نادر رنتيسي

نادر رنتيسي

نادر رنتيسي

نادر رنتيسي

 

ماذا أكثر؟

الجمعة 19 كانون الثاني 2024 9:37 م

من أجل غزة، فعلنا كل ما يمكن فعله، وقلنا كل ما يُسمح بقوله، خرجنا في مظاهرات فرّقها المطر، ردّدنا وراء الإمام أدعية على الظالم مبللة بالدمع، توقفتْ اللقمة في الحلق لما تزامن عشاؤنا مع إخراج نصف جثة من تحت الردم، بكينا حتى جفّ مخزوننا الاستراتيجي من الدمع وبعضنا لمح دماً في أقصى المجرى، تمنّينا لو كنا رصاصاً أو رأس قذيفة "ياسين"، ماذا أكثر، كتبنا شعراً ونواحاً يُسمع حتى بالقراءة الصامتة، وأنهكنا غوغل بالبحث عن أسماء فلسطين، وأيّ الأسماء يناسب طفلاً نفكّر بإنجابه.
أكمل القراءة

عجز لغة الإعجاز

السبت 30 كانون الأول 2023 9:21 م

وصف المذيع المجزرة بأنها مروعة، وفي اليوم التالي قال عن المجزرة التي تفوق الأولى في عدد الضحايا، إنها مروّعة أيضاً. أعتقد أن المذيع بحث عن مفردة أخرى يصف فيها المجزرة الثالثة "الأشد ترويعاً" والتي فاق عدد شهدائها خمسمائة، لكنه لم يجد في "لسان العرب" الطويل ما يسعفه، فتلعثم على الهواء بين الجثث الجديدة، وكرر المفردة القديمة. كان هذا أول الحرب، قبل أن تستمر المجازر في مواعيد يومية ثابتة، وبعدد "مروّع" من الضحايا.. عدد فاق القاموس والمحيط، وهزّ أساس البلاغة.
أكمل القراءة

أكثر من شماتة.. أقل من ثأر

الثلاثاء 26 كانون الأول 2023 9:32 م

قبل دخولهم أرض غزة، ينشر جنودهم صوراً بابتسامات مستفزة، يتوعّدون بأسنان مُجمّلة قد لا تحتمل
أكمل القراءة

كأني أقاوم!

الثلاثاء 12 كانون الأول 2023 8:21 م

أنا مقاوم. صحيح أني لم أحمل على كتفي آر بي جي. لا هذا تطرُّف في ضرب الأمثلة، بل لم أحمل من الأسلحة
أكمل القراءة

الإنسان بعد السابع من أكتوبر

الثلاثاء 21 تشرين الثاني 2023 9:17 م

ينتمي كل سكان الأرض إلى "الإنسان العاقل"، وهو النوع الوحيد الذي يمتلك، خلافاً لبقية الحيوانات، دماغاً عالي التطور، قاده إلى اكتشاف النار والفأس والرمح والقصدير، وبعد آلاف السنوات اخترع الأسبرين والمصعد الكهربائي وفرشاة الأسنان الكهربائية. لم يكن هذا متاحاً لولا امتلاك الإنسان العاقل جسماً منتصباً ذا أطراف علوية وسفلية، يحرّكها بيسر بأوامر من الدماغ، ولولا قدرته على التفكير المجرّد، واستخدام اللغة والنطق من خلال حنجرة معقدة التكوين، لا تملكها باقي الثدييات.
أكمل القراءة

كونوا نادية

السبت 11 تشرين الثاني 2023 8:45 م

في صباح مكدر من صيف 1982، قرأت الممثلة المصرية نادية لطفي عنوانا صاعقا في صحيفة الأهرام: "إسرائيل تجتاح بيروت". شعرت "بولا محمد شفيق" وهي أيضا الفارسة لويزا النبيلة، بأن أرييل شارون وجه إليها إهانة شخصية، وأنها كابنة لرجل مصري فلاح، مطالبة بفعل أكبر من أن تندد في وقفة أمام نقابة المهن التمثيلية.
أكمل القراءة

غزة وما سبق

الإثنين 06 تشرين الثاني 2023 8:55 م

لا تسرفوا في الدمع، فبعد المجزرة مذبحة، واقتصدوا في كلمات الأدعية، فالحرب الجديدة قد تطول حتى منتصف السلام،
أكمل القراءة

