البترا: نشاط سياحي يرفع الطلب على الاستثمار الفندقي

جانب من مشروع فندقي في البترا قيد الإنجاز - (الغد)
جانب من مشروع فندقي في البترا قيد الإنجاز - (الغد)

حسين كريشان

البترا - أسهم النشاط السياحي في مدينة البترا الأثرية، بارتفاع الطلب على الغرف الفندقیة، ما دفع مستثمرين للترخيص لإنشاء فنادق سياحية ذات تصنيفات متعددة.

اضافة اعلان


مؤخرا، استقبلت سلطة إقليم البترا، طلبات استثمار في مجال القطاع الفندقي والسياحي، ما زاد من أعداد الغرف الفندقية لنحو 4000 غرفة مع نهاية العام الحالي مقارنة بـ2600 غرفة في نهاية عام 2019.


ويأتي زيادة الطلب على الاستثمار الفندقي، بعد أن ارتفع عدد زوارها في نهاية 2019 الى نحو مليون و135 ألفا و300 زائر من الجنسيات كافة، بنسبة 37 % عن عام 2018.


وشهدت البترا مؤشرات قوية لبدء تعافي السياحة فيها، عبر تدفق السياح الأجانب والعرب والمحليين منذ بدایة العام الماضي، لترتفع الى 118 % مقارنة بعام 2020 الذي شهد تراجعا كبيرا في أعدادهم بسبب جائحة كورونا، ما رفع الإقبال على الغرف الفندقية فيها، لتصل إشغالاتها إلى 50 %، بعد إعادة فتح القطاعات السياحية والمنشآت الفندقية.


وبرغم أن قطاع الفنادق من أكثر القطاعات التي تأثرت سلبا بتداعيات جائحة كورونا، في ظل انقطاع السياحة منذ بدء الجائحة، لكن مشاريع الاستثمار ببناء الفنادق ما يزال قائما ولم يتوقف في البترا، تمهيدا لمواسم سياحية مقبلة، وزيادة لأعداد الغرف الفندقية فيها.


وسيتم إنشاء نحو 10 فنادق، يعمل مستثمرون على تجهيزها برأس مال يزيد على 40 مليون دينار أردني، لتضيف 600 غرفة فندقية جديدة، وتؤمن نحو 400 فرصة عمل.


وتكشف النسب، أن العام الماضي حقق أعلى رقم للسياح والزوار للبترا، وصل إلى 236088 ألفا، بينهم 135064 أجنبيا و16026 زائرا عربيا و84776 زائرا أردنيا.


وجذب تنامي الحركة السياحية للبترا استثمارات عديدة بخاصة في قطاع الإيواء، نتيجة ارتفاع الطلب على الخدمات السياحية والغرف الفندقية، ما دفع سلطة الإقليم لمنح مستثمرين موافقات رسمية للحصول على تراخیص، للتوجه للاستثمار في القطاع، بعكس ما كان عليه الوضع العقد الماضي، من توقف لعجلة الاستثمار هناك، لانخفاض نسب الإشغال الفندقي.


فيما أكد، عاملون ومستثمرون في القطاع بأن المنطقة أصبحت واحدة من المواقع الجاذبة للاستثمار الفندقي، لجدواه، بالتزامن مع زيادة أعداد الزوار والسياح للمدينة الأثرية، مشيرين إلى أن بعض الفنادق التي تنشأ، باشرت باستقبال النزلاء العام الماضي، وبعض الآخر سيفتح أبوابه لاستقبال السياح في العام الحالي.


ويؤكد رئيس جمعية أصحاب فنادق البترا السياحية طارق الطويسي، أن مؤشرات التعافي، بدأت تظهر مع عودة السياحة تدريجيا منذ بداية العام الماضي، وتخفيف قيود كورونا، لتشهد المدينة الوردية نشاطا سياحيا ملحوظا، بخاصة مع عودة السياحة، ما أسهم بارتفاع الطلب على الغرف الفندقية إلى 50 %.


