إضراب شامل حدادا على أرواح شهداء الوطن المحتل

المستوطنون يسعرون حرب التهجير في الضفة

مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال.-(وكالات)
مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال.-(وكالات)

تزداد هجمات المستوطنين ضد مدن الضفة الغربية وقراها للتضييق على سكانها الفلسطينيين وتهجيرهم من أراضيهم لصالح ابتلاعها والسيطرة عليها، في إطار سياسة الاحتلال لتهويدها وضمها، وسط استعداد ما يسمى "جماعات الهيكل"، المزعوم، لادخال "القرابين" للمسجد الأقصى المبارك غداً، والحشد لاقتحام واسع لباحاته.

اضافة اعلان


وعمّ الإضراب الشامل مدن الضفة الغربية، أمس، حداداً على أرواح شهداء الوطن المحتل في غزة وطولكرم ونابلس، وتنديداً بجرائم الاحتلال وعنف مستوطنيه ضد مخيم "نور شمس" وحصاره ثلاثة أيام متوالية وتدمير بنيته التحتية، ما أدى لارتقاء 14 شهيداً بالساعات الماضية، بالتزامن مع ارتكاب ثمانية مجازر وحشيّة في القطاع أسفرت عن المزيد من الضحايا المدنيين.


وعلى وقع انتشال عشرات الجثث بمقابر جماعية عقب انسحاب جيش الاحتلال من خان يونس، جنوب القطاع، فقد شلّ الإضراب العام مناحي الحياة في الضفة الغربية، تلبية لدعوات القوى والفصائل الفلسطينية، وسط تنظيم المسيرات الشعبية الغاضبة ضد عدوان الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.


وعمّ الإضراب التجاري مدينة القدس المحتلة حداداً على أرواح شهداء مخيم "نور شمس" وغزة، وأغلقت المحال التجارية أبوابها في أسواق البلدة القديمة وخارجها، في ظل دعوة القوى الوطنية الفلسطينية للإضراب الشامل وتصعيد المواجهة ضد عدوان الاحتلال.


ومنذ مساء الخميس الماضي؛ ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء عدوان الاحتلال وعمليته العسكرية ضد مخيم "نور شمس" بمدينة طولكرم، إلى 14 شهيداً، وذلك قبيل انسحابه منه بشكل كامل، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
ودعت فصائل العمل الوطني الفلسطيني لتصعيد المواجهة مع قوات الاحتلال، رداً على جرائمه المتواصلة بالضفة الغربية، وآخرها جرائمه بمخيم نور شمس، وجرائمه المستمرة في قطاع غزة.


في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الشابين محمد ماجد جبارين (19 عاماً) وموسى محمود جبارين (18 عاماً)، برصاص قوات الاحتلال بزعم محاولتهما تنفيذ عملية مزدوجة، شملت إطلاق نار ومحاولة طعن قرب بلدة "بيت عينون"، شمال شرق الخليل جنوبي الضفة الغربية.


يأتي ذلك بالتزامن مع قيام ما يسمى "جماعات الهيكل"، المزعوم، بحشد أنصارها من المستوطنين المتطرفين، لتنفيذ مخططها باقتحام المسجد الأقصى المبارك ومحاولة إدخال وذبح "قرابين الفصح" داخله، لإحياء ما يسمى "عيد الفصح" اليهودي المزعوم، الذي يبدأ يوم غد الثلاثاء. 


ودعت ما تسمى "إدارة جبل الهيكل"، المزعوم، التابعة لاتحاد "منظمات الهيكل"، أنصارها للتجمع عند "باب المغاربة" اليوم وتنفيذ اقتحام واسع "للأقصى"، لتقديم "القرابين" وذبحها داخل المسجد، فيما رصدت الجمعيات الاستعمارية مكافأة مالية باهظة لكل مستعمر ينجح باقتحام الأقصى وذبح "قربان" في باحاته.


وتنطوي محاولة إدخال "القربان" إلى المسجد الأقصى على خطورة كبيرة، في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة، برئاسة "بنيامين نتنياهو"، فضلاً عن محاولاتهم التالية لتنفيذ طقوسهم التلمودية المزعومة، مثل النفخ في البوق برأس السنة العبرية، وتقديم القرابين النباتية في عيد العرش المزعوم، في إطار مساعي تقسيم المسجد لتهويده.


وتستغل سلطات الاحتلال الأعياد والمناسبات اليهودية المزعومة للتضييق على الفلسطينيين وفرض العقوبات الجماعية بحقهم، من خلال إغلاق الحواجز وتشديد الإجراءات العسكرية عليها، وإعاقة حركة تنقلهم ومنعهم من الوصول إلى الأماكن المقدسة.


وتسارع الجماعات الاستيطانية الخطى؛ لذبح ما تسمى بـ "البقرات الخمس الحُمر"، خلال الأيام المقبلة التي تعني وفق العقيدة التلمودية، "تطهير المعبد"، وبموجب هذه الطقوس، تجيز جماعات "الهيكل الثالث" المزعوم لجميع اليهود من شتى الطوائف، اقتحام المسجد الأقصى.


وكانت "هيئة البث الإسرائيلية" الرسمية كشفت عن أن الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال، "ايتمار بن غفير" وضع خطة لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى بوصفها هدفًا رسمياً لوزارته.


وأشارت إلى أن وزارته أدرجت في خطة عملها السنوية هدفًا يشكل سابقة مثيرة للجدل، وهو تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى، بما يشمل السيطرة عليه والسماح للمستوطنين بالصلاة فيه.


وتتضمن الخطة لعام 2024، "توسيع العنصر التكنولوجي المساعد لشرطة الاحتلال، وتعزيز تشكيلاتها في الحرم القدسي، وتنفيذ تدابير تكنولوجية شرطية بمحيطه، وتعزيز الحكم ومنع التمييز ضد المستوطنين، الذين يرون أن حرية العبادة لهم مقيدة"، وفق مزاعمهم.


ويشكل عيد "الفصح" الذي يستمر أسبوعاً، كابوساً على المقدسيين،  لما يشهده من مضاعفة للإجراءات الاحتلالية في القدس والأقصى، وعمليات حصار وإغلاق للطرق والشوارع المؤدية للبلدة القديمة والمسجد المبارك، فضلًا عن تحديد أعمار الوافدين إليه.


وحذّر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس من مخططات الاحتلال لتغيير الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى المبارك. 


وقال المجلس إن مخططات ونوايا المتطرف "بن غفير" حول سلسلة من التوجهات بالغة الخطورة تشكل انتهاكًا صارخًا وضرباً لأبسط حقوق المسلمين التاريخية والدينية في مسجدهم المبارك.

 

اقرأ المزيد : 

الفايز: تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر إعلان حرب