الخلايلة: الهجرة النبوية ليست حدثا عابرا يطوى بل نقطة تحول في تاريخ الأمة

وزير الأوقاف د. محمد الخلايلة خلال رعاية الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية-(بترا)
وزير الأوقاف د. محمد الخلايلة خلال رعاية الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية-(بترا)

قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية د. محمد الخلايلة إن "الهجرة النبوية الشريفة، ليست حدثا عابرا يُطوى ثم يُنسى، ولا محطة تاريخية تُدرس ثم تمحى، بل هي شاهدة حق ونقطة تحول في تاريخ الأمة، تحول بعدها المسلمون من الضعف إلى القوة، ومن المحن إلى المنح ومن الخوف إلى الأمن، ومن الضيق إلى السعة، ومن النظرية إلى التطبيق، ومن الدعوة إلى الدولة، ومن الصبر الجميل إلى النصر المبين، بحيث أعقب ذلك تكوين الدولة وحرية الدعوة وإقامة المجتمع، وبناء المؤسسات وتوثيق الروابط والعلاقات، وإظهار معالم الدين، لأن الهجرة بأحداثها ومحطاتها ترسم أسس البناء الحضاري للأمة وتدلها على مقومات النهوض والنجاح والاستقلالية".

اضافة اعلان


جاء ذلك خلال رعاية الخلايلة، مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني للاحتفال الديني بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة الذي أقامته الوزارة أمس، في المركز الثقافي الإسلامي بمسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله الأول في عمان. 


وأكد الخلايلة، أن "الهجرة تلقي علينا بظلالها، لتظهر لنا قيمة الوطن في النفس والوجدان، وتكشف لنا قيمة عن محبته الكاملة في القلب وتعلق الروح به، مشيرا إلى أن الهجرة علمتنا ان الحياة تدار بتخطيط دقيق وقواعد متزنة، وأسس ثابتة ينهض عليها المجتمع القوي، ويظهر ذلك جليا من التخطيط الدقيق لها، والأخذ بالأسباب المادية من التوكل على الله تعالى".


وقال إن "النبي عليه الصلاة والسلام بايع الصحابة في بيعة العقبة الأولى على بناء الإنسان بالقيم والأخلاق والفضيلة والإيمان والتقوى والورع والصدق، وكذلك الأعمال الصالحة والعبادات وقراءة القرآن الكريم، ثم جاءت بيعة العقبة الثانية".


وأضاف الخلايلة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، بعدها، "أعد العُدة للهجرة النبوية الشريفة مع الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فتم بذل الجهد والعناء والتعب والمشقة، وهذا فيه عبر ودروس لنا جميعا بأن نقتدي بالمصطفى عليه السلام، وأن يتخذ الإنسان له أخا صادقا صدوقا، فعليه السلام اتخذ من أبي بكر الصديق صاحبا له في هجرته لأنه يعلم صدقه وإيمانه.


وتقدم الخلايلة، بأسمى آيات التنهئة والتبريك لجلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد والأسرة الهاشمية والشعب الأردني بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة.


من جانبه قال مفتي عام المملكة الشيخ عبدالكريم الخصاونة، إن "الهجرة النبوية الشريفة حدث تاريخي مميز، ظهرت فيه عناية الله ورعايته للأمة ولنبيها عليه السلام وللمؤمنين والمؤمنات، وظهرت فيها المعجزات الربانية التي حفظت النبي عليه السلام وتحفظ الأمة، حيث بعث المصطفى صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة وأخذ ينشر الدعوة الإسلامية، إلا أنها لم تجد أذنا صاغية في مكة المكرمة، ومن هنا بدأ يفكر في الانتقال إلى المدينة المنورة ونشر الدعوة من خلالها".     


وأضاف الخصاونة "إن قريش عندما وجدت أنه أصبح للنبي عليه السلام أصدقاء وأعوان من خارج مكة المكرمة، بدأ الخوف لديها وبدأت تفكر في قتل النبي عليه الصلاة والسلام بحيث يجتمع من كل قبيلة شاب فيقتلوه ضربة واحدة".   


وأشار الخصاونة إلى أنه "بعد البعثة حاول النبي عليه الصلاة والسلام، إصلاح وهداية الناس في مكة المكرمة لمدة 13 عاما، تَحمل خلالها الأذى والعذاب من أهل مكة الذين واجهوه عليه الصلاة والسلام بالجحود والنكران والرفض، ومع ذلك واجههم عليه السلام بالمحبة والرحمة والعفو والتسامح والدعاء لهم، ولم تفتر قوته وعزيمته، متوكلا على الله تعالى في الدعوة والنصح والرشد. مضيفا أن الأمّة إذا كانت غنية بخلقها ومتمسكة بدينها فإن هذا يعني أنها ستكون أمّة رائدة وقوية ومتماسكة، وهذا ما جسدته بعثة النبي عليه السلام والهجرة النبوية الشريفة". 


بدوره، قال قاضي القضاة الشيخ عبدالحافظ الربطة، إن "الهجرة النبوية الشريفة تظهر لنا، رسالة كبرى من رسائلها، أنها رحلة بناء الدولة القوية، متراصة الصفوف، واضحة الرؤية، راسخة المبدأ الممكَّن لها بمؤسساتها الدعوية والعسكريةِ والإعلامية والاقتصادية".


وأضاف "لتكون رسالة الهجرة لنا اليوم، أن نتعبد الله بتماسكنا وتعزيز قوة وطننا، والمحافظة على أردننا، ووحدة صفنا، مؤكدا أن في الهجرة درسا بليغا في حب المسلم لوطنه، وحنينه له فعندما خرج رسول الله من مكة وقف مخطابا لها ليقول (واللهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللهِ وأحبُّ أرضِ اللهِ إليَّ ولولا أن أَهْلكِ أخرَجوني ما خَرجتُ)".


وقال الربطة "إننا عندما نحيي ذكرى الهجرة النبويةِ المباركةِ، فنحن نحيا مع الحدث الذي غيَّر وجه التاريخ مع النصر بعد الصبر مع العطاءِ بعد المحنة والابتلاء مع مدافعة الحق للباطل ونصر الله لجنده وأوليائه مع قضية اختارها الصحابة يوما بدأَ منه تأْريخهم"".


وقدمت فرقة الفلاح التابعة للوزارة في الحفل، وصلات إنشادية بهذه المناسبة الكريمة.


وحضر الاحتفال وزير العدل، وأمين عام وزارة الأوقاف، وسماحة مفتي عام القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي، وفضيلة مفتي عام مديرية الأمن العام وعدد من الأمناء والمدراء العامين، ورئيس مركز التعايش الديني، وممثلين عن الهيئات الدبلوماسية المعتمدين لدى الأردن، وضباط وضباط صف من القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي والأجهزة الأمنية، وكبار المسؤولين في وزارة الأوقاف، ومفتين وقضاة الشرع الشريف، وأئمة ووعاظ وواعظات.

 

اقرأ المزيد : 

الهجرة النبوية الشريفة: منعطف تاريخي أضاء حياة أمة