صحف عالمية: حكومة نتنياهو فقدت السيطرة وقد تتسبب في حرب إقليمية

نتنياهو
نتنياهو
 رأت صحف عالمية أن حكومة بنيامين نتنياهو فقدت السيطرة وأنها ربما تذهب بإسرائيل إلى حرب إقليمية، مشيرة إلى أن الدعم الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن لتل أبيب أضر بشعبيته في صفوف العديد من الأميركيين.اضافة اعلان
وفي سياق فقدان السيطرة للاحتلال وفي إطار الحرب المسعورة التي يخوضها جيشه قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس نقلا عن قائد كتيبة بجيش الاحتلال أنهم سيتوجهون إلى رفح بجنوب قطاع غزة، بعد إنهاء توغلهم (أمس)، في أطراف مخيم النصيرات وسط القطاع في تحد لتحذيرات دولية من خطورة ذلك على المدينة المكتظة بالنازحين.
وقالت الإذاعة إن الجيش أنهى الليلة الماضية عملياته العسكرية في أطراف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ونقلت عن المقدّم دوتان (لم تذكر لقبه) قائد الكتيبة 932 التابعة لجيش الاحتلال قوله لجنوده على أطراف مخيم النصيرات، مع انتهاء العملية العسكرية: "نحن ذاهبون إلى رفح".
وتوعد قائد الكتيبة بتكرار ما حدث في النصيرات وحي الزيتون (شرق مدينة غزة) ومستشفى الشفاء (بمدينة غزة)، في رفح بجنوب قطاع غزة.
وكان جيش الإحتلال بدأ توغله في مخيم النصيرات قبل أسبوع وخلف عشرات الشهداء والجرحى ودمارا كبيرا للمباني والممتلكات وخطوط المياه والصرف الصحي الرئيسية.
يأتي ذلك، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على رفح التي لم يكن سكانها والنازحون فيها بمنأى عن تبعات الحرب رغم اعتبار المدينة آخر ملاذ "آمن" لهم في القطاع على الحدود مع مصر.
ويُصر رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو على اجتياح رفح رغم تحذيرات إقليمية ودولية من التداعيات المحتملة.
ورغم أن واشنطن الحليف الأكبر لإسرائيل والداعم الرئيس لها خلال عدوانها المستمر على قطاع غزة، لا تعلن صراحة رفضها القاطع لاجتياح إسرائيل لرفح في سياق "القضاء على بقية مقاتلي" حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فإنها تشترط وجود خطة للحفاظ على حياة المدنيين هناك، خاصة مع وجود 1.5 مليون مدني في المنطقة معظمهم نزحوا إليها من مناطق دمرها القصف.
وحول إمكانية تنفيذ إسرائيل لعملية عسكرية في رفح، قال المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر، إن واشنطن تتواصل مع الإسرائيليين في هذا الشأن، واصفا الوضع الإنساني في غزة بالخطير.
ويواصل الاحتلال حربه المسعورة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، ورغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وقالت صحيفة "هآرتس" إن حكومة نتنياهو فقدت السيطرة، وإنها قد تقود إسرائيل إلى حرب إقليمية، مشيرة إلى أن مجلس الحرب يتصرف بتهور ودون إستراتيجية.
ولفتت الصحيفة في مقال إلى أن أعضاء الحكومة "أصبحوا أسرى الموقف الانتقامي، ولا يقدمون تفسيرات ومبررات مقنعة لسياساتهم، وقالت إنهم "يتجاهلون حجم المخاطر وتداعياتها".
وفي "جيروزاليم بوست"، ركزت الافتتاحية على إعلان وزارة الدفاع الإسرائيلية استعدادها لإعادة تأهيل نحو 8 آلاف من أفراد قوات الأمن الذين واجهوا صعوبات في الصحة العقلية.
ورأت أن أزمة الصحة العقلية في إسرائيل مزمنة منذ أمد بعيد، لكن الحرب في قطاع غزة أدت إلى تفاقم المشكلة، وحذرت من أن عدم التعامل مع هذا الأمر بسرعة "قد يؤدي إلى مزيد من المآسي بسبب تخلي الحكومة الإسرائيلية عن دعم الصحة العقلية".
أما صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فنشرت تقريرا للأمم المتحدة يتحدث عن "الظروف المزرية للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية"، ومنها إجبارهم على الجلوس على ركبهم لساعات متواصلة وأيديهم مقيدة وهم معصوبو الأعين، فضلا عن حرمانهم من الطعام والماء، والتبول عليهم.
وتحدّث أسرى للصحيفة عن تعرضهم للضرب المبرح بقضبان معدنية أو بأعقاب البنادق والأحذية، وإجبارهم على البقاء في أقفاص ومهاجمة الكلاب لهم.
وأشار تقرير في صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن تعامل الرئيس بايدن مع الحرب الإسرائيلية على غزة تسبب باهتزاز الدعم له في صفوف المواطنين الأميركيين.
وقالت الصحيفة إن بعض هؤلاء "يشككون في أحقية بايدن في ولاية رئاسية ثانية"، بينما يرى آخرون أن الرئيس السابق دونالد ترامب يمثل تهديدا أكبر بكثير.
وفي صحيفة "الغارديان" البريطانية كتب الناشط أحمد مور مقالا، قال فيه إنه كأميركي من أصل فلسطيني "لم يعد بإمكانه التصويت للرئيس بايدن بعد الآن"، معتبرا أنه ليس الوحيد في هذا التوجه.
وأكد الكاتب أنه لم يعد قادرا على تبرير الدعم لإدارة بايدن، لأن الفشل الأخلاقي للرئيس في غزة خلف تداعيات تاريخية، على غرار فشل الرئيس الأسبق ليندون جونسون في حرب فيتنام، في ستينيات القرن الماضي.-(وكالات)