تحقق الأمن للمنطقة.. إيجاد صيغة سلام جديدة تجبر الاحتلال على الالتزام بها

ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي
ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي

بعد أن تحدث نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في كلمته بالمنتدى الإقليمي الثامن لوزراء خارجية دول الاتحاد من أجل المتوسط من برشلونة، أمس، بأن الاحتلال لم يحترم اتفاقية أوسلو، بدا واضحا التأكيد الأردني الرسمي على أهمية إيجاد حلول سريعة بإجبار الكيان الصهيوني على المضي في عملية السلام.

اضافة اعلان


وقال الصفدي من إسبانيا إنه "عندما بدأت العملية في مدريد، كان هنالك أمل في الوصول إلى مستقبل آمن، ولكن إسرائيل عملت من أجل توطيد الاستعمار ومن أجل خرق اتفاقية أوسلو"، مضيفا "لم يكن هناك أي خطوة من أجل التقدم نحو السلام".


وأكد سياسيون ومحللون في تصريحات لـ"الغد"، أن الأردن يدعو لإيجاد سبيل يحقق السلام في المنطقة، يجبر الكيان الصهيوني على الالتزام به، خصوصا بعد أفشل تعنته السنوات الماضية، تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، خصوصا في فلسطين.


وكان رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، قال إن ما جرى في غزة غير كل الموازين في العالم، ووضع القضية الفلسطينية على أجندة العالم.


وأشار الفايز، خلال زيارته الى دار صحيفة "الغد" أمس، لأهمية استثمار ذلك عربيا وإسلاميا، وأن يكون الموقف العربي والإسلامي واضحا وقويا، باستثمار ورقة الضغط الاقتصادية على الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا الغربية بكل الأشكال المتاحة.


ولفت إلى أن الرأي العام العالمي، بات مقتنع تماما بضرورة حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يتوجب استثمار ذلك بالوصول الى الحكومات الغربية، والضغط عليها لإيجاد حل دائم في المنطقة.


واعتبر الفايز، أن البيانات وحدها لا تكفي، بل يتوجب إلحاقها بمواقف قوية من الدول العربية والإسلامية.


وأكد أن مخرجات القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض مؤخرا، إيجابية، لذلك وجب أن يجري التعامل معها بوضوح على الأرض، وإيصال رسائل الى الدول الغربية وواشنطن، حول أهمية حل الصراع، وبخلاف ذلك فإنه سيتجدد بين فينة وأخرى، وسيأخذ أشكالا تصعيدية خطرة، وقد يجلب معه صراعات إقليمية أكبر.


ودعا رئيس مجلس الأعيان الى تحالف دولي كبير، يرعى عملية السلام في المنطقة، ينتج عنه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس، وأن يتم الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، للقبول بمخرجات أي قرارات دولية في هذا الجانب.


وأشار الفايز، إلى أنه دون ذلك، فإن القضية لن تحل ولن يكون هناك استقرار في المنطقة، معتبرا بأن الحلول الفردية والترقيعية لا تفيد، وبأن المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والاحتلال وحدهما، دون ضغط دولي لن تحقق السلام.


وفي هذا السياق، قال وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة، إنه ربما يكون هناك مسار ما بعد انتهاء العدوان العسكري على قطاع غزة، مضيفا أنه "لا يمكن أخذ ما يقوله الأميركيون عن ضرورة حل الدولتين على محمل الجد، لأنهم يمارسون الخداع في هذه المرحلة، والأولوية إعطاء أطول وقت ممكن للاحتلال في حربه على غزة".


وأوضح أن شكل الخطوة السياسية بعد الحرب غير واضح، وطبيعة حكومة الاحتلال في تلك المرحلة، تؤثر، وربما يكون المسار السياسي بإحياء التفاهم السعودي - الأميركي الذي كان قبل 7 أكتوبر الماضي.


بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية الأردنية د. بدر الماضي، إن الدبلوماسية الأردنية إلى حد كبير جدا، عبر المؤتمرات التي يشارك بها وزير الخارجية وعبر  الزيارات المتبادلة عالميا وأقليميا وعربيا، تحاول وضع إطار جديد لسلوك جديد في المنطقة.


وأضاف الماضي في تصريحات لـ"الغد"، أنه "كأن الدبلوماسية الأردنية، تريد وضع هدف مفاوضات جديدة ومؤتمر سلام جديد في المنطقة مختلف تماما عن مؤتمر مدريد، بحيث يكون هناك جداول زمنية متفق عليها زمنيا ودوليا".