السابع من أكتوبر

الثلاثاء 24 تشرين الأول 2023 9:50 م

ولدنا بعد النكبة بعقود، وسنموت بعد النكبة بقرن. شاهدتُ فلسطين بوعي عند بلوغي الثامنة، أجبرتُ على خلع كلّ ملابسي على جسر اللنبي
أكمل القراءة

كن غزيا

الخميس 19 تشرين الأول 2023 11:06 م

حتى لو كنتَ فلسطينياً، لن تعرف ماذا يعني أن تكون غزّياً.
أكمل القراءة

حمية الدخان

الأربعاء 23 آب 2023 9:26 م

رنّ جرس الباب. تجاهلته لأنني لا أنتظر أحداً. جاءني إشعار من واتساب، مسحته نحو اليمين من دون أن أقرأه، لأنني لا أترقبُ جواباً. أفتح التلفزيون، لكن هذا لا يعني أني أبحث عن نشرة أخبار خالية من الدماء، أو عن فيلم جديد للسيدة نيكول كيدمان قرأت أن الجمهور يترقبه فوق النار، بل لأني محايد أكثر من حكم متقاعد. استقرّ البحث العبثي على قناة رياضية تبث مباراة من كأس العالم 1986. هكذا لن أجهد رأسي لمعرفة من سيرفع الكأس، لا أتفاعل ولا أتوتر، كأني أحرُّك رماد الليلة السابقة.
أكمل القراءة

نون الغواية

الثلاثاء 11 تموز 2023 10:34 م

في طفولتي الكبيرة كنت سعيداً لأن اسمي يبدأ بحرف النون، فقد كان الوقت يدرك المعلمات والمعلمين قبل أن يصلوا إلى اسمي في نهاية قائمة أسماء الطلاب، فأنجو مع هاني ويحيى أو هنادي وياسمين، من تسميع سورة "يس"، ومن الإجابة الفورية بلا أي تلكؤ عن حاصل ضرب كل الأرقام في الرقم أربعة. كنت أضحك مثل شيطان صغير حين يدق الجرس قبل أن يبلغني السؤال التعجيزي عن التفريق بين الجماد الذي لا يأكل والكائن الحي الذي يشرب. نجوت حتى من الوقوف الأبله لإنشاد قصائد مليئة بحكم لا نفع فيها ولا ضرر.
أكمل القراءة

ما ذهب وما سيذهب

الثلاثاء 23 أيار 2023 11:20 م

لا أذكر أنّي ندمت، بدليل أنّ أصابعي مكتملة، ولا أثر لجروح قطعية فيها، كما أنّها تؤدّي وظائفها بكفاءة
أكمل القراءة

موال عراقي وشاي نزار

الخميس 13 نيسان 2023 11:20 م

نادر رنتيسي- في عام 1991، خرج كاظم الساهر من العراق. كانت حدود البلاد وأجواؤها مغلقة بأمر أممي وتنفيذ عربي وإسلامي، لم يكن سوى منفذ طريبيل مع الأردن، هناك قبل أن يختم الجنديُّ الأردنيُّ جواز الساهر قال له: “نحن نحبكم أكثر مما تحبون أنفسكم”. استقرّ عامين في عمّان، كان برفقته الشاعر ك
أكمل القراءة

بين فيلم وفيلم..

الثلاثاء 11 نيسان 2023 11:51 م

نادر رنتيسي- لا أحكم إغلاق الباب، أتركه رخياً، يستجيبُ لاندفاع قويّ لعُنصريْ أمن بلباس مدنيٍّ. “ولا حركة”، يقول رجل بهيئة ضابط سينمائيّ، فأرفع يديّ مستجيباً، كأيّ متهم بريء، يأمر الضابط عنصري الأمن بجلبي إلى “البوكس”. توضع الأساور التي لا شكّ في حقيقتها في معصميّ، ترمقني بشفقة جارة
أكمل القراءة

الموت كضرورة فنية!

الثلاثاء 28 آذار 2023 11:50 م

نادر رنتيسي- ضعي السكّينة على عنقي، واحرصي كأيّ قاتلة محترفة على ألا تكون حادّة، هذا يؤخّر الموت، ويجعل المشاهدة تنزّ ألماً. قولي أيّ كلام نحويّ لتبرير قتلي أمام شاشة الهاتف المح
أكمل القراءة

أو ما يسمى "الزمن الجميل"!

