"المحاورات السردية": تجارب فكرية متعددة في إجابات الناقد عبدالله إبراهيم

غلاف الكتاب- (الكتاب)
غلاف الكتاب- (الكتاب)

عزيزة علي

عمان -  يرى الناقد د.عبدالله إبراهيم أنّ الحديث عن التجربة النقدية والفكرية، بالنسبة له "مشوب بالحذر المعرفي"، فكل حديث ينصرف إلى وصف التجارب الذاتية يجد نفسه متورطا في خضم سلسلة من الادعاءات التي لا تملك براهينها، وذلك حينما ينطلق من افتراض عام هو استقرار تلك التجارب وثباتها.اضافة اعلان
ويضيف إبراهيم في كتابه الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت بعنوان "المحاورات السردية"، التجارب الفكرية يجري تشكيلها بفعل مؤثرات كثيرة، وهي مفتوحة على آفاق لا نهائية، وليس من الصواب وضع نهايات قطعية لها.
ويعتقد أنّ كل تجربة تغتني رؤية ومنهجا بالحوار والتفاعل والتواصل، ولا يصح الحدث إلا عن مسار متحول وأطر عامة تروم تجديد ذاتها لتواكب عمليات التحديث المعرفي في الفكر الإنساني.
ويرى أنه لا يجوز الحديث عن تجربة نقدية مكتملة، إنما الالتفات إلى جملة من الأفكار والرؤى والموضوعات المتغيرة التي انتظمت في نسق فكري معين، وجرى خلالها الاشتغال بجملة من قضايا السرد.
ويقول إن "الخيط الناظم للنشاط النقدي الذي مارسه هو العمل المنهجي بمعناه العام، فقد اهتديت به للتنقل بين التجارب الإبداعية ممثلة بالسرد العربي القديم والحديث من جهة، والفكر العربي والعالمي بجوانبه الفلسفية والنقدية من جهة أخرى".
ويشير إلى أن التنقل بين هاتين المنظومتين طور لديه تصورا للنقد من كونه ممارسة أدبية غايتها تحليل النصوص الأدبية، وكشف جمالياتها، واستنطاقها، وتأويلها، إلى ممارسة فكرية، غايتها كشف الظواهر الثقافية وتفكيكها، وبيان تعارضاتها الداخلية وآثارها في الفكر والمعرفة.
ويوضح إبراهيم أنه ربط بين السرديات والمركزيات الثقافية؛ فكل تمركز حول الذات العرقية أو الدينية، أو الثقافية، إنما يقوم على التصديق بسرد يرفع من شأن الذات على حساب الآخر، وينزع عنها التسