التكنولوجيا في موسم الحج.. تحسين للتجربة وتسهيل لأداء المناسك

أحد الروبوتات المسخرة لخدمة الحجاج في مكة - (أرشيفية)
أحد الروبوتات المسخرة لخدمة الحجاج في مكة - (أرشيفية)

حتى قبل أن تطأ قدماه الأراضي السعودية، تفاجأ الحاج الأردني الشاب غسان حلاوة بالخدمات التقنية التي رافقت موسم الحج الحالي، فمنذ بدء التسجيل لهذه الرحلة المباركة بدا أن هناك شيئا مختلفا.

اضافة اعلان


ولدى شروعه في التسجيل والتأكد من تواجد اسمه ضمن وفود الحجاج للعام الحالي، انبهر غسان بالمظاهر التقنية التي سهلت عليه الكثير لأداء المناسك والتنقل وكان أبرزها التطبيقات الذكية والروبوتات. 


"التقنية والاتصالات تثبت كل مرة أهميتها في المناسبات العامة والأحداث الدينية وغير الدينية، ولا سيما المناسبات التي تضم أعدادا كبيرة من الناس كموسم الحج الحالي"، يقول غسان.


ويشير غسان، إلى أن الرحلة منذ بدايتها كانت "ذكية" بدءا من التسجيل إلى استخدام التطبيقات الذكية والتنقل، ومشاهد الروبوتات التي استخدمتها السلطات السعودية في الاستقبال والتنقل والتنظيف والتعقيم والرعاية الصحية، ورصد البيانات التي شكلت عمودا لموسم حج ناجح.


وزاد غسان: "تطويع التقنية والتطبيقات الذكية في موسم الحج العام الحالي ليس بالجديد بل هو تطور وبناء على ما رسخته السعودية في سنوات سابقة من مواكبة التكنولوجيا".


وقال الخبير في مجال الاتصالات والتقنية وصفي الصفدي: "إن تطور التكنولوجيا والهواتف الذكية والروبوتات، قد ساهم في تحسين تجربة الحجاج وتسهيل إجراءاتهم أثناء أداء مناسك الحج"، لافتا إلى أهمية توافر التطبيقات الذكية والأجهزة الذكية وتقنيات إنترنت الأشياء والروبوتات والنقل الذكي".


وبين، أن هناك العديد من التطبيقات الذكية التي توفر الإرشادات والمعلومات الدينية والضرورية لأداء الفريضة وطريقة تأدية المناسك، مثل تطبيقات الأذكار الدينية والقرآن الكريم والأدعية والفرائض والمناسك وغيرها إذ يمكن للحجاج تحميل هذه التطبيقات على هواتفهم الذكية والاستفادة منها أثناء أدائهم للشعائر الدينية. 


وأشار، إلى أن من مظاهر استخدام التقنية في الحج استخدام الأجهزة الذكية مثل السوار والساعات الذكية لقراءة المؤشرات الحيوية للحجاج الى جانب إمكانية تجهيز الحجاج بأجهزة مرتبطة بهواتفهم الذكية أو بالأجهزة المحمولة الخاصة بهم، وتتم قراءة وتسجيل معلومات مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم وغيرها من المؤشرات الحيوية ليتم إرسال هذه المعلومات إلى فرق الإسعاف والطوارئ، وفي حالة حدوث أي طارئ أو حاجة للتدخل الطبي، يتم التنسيق مع الحجاج لتقديم المساعدة اللازمة تساهم هذه التقنية في تحسين عمليات المراقبة والرعاية الصحية للحجاج وتعزيز سلامتهم. 


إضافة إلى ذلك، بين الصفدي أنه يتم استخدام تكنولوجيا إنترنت الأشياء والروبوتات والنقل الذكي لتسهيل التنقل والتوجيه للحجاج إذ يتم تجهيز المناطق المقدسة بأنظمة متطورة تستخدم تقنيات إنترنت الأشياء لتوفير معلومات مهمة مثل توقيت الصلوات والتوجيهات الحجية والمساحات المتوفرة لأداء المناسك بشكل صحيح وبيسر وسهولة. 


واستحدثت وكالة الخدمات والشؤون الميدانية في السعودية العام الحالي، ما أطلقت عليه اسم "مكانس التطهير الذكية"، التي تعمل بشكل يدوي وإلكتروني، عن طريق التطبيق الذكي الخاص بها، والمزود بتقنية خرائط الذكاء الاصطناعي.


