب الإبادة والتهجير القسري بحق الفلسطينيين.

اضافة اعلان


وشنت طائرات الاحتلال الحربية سلسلة غارات عنيفة قدرت بنحو 40 غارة، استهدفت على وجه الخصوص، العديد من المنازل ومساجد تأوي نازحين، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف ومن قبل بوارج حربية على مدينة رفح، في إطار مخطط الاحتلال للهجوم البري عليها.


وتشهد مدينة رفح قصفاً جوياً مكثفاً وأحزمة نارية متوالية ضد مناطق متفرقة منها، استهدفت تدمير أبنية سكنية مأهولة بسكانها، مما أدى لارتقاء 164 شهيداً وأكثر من 200 جريح، معظمهم من النساء والأطفال، وبذلك ترتفع حصيلة عدوان الاحتلال إلى 28340 شهيداً و67984 جريحاً ومئات الآلاف من المفقودين تحت الركام، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.


وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن مدينة رفح تشهد غارات صهيونية عنيفة تتركز في وسط المدينة، وطالت منازل مأهولة بالسكان، معظمهم من النساء والأطفال، بينما يعج المشفى بالجرحى في وضع خطير ولا يوجد ما يكفي من الدواء والأمصال للعلاج.


يأتي ذلك وسط نزوح مئات المدنيين للمستشفى هرباً من القصف الجوي الكثيف على المدينة، بعدما دمر الاحتلال مساجد تأوي عشرات النازحين في رفح، إلى جانب استهداف أكثر من 14 منزلاً مأهولاً بالسكان، فيما طال القصف والغارات الاحتلالية مناطق قريبة من الحدود مع مصر.


وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، عن استشهاد 67 فلسطينياً، وصلوا المستشفيات نتيجة المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بمدينة رفح وما تزال عملية انتشال الضحايا مستمرة ولكن بصعوبة، نتيجة كثافة القصف الجوي بمساندة الدبابات والزوارق الحربية والتي أسفرت عن ارتقاء عشرات الشهداء ومئات الجرحى.


من جانبه، قال القيادي في حركة "حماس"، عزت الرشق، إن المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد المدنيين "في رفح راح ضحيتها أكثر من مائة شهيد هي استمرار لحرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري".


وأضاف، وفق بيان لحركة "حماس" نشر أمس على منصة تلغرام، أن هجوم الاحتلال ضد رفح يؤكد أن حكومة (بنيامين) "نتنياهو" تضرب بعرض الحائط قرارات محكمة العدل الدولية التي أقرت تدابير عاجلة لوقف أي خطوات يمكن اعتبارها أعمال إبادة.


وحمل الرشق إدارة الرئيس الأميركي "جو بايدن" كامل المسؤولية مع حكومة "نتنياهو" عن مجزرة رفح "بسبب الضوء الأخضر الذي أعطوه "لنتنياهو" وما يوفرونه له من دعم مفتوح لمواصلة حرب الإبادة".


ووصف الهجوم على مدينة رفح بأنه "جريمة مركبة، وإمعان في حرب الإبادة الجماعية، وتوسيع لمساحة المجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، نظرا للأوضاع المأساوية التي تعيشها هذه المدينة بسبب تكدس قرابة 1.4 مليون فلسطيني فيها، وتحول شوارعها إلى مخيمات للنازحين، يعيشون في ظروف غاية في الصعوبة والقسوة، نتيجة افتقارهم لأدنى مقومات الحياة".


ودعا الرشق "جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ومجلس الأمن الدولي، إلى التحرك العاجل والجاد، لوقف العدوان الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية المتواصلة على المدنيين العزل في قطاع غزة".


وبدوره، جدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس امس الدعوة إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وعبر عن قلقه بشكل خاص إزاء الهجمات الصهيونية على رفح، حيث فر معظم سكان القطاع.


وقال غيبريسوس إن 15 فقط من أصل 36 مستشفى في غزة "ما تزال تعمل جزئيا أو بالحد الأدنى" من طاقتها، وإن العاملين في مجال الإغاثة يبذلون قصارى جهدهم في ظل ظروف لا يمكن تصورها.


وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 85 % من سكان قطاع غزة نزحوا، وإن القطاع يواجه مجاعة حيث يعاني واحد من كل 5 أطفال دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد.


وقد حذرت منظمة أطباء بلا حدود، امس، من أن هجوم الكيان الصهيوني البري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة سيكون كارثيا، ويجب وقفه في المنطقة المكتظة بمئات آلاف النازحين الذين لجأوا لها للنجاة من القصف العنيف في بقية مناطق القطاع.


وقالت رئيسة المنظمة ميني نيكولاي، في سلسلة منشورات على منصة إكس، "الهجوم البري الإسرائيلي المعلن على رفح كارثي، ويجب ألا يستمر"، وسط تحذيرات دولية من إبادة قد تنتج عن استهداف المدينة المكتظة بالنازحين.


وحذرت نيكولاي "مع استمرار القصف الجوي للمنطقة، يواجه الآن أكثر من مليون شخص، يعيش العديد منهم في خيام وملاجئ مؤقتة، تصعيدا كبيرا في هذه المذبحة المستمرة".


يأتي ذلك بالتزامن مع تصعيد الاحتلال الخطير بالضفة الغربية؛ حيث شيع الفلسطينيون أمس جثمان الشهيد الطفل محمد خضور (17 عاماً)، في بلدة بدو شمال غرب القدس، وسط ترديد الهتافات المنددة والغاضبة من جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.


وقد استُشهد الطفل خضور، أول من أمس، متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال في الرأس أثناء تواجده في مركبة قرب قرية "خرب اللحم" القريبة من جدار الفصل العنصري شمال غرب القدس، وذلك في إطار تصعيد الاحتلال ومستوطنيه المتطرفين بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية بالتزامن مع حرب الإبادة الاحتلالية ضد قطاع غزة.

 

اقرأ المزيد : 

مجازر رفح.. ابتزاز لأميركا والمجتمع الدولي أم ورقة ضغط لانتزاع تنازلات؟