العذاري: قرارات وتسهيلات عراقية قريبا لتعزيز العلاقات الاقتصادية

السفير العراقي في الأردن حيدر منصور العذاري خلال لقائه مع الزميلة إيمان الفارس-(الغد)
السفير العراقي في الأردن حيدر منصور العذاري خلال لقائه مع الزميلة إيمان الفارس-(الغد)
إيمان الفارس عمان– شهدت السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا في العلاقات العراقية الأردنية لتدخل في مرحلة ذهبية وليتمخض عنها مشاريع استراتيجية تخدم مصالح البلدين، بحسب السفير العراقي في الأردن حيدر منصور العذاري، الذي أكد أهمية هذه المشاريع لشعبي البلدين، لافتا إلى أن هناك تسهيلات جديدة سيعلن عنها قريبا تخدم مصالح البلدين. وقال العذاري، في لقاء خاص مع "الغد"، إن مشروع المنطقة الصناعية الحدودية بين العراق والأردن قطع أشواطا كبيرة، لافتا إلى أنه سيضم منطقة حرة. وبالنسبة لمشروع الربط الكهربائي مع الأردن أكد العذاري أنه سيكون جاهزا للعمل العام المقبل، وبالنسبة لمشروع أنبوب النفط بين البصرة والعقبة، بين أن الحكومة العراقية استلمت عروضا من الشركات المهتمة بمد الأنبوب وهي في مرحلة الدراسة. وحول القمم الثلاثية بين الأردن والعراق ومصر، شدد السفير على أهمية هذه اللقاءات وأن الباب مفتوح لأي دولة تسعى لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع العراق.

العلاقات الأردنية العراقية

شهدت السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا في العلاقات العراقية الأردنية، بحسب السفير الذي قال إن العلاقات "تعيش عصرا ذهبيا بين البلدين وهذا يبرز من خلال الزيارات المستمرة". وقال العذاري، "زيارة جلالة الملك عبدالله إلى بغداد، منذ شهرين وفي مؤتمر بغداد، كانت تحمل رسالة واضحة تتضمن اهتمام جلالته واهتمام الأردن بالانفتاح على العراق. وهذا أمر متبادل ويتجلى بزيارات أجراها الكاظمي لعمان، وكانت رسالة واضحة أيضا من العراق للأردن سعيا لتقوية العلاقات. وأشار إلى أن "العلاقات بين البلدين قائمة على التكامل، فكل من العراق والأردن لديهما مكونات للتكامل الاقتصادي والتجاري والصناعي"، مؤكدا أهمية الزيارات التي قامت بها وفود أردنية لبغداد ووفود عراقية إلى عمان. وبين أن زخم تطور العلاقات الثنائية يظهر أيضا في زيارة رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة لبغداد مطلع العام الحالي على رأس وفد حكومي كبير تبعتها زيارات على مستوى الوزراء. وكشف السفير العذاري عن زيارة مرتقبة لوزير الداخلية العراقي لعمان، مؤكدا أن الانفتاح الحاصل بين العراق والأردن سيترجم بالضرورة لمشاريع استراتيجية ضخمة كمشروع الربط الكهربائي الذي تم توقيعه بين العراق والأردن قبل عدة أشهر والمنطقة الصناعية الحدودية التي قطع فيها الطرفان أشواطا كبيرة. وفي سياق ترجمة المشاريع المشتركة على أرض الواقع، أكد السفير أن مشروع الربط الكهربائي مع الأردن سيكون جاهزا للعمل العام المقبل 2022، ليستفيد العراق من شبكة الربط الكهربائي بين الأردن ومصر. وعودة لمشروع المنطقة الصناعية الحدودية بين العراق والأردن أكد السفير أن المشروع قطع أشواطا كبيرة، لافتا إلى أن المشروع سيضم منطقة حرة، وستكون مهمة جدا للصناعيين في الجانبين العراقي والأردني. وبسؤاله عن تفاصيل جديدة في المشروع، بين أن تطورات ستعلن قريبا وهناك تسهيلات قيد الدراسة، مؤكدا تخصيص مبلغ لدراسة الجدوى الاقتصادية لمشروع المنطقة الصناعية، كما تم تخصيص الأرض بين الطرفين وتحديد سعر الإيجار للشركات والمصانع، أما التفاصيل الفنية فهي بين الوزارات ونحن كسفراء مهمتنا تسهيل الإجراءات والاجتماعات. وحول مشروع أنبوب النفط بين البصرة والعقبة، أكد العذاري أن المشروع شهد خطوات فعلية من قبل حكومتي البلدين، كما أن الحكومة العراقية استلمت عروضا من الشركات المهتمة بمد الأنبوب وهي الآن في طور الدراسة. وأشار إلى السماح بدخول الشاحنات أراضي البلدين، الذي دخل حيز التنفيذ قبل أيام، متوقعا أن يسهم في تنشيط التبادل التجاري بين الجانبين، لافتا إلى "بدء منح تأشيرات متعددة لسائقي الشاحنات الأردنية وفي المقابل بدأت السفارة الأردنية في بغداد بمنح تأشيرات دخول سائقي الشاحنات العراقيين ليتحول النقل التجاري من "باك تو باك" إلى "دور تو دور" وهذا سيساعد على تنشيط الحركة التجارية".