الى ذلك، قال الصفدي: "يمكن للحجاج استخدام تطبيقات الهاتف الذكي للحصول على معلومات حول المسارات المختلفة والأماكن المقدسة والمرافق الحجية، حيث يتم توفير توجيهات وتنبيهات في الوقت الحقيقي لمساعدة الحجاج في تجنب الزحام والوقوف في طوابير طويلة". 


وأشار إلى استخدام الروبوتات في بعض المناطق المقدسة لتقديم الخدمات والمساعدة للحجاج إذ يمكن للروبوتات تقديم المعلومات والإرشادات وتسهيل عمليات التواصل والتفاعل مع الحجاج في لغات مختلفة. 


وقال الصفدي: "كان من مظاهر التقنية في موسم الحج العام الحالي، تكنولوجيا النقل الذكي التي تساعد أيضًا في تسهيل حركة الحجاج داخل المناطق المقدسة إذ يتم استخدام وسائل النقل الذكية لتسهيل التنقل وتقليل الازدحام ويتم توفير جداول زمنية محددة ومتكررة للوسائل المختلفة لتسهيل تنقل الحجاج بين المواقع المختلفة". 


ونشرت رئاسة شؤون الحرمين روبوتات تعريفية في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة، تقدم لزوار المجمع شرحاً عن المقتنيات الموجودة فيه والتي تخص الكعبة المشرفة، ومنها قطع قديمة لكسوة الكعبة وبعض مكوناتها.


وقال الاستشاري التقني الاستراتيجي الأردني م.هاني البطش: "إن التكنولوجيا تلعب دوراً مهماً في إدارة الحج، كما أنها توفر العديد من الاستخدامات الحيوية لخدمة الحجاج والجهات المسؤولة في السعودية لإدارة العملية".


وبين البطش، أن التطبيقات الذكية وخدمات الاتصالات والتقنيات المبنية عليها ومنذ سنوات تطوع وتتطور سنة بعد سنة لتسهيل إدارة الحج.


وبين، أن من مظاهر تواجد التقنية في الحج، استخدام الإنترنت والمنصات الرقمية لتسهيل عملية التسجيل والحصول على التصاريح، ما يقلل من الإجراءات الورقية ويسهل عملية إدارة المعلومات وتحديثها، لافتا إلى أنه يمكن استخدام التطبيقات الرقمية لحجز التذاكر والإقامة في الفنادق والمواقع المقدسة، مما يسهل عملية التخطيط ويقلل من الازدحام والتوتر. 


وشهد موسم الحج الحالي، استخدام الروبوتات التي استقبلت الحجيج، وتلك المعنية بتوزيع مياه زمزم، والأخرى المختصة بالتعقيم ومكافحة الأوبئة والكاميرات الحرارية.


وأكد البطش، أهمية شبكات الاتصالات لتوفير المعلومات الضرورية للحجاج، مثل مواقيت الصلاة، الإرشادات الدينية، والتحديثات المهمة. 


وأكد، أنه يمكن أنظمة الذكاء الاصطناعي من أجل الرصد والمراقبة واستخدام تقنيات التعرف على الوجوه لضمان سلامة الحجاج ومراقبة التدفقات الحركية. 


كما أشار، إلى استخدام تقنيات تحديد المواقع العالمية (GPS) والتطبيقات الذكية لتتبع تحركات الحجاج وتوجيههم إلى المواقع المطلوبة، وهذا يسهل التنظيم وتنسيق الحشود الكبيرة، علاوة على أنه يمكن استخدام تقنيات الترجمة الآلية وتطبيقات اللغة لتسهيل التواصل بين الحجاج الناطقين بلغات مختلفة والمسؤولين والمرشدين.


وهيأت السلطات السعودية العام الحالي، أكثر من 14 خدمة إلكترونية منها تطبيق "تنقل"، وتطبيق "لوامع الأذكار"، و"المصحف الشريف"، وغيرها من التطبيقات والروبوتات الذكية، التي تعمل على تهيئة البيئة الإيمانية للحجاج.

 

اقرأ المزيد : 

وسائل التكنولوجيا تغزو مناسك الحج الحالي