ولفت إلى أن الأردن يعلم تماما بأن الاحتلال، لن يلتزم بأي التزامات دولية، ولكنه يحاول شد الظروف بهذا الاتجاه سواء في مؤتمرات دولية أو غيرها، مبينا بأن "هذا مهم جدا، فالصوت الأردني صوت عربي يمثل صوت فلسطين في هذه المؤتمرات الدولية الكبيرة".


وقال "أعتقد بأن الأمور تتجه إلى حسم كبير باتجاه مؤتمر سلام، ومفاوضات جديدة تشارك فيه أطراف على مستوى عالمي، أو مفاوضات جديدة وجدية برعاية دولية، وستكون مقتصرة على الاحتلال والمنطقة وخاصة الفلسطينية".


وقال الماضي، إن الأردن ينظر لأي مؤتمر وأي اجتماع مقبل، بأنه يجب أن ينتهي بحل سياسي حقيقي، لافتا إلى أنه ومنذ العام 1993 ومنذ مؤتمر مدريد إلى اليوم، يعتقد الأردن بأن اتفاقيات السلام استخدمها الاحتلال لتحقيق أهدافه الاستراتيجية ومصالحه، وترك الالتزامات الحقيقية بإقامة دولة فلسطينية دون تنفيذ.


وقال الماضي "أعتقد بأن الأردن سيشدد في المرحلة المقبلة بخطابات وبدبلوماسية عالية جدا وسقوف عالية لعقد مؤتمر دولي، قادر على وضع حد لسلوك الاحتلال المتعجرف وإيصال رسالة بأن الأمور ستبقى دون استقرار، وستكون بوابة لعدم استقرار العالم كله ليس فقط في الإقليم".


واعتبر بأن الأردن يعي تماما ردود الأفعال في الشارع العربي والإسلامي، لذلك هو يحذر من أن هذه الأوضاع، ستنتج منتجا جديدا قد يعاني منه العالم في الاعوام المقبلة، وأنه على دول العالم وضع تصورات جديدة وحد لهذا الإحباط الذي يعاني منه العالم العربي والإسلامي، بالأخذ بخطوات سلام جدية، تفضي إلى سلام حقيقي وبجدول زمني محدد.


من جانبه، قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية د. خالد شنيكات، إن الكيان الصهيوني شرع ببناء المستوطنات وسياسة فرض الأمر الواقع، والتضييق على السكان الفلسطينيين، ونشر الحواجز بين المدن والقرى، والحصول على ضغط من المجتمع الدولي والاعتراف بالقدس عاصمة موحدة له.


ولفت شنيكات إلى أن الاحتلال، سعى الى ضم الأراضي التي احتلها بقرارات رسمية، وشرع بتوسيع المستوطنات وبناء أخرى جديدة، حتى جمد قرارات كان التزم بها.


وقال إن "الاحتلال لم يتقدم خطوة باتجاه السلام، وذهب الى شيء آخر هو التطبيع، وبحجة أن ذلك يجلب السلام ، وليس خيارات تقديم التنازلات للطرف الآخر".


وأشار شنيكات إلى أن وزير الخارجية أيمن الصفدي، يشرح للمجتمع الدولي ما يقوم به الاحتلال، ولكن مسألة الضغوط الدولية التي يمكن أن تؤتي بنتيجة مؤثرة على الاحتلال، محدودة ما لم تكن من الولايات المتحدة الأميركية تحديدا.


وبسبب العلاقة المركبة بين الولايات المتحدة والاحتلال، من الصعب، وفق شنيكات "أن نقول إن واشنطن تمارس ضغوطا حقيقية لإلزام الاحتلال بتأسيس الدولة الفلسطينية".


وقال إنه بات واضحا جدا اليوم، وبقرار من الحكومة الصهيونية، توسيع المستوطنات في الضفة الغربية "برغم أننا في حالة حرب بغزة، ولكن الاحتلال مُصر على الاستمرار في سياسته دون تقديم أي تنازل".


وأشار شنيكات إلى أن كل هذه الخطوات، تُدمر السلام، مضيفا "لا أعتقد بأن لدى ساسة الكيان الصهيوني أفق، والأردن ودول أخرى تنادي بالسلام"، مضيفا أن الواقع مختلف تماما، وربما يترك الاحتلال كل الخيارات والدعوات السلمية والتعقلية جانبا.

 

اقرأ المزيد : 

خيارات صعبة للاحتلال بعد الهدنة.. والمقاومة تناور في ورقة الأسرى