وأشار الطويسي، إلى عودة غالبية القطاعات الفندقية من تصنيفات مختلفة بفتح أبوابها من جديد وعودة مئات عامليها، جراء هذا التحسن، لاسترداد ما انتزعته الجائحة من خسائر تكبدها هذا القطاع، بعد أن كانت مغلقة خلال الجائحة، إثر هبوط غير مسبوق في معدلات إشغال الفنادق وصل إلى 0 %، وأفقد 1600 عامل وظائفهم.


وأعرب عن أمله بدعم القطاع الفندقي، ووضع خطط لإطالة إقامة الزوار في الفنادق، بتنويع البرامج السياحية تزامنا مع نية السلطة افتتاح مشاريع جديدة، تؤدي لإطالة إقامة السياح.


ويرى خالد النوافلة، صاحب استثمارات سياحية، بأن البترا مع عودة السياحة، تشهد حاليا نشاطا ملحوظا، لافتا إلى أن ذلك التحسن يأتي بعد أن مرت فنادق البترا (45 فندقا)، من تصنيفات مختلفة بأصعب أزمة في تاريخها، ما تسبب بإغلاق أبوابها وفقدان عامليها وظائفهم، لكن تباشير التعافي، تحمل توقعات لانتعاشه ثانية.


رئيس سلطة الإقليم الدكتور سليمان الفرجات، قال إن البترا شهدت ومنذ عام 2020 حجم استثمارات في القطاع الفندقي يتعدى الـ40 مليون دينار، ويتوقع بأن توفر اكثر من 600 غرفة فندقية و400 فرصة عمل، واستحداث مشاریع استثماریة جديدة في القطاع.


وأشار الفرجات، الى أن السلطة تلقت طلبات استثمار لإقامة فنادق وأخرى لإقامة شقق وأجنحة فندقية، واستثمارات في الخدمات السياحية والفندقية، مع تزايد أعداد زوار المدينة منذ العام الماضي، ما سيزيد أعداد الغرف الفندقية لـنحو 4000 غرفة مع نهاية العام الحالي مقارنة بـ2600 غرفة في نهاية عام 2019، ما سيرفع جاهزية البترا لاستقبال مزيد من سياح المبيت.


وقال الفرجات، إن مشاريع بناء الفنادق مستمرة، ومواصلة مستثمرين العمل في قطاع الإيواء وتجهيز نحو 10 مشاريع، برغم تأثيرات الجائحة، وفي ظل انقطاع السياحة منذ بدئها، لكن قطاع الاستثمار في الفنادق، ما يزال يحتل المرتبة الأولى في المنطقة، تمهيدا وتجهيزا للمواسم السياحية المقبلة، وزيادة لأعداد الغرف الفندقية في البترا.


وأضاف، أنه وخلال الثلث الأخير العام الماضي شهدت المدينة نموا في أعداد زوارها من كافة الجنسيات، لاسيما الأجانب، وهو ما عاد بالنفع على أصحاب المنشآت السياحية والمجتمعات المحلية، مشيرا إلى وجود مؤشرات قوية لعودة السياحة بشكلها الطبيعي في البترا.


ولفت الى أن استمرار تحسن الوضع السياحي مربوط بالوضع الوبائي العالمي، وآلية التعامل معه الأسابيع المقبلة، آملا باستمرار نمو أعداد الزوار للمدينة، مبينا أن عام 2020 شهد تراجعاً كبيرا في أعداد الزوار بسبب الجائحة، وأغلقت منشآت أبوابها وتأثر أكثر من 80 % من أبناء لواء البترا بتداعياتها، لكن العام الماضي أعطى مؤشرات إيجابية للتعافي وتحسن الحركة السياحية في البترا، بخاصة مع نهاية الثلث الأخير من العام نفسه.

إقرأ المزيد :