مصر شريك رئيسي

وبالنسبة للقمم الثلاثية بين العراق والأردن ومصر، قال العذاري، إن الدول الثلاث لديها مقومات تكامل اقتصادي وتجاري وتتمتع بعلاقات سياسية متميزة وآراء موحدة في المحافل الدولية، مؤكدا أن القمم ولدت زيارات متبادلة بين الدول الثلاث وهذه الزيارات بدأت تتحول لمشاريع مهمة تخدم مصالح الدول الثلاث. وأشار العذاري إلى أن أول قمة ثلاثية كانت في القاهرة في شهر آذار (مارس) 2019، وكانت واحدة من ثلاث قمم، ثم القمة الثانية في عمّان في شهر 8 العام 2020، بالإضافة للقمة الأخيرة التي عقدت في بغداد نهاية شهر حزيران (يونيو) وجاءت استكمالا للقمم السابقة، لافتا الى أن القمة المقبلة ستكون في القاهرة. وشدد على أهمية هذه اللقاءات في ترسيخ وتوطيد الاستقرار في المنطقة وتعزيز العمل التشاركي بين الأطراف الثلاثة لخدمة شعوبها. كما أن هذه القمم أسهمت في تقريب وجهات النظر وفتح خطوط تواصل بين دول كانت تواجه أزمة قطع في العلاقات.

توسيع الدور الثلاثي

وأكد السفير أن الباب مفتوح أمام دول أخرى لتعزيز العلاقات، وقال "كلما زادت هذه الدول صار هذا التنسيق أقوى وكان له تأثير أكبر بالمنطقة ونحن الآن بأمس الحاجة لهذا التكامل والتواصل"، مشيرا إلى الحاجة للتوسع في هذه القمم وبناء مزيد من الشراكات لمواجهة ما خلفته جائحة كورونا من آثار اقتصادية واجتماعية.

انتخابات تحت المجهر

وحول الانتخابات المرتقبة في العراق، قال السفير العذاري إن البلاد مقبلة على استحقاق مهم جدا، وهي انتخابات برلمانية في 10 تشرين الأول (اكتوبر) المقبل، وهذا يعد منجزا مهما من منجزات رئيس الوزراء العراقي ومن أهم أولوياته، سيما وأن العراق قطع أشواطا كبيرة في حربه ضد الغرهاب. ولفت العذاري إلى الجهود الكبيرة المبذولة في البلاد من أجل إتمام العملية الانتخابية ومن خلال تهيئة الأوضاع الأمنية لضمان حرية الناخب العراقي ليختار من يراه مناسبا لتمثيله. ولضمان نزاهة العملية الانتخابية، أشار السفير إلى أن عملية الاقتراع ستكون تحت رقابة مزدوجة داخلية وخارجية، مبديا أمله بأن تكون هذه الانتخابات عمود الخيمة وحجز الزاوية للنهضة المرجوة في العراق على جميع الصعد.

قمة بغداد.. إنجاز ثمين

قمة بغداد كانت إنجازا ثمينا، فقد أرسلت رسائل مهمة للعالم أجمع مفادها قدرة العراق على تنظيم مؤتمرات دولية، بحسب السفير العذاري، الذي بين أن انعقاد القمة أكد للعالم أن العراق قطع اشواطا كبيرة لدعم الاستقرار. وأضاف العذاري، "أنا كنت حاضرا في قمة بغداد للتعاون والشراكة والتي كان اسمها في البداية المؤتمر الدولي لدول الجوار وتم تغيير الاسم بعد انضمام دول أخرى ليست دول جوار وتم تغييره الى مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بعد حضور قادة مهمين إضافة لجلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري وسمو أمير قطر والرئيس الفرنسي ورئيس وزراء الكويت ونائب رئيس الدولة في الإمارات، إضافة لوزراء خارجية السعودية وتركيا وإيران". وبين أن "القمة أرست سياسة الانفتاح بين الدول التي أعتقد انها عبّدت الطريق لخلق شراكات حقيقية بين العراق ودول الجوار ودول المنطقة والعالم". وأكد السفير أهمية القمة سياسيا واقتصاديا بالنسبة للعراق، لافتا إلى أن بيان المؤتمر الختامي جاء دعما لاستقرار العراق ولبناء عراق قوي مستقر لما له من انعكاسات إيجابية على المنطقة برمتها.

العراق يستعيد دوره بالمنطقة

وشدد على أن العراق أصبح نقطة تلاق في المنطقة، مشيرا إلى أن "اجتماع دول بينها مشاكل على طاولة واحدة دليل على استعادة العراق لدوره كقوة مؤثرة في المنطقة". وقال العذاري، "أصبح العراق بلدا يركز على ترتيب العلاقات الدولية مع الجميع بدون اتخاذ سياسة المحاور. ونحن لسنا مع دولة ضد دولة، الآن العراق أصبح بلدا مستقرا وأصبح نقطة تلاق وليس نقطة خلاف. وهذا ما ركز عليه مؤتمر بغداد".

عراق بلا داعش

وحول تصريحات سابقة لرئيس الوزراء العراقي أكد خلالها خلو البلاد من تنظيم داعش، ثمن السفير جهود الحكومة الحالية في العراق في إرساء أسس الأمن التي جاءت استكمالا لجهود الحكومات السابقة. وأضاف، "استطعنا كعراقيين وكحكومة ومؤسسات أن نقضي على تنظيم داعش.. واستعدنا السيطرة على الوضع الأمني في البلاد، وبحمد الله أعلن العراق في كانون الأول (ديسمبر) 2017 انتصار العراق على تنظيم داعش وبقيت جيوب صغيرة حينها تم القضاء عليها لاحقا". وقال السفير، "قواتنا الأمنية بجميع تشكيلاتها تعمل كفريق واحد للقضاء على كل من تسول له نفسه زعزعة أمن البلاد".اضافة اعلان