الأربعاء 15 آذار 2023 9:52 م

نادر رنتيسي وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا في منتصف أيلول عام 1982؛ أي في نطاق ما يُسمّى إعلامياً بـ”الزمن الجميل”، وهذا الزمن ممتدّ من الماضي المبنيّ على “الفتح”، والماضي “الساكن” في كتب التاريخ للمرحلة الإعدادية، إلى الماضي المبنيّ على “الضمّ” و”الغزو” المتّصل بواو الجماعة من قتلة وطغاة
أكمل القراءة

"أضحكني"

الثلاثاء 21 شباط 2023 9:22 م

قبل سنوات، أضاف السيّد مارك وجوهاً تعبيرية إلى فيسبوك، للتعبير عن الرأي وتسجيل المواقف، فهناك وجه باكٍ للنكبات الخاصة والعامة، ومتضامن لما هو في محل شبه إجماع، وقلب أحمر للتعبير عن أيّ حب، والوجه المندهش إعجاباً أو استنكاراً، وكذلك الوجه الغاضب إماً تأييداً للكلام ال
أكمل القراءة

مشي جماعي إلى الجسر المعلّق

الثلاثاء 07 شباط 2023 8:40 م

نادر رنتيسي تُعيدُ المخطوبة لخطيبها الخاتم قبل أن يدخل الشرّ إلى الدار، وحين يكون لا بدّ للخالات أن يتفرّقن. ترسل الدببة الحمراء، وهاتفاً متوسط الذكاء، وتضع رقم هاتفه في قائمة الانتظار. سيدخلُ الخطيب بالتأكيد في نوبة من الاكتئاب الذهولي، ويشتري اسطوانة مدمجة لكلّ أحزان هاني شاكر، ر
أكمل القراءة

الكاتب الخفيف

الثلاثاء 17 كانون الثاني 2023 10:39 م

نادر رنتيسي أنتَ، ككاتب عربيّ غير محدّد الوزن، ممنوع عليكَ أن تنبهر مثل ولد في العاشرة، بمهارات ليونيل ميسي الكرويّة التي يعجز عنها حتى السِّحر، وإنْ فكّرتَ أن تتفاعل وتكتب في وصف قدمه الموسيقية، وأهدافه القادمة من المستقبل، سيخرج عليك صوتٌ غرابيّ تألفه أذنك، يسأل باستنكار توبيخي:
أكمل القراءة

يد مارادونا وقدم ميسي

الأربعاء 21 كانون الأول 2022 9:43 م

جرب أن تذكر عقد الثمانينيات بعد أن تسقط من لسانك الأرجنتين وفتاها مارادونا. ستكون الذكرى بمبتدأ من دون خبر، ومن فعل نقَصَ فاعله ومفعوله. ستكون الصورة خالية من اللونين الأزرق والأبيض. تخيّل خلوّ الحياة من هذين اللونين، لن تتخيّل شيئاً. احذف “دييغو” من سيرة أيّ معاصر للثمانينيات، ستحذف معه ال
أكمل القراءة

اقتلوا الفار قبل أن ينتشر!

الثلاثاء 06 كانون الأول 2022 11:13 م

نادر رنتيسي سجّل فريقي الأخضر هدفاً كاد يقتلني، وبعد أن خرجت صرخة "جول" من أمعائي، ولما وقفت على قدميّ إثر سقوطي بين الحشود في الدرجة الثانية، اكتشفتُ أن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل. إذاً كنتُ سأفقد حياتي بلا ثمن، فكيف لو كان هذا الثمن مجرّد هدفٍ في شباك خصم لا يستحق الخص
أكمل القراءة

"العمر دياب" 

الأربعاء 30 تشرين الثاني 2022 11:27 م

كان أول شريط كاسيت أضعه في المسجلة، أبيض، كتب عليه بالأحمر الباهت: عمرو دياب. كان ذلك في العام السابع من الثمانينيات المجيدة. طفلا في الثامنة، كنت، حاولت تقليد غرة شعر الفنان الشاب، ورقصه في الاستديو. اخترت المشروب الغازيّ الذي كان يروّج له، وأحسبُ أني أتقنتُ حركاته الرياضية في أغنيته المصو
أكمل القراءة

الطبعة الثانية والثلاثون بعد الألف!

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2022 10:23 م

نادر رنتيسي “أحبُّكَ وهذا قدري”.. الأكثر مبيعاً. هذا عنوان كتاب من وحي اللاخيال. لا أخفي أنّي أجريتُ بحثاً متمهّلاً على غوغل لأتأكّد أنه ليس عنوان كتاب من ورق وحبر، حتى لا أفاجأ بمأمور المحكمة يطرق بابي، ويطلب منّي حضور جلسة بـ “التحقير والتشهير”. أما الأكثر مبيعاً، فهو مجرّد توقع
أكمل القراءة

الخامس في لعبة الطرنيب!

الأربعاء 02 تشرين الثاني 2022 12:01 ص

نادر الرنتيسي لا رسائل في بريدي، والإشعار الأحمر المُرقّم مفقود تماماً. لا امرأة تسألني عن آخر أخباري، وليس لي أصلاً أخبار ليكون لها أول وآخر. لا رجل يطلب صداقتي رغم التباين في الانتماء الكرويِّ والموقف السياسي. لا فتاة من مواليد الألفية الثالثة تسألني أن أصف لها طعم الهواء في التس
أكمل القراءة

لماذا أنجو في كل مرة؟!

الأربعاء 28 أيلول 2022 9:56 م

نادر رنتيسي لم أصب بكورونا. قد تفيد هذه المعلومة بأني كنتُ رعديداً طوال ثلاث سنوات، أجلس في بيتي مثل القط المنزليّ، فلا أخرج إلاّ للضرورة فوق القصوى، مرتدياً كمّامتين، وقفازات سوداء، مضاعفاً مسافة التباعد الاجتماعي إلى عشرين قدماً، وذراع. قد تتخيلون أني كنتُ أخشى الموت كما طفل يخاف
أكمل القراءة

برودة إسكندنافية في الدم

الأربعاء 21 أيلول 2022 10:36 م

نادر رنتيسي كم حلمتُ بالاستقالة من الوظيفة والتفرّغ لتقليم أظافر قدميّ، والانتباه أكثر إلى التمارين الرياضية التي تجريها جارتي مع كلبها. كم راودني حلمُ ألا أستفيق على صوت المنبّه، وأن أستمرّ بالنوم حتى يوقظني نداء الطبيعة، وكم تمنّيتُ أن أجد وظيفة أخرى لإصبعي المخصص لبصمة الكشف على
أكمل القراءة

"عزوز" الضحك والبكاء

الثلاثاء 06 أيلول 2022 10:03 م

نادر رنتيسي كان ذاهباً للعب كرة القدم. قصد من أجل ذلك مقرّ نادي مخيّم شباب الحسين في منتصف السبعينيات، هناك ركل الكرة وناور، لكن لا معلومات موثقة عن عدد الأهداف التي سجّلها، كما يتعذر العثور على معلومات أكيدة حول موهبته في صناعة الأهداف، لكن نصيحة صديق له بالتوجه إلى فرقة المسرح في
أكمل القراءة

مرض خارج الإضبارة

الأربعاء 24 آب 2022 10:46 م

نادر رنتيسي ذهبتُ إلى الطبيب أشكو ألماً غامضاً، لكنّي عجزتُ عن تحديد مكان الوجع، كما أنّي لم أعطه زمناً محدداً لبدء الآلام. أجرى لي الطبيب فحوصات شاملة أثبتت أني بكامل صحتي وليا
أكمل القراءة

الأسود والأسود

الخميس 04 آب 2022 10:47 م

نادر رنتيسي كأنّي عشت، وكان لي رقم طويل في هوية الأحوال المدنية يوحي بأنّي ولدتُ متأخرا، وصورة بنصف عبوس ونصف آخر مفتوح على التأويل، واسم رباعي خفيف، سهل الحفظ والحَمْل، ويمكن أن أدندن به، لكنّ ملامحي كانت دارجة، وعلاماتي لم تكن فارقة، بل كانت شائعة في الحي والأحياء المجاورة، حتى ا
أكمل القراءة

ما تفعل كلّ صباح؟

الثلاثاء 05 تموز 2022 10:07 م

نادر رنتيسي أقرأ كيداً ذكورياً على تويتر، ونميمة نسويّة على فيسبوك، وأشاهد فضائح قديمة على يوتيوب، وأتلصّص على “سيرين عبد النور” في انستغرام. في صباحات أخرى أكون أكثر جديّة، أشربُ قهوة إيطاليّة، أنظر من النافذة لأنبهر أنّ السماء زرقاء، وأنّ حركة السيّارات تسير بشكل صحيح في الاتجاه
أكمل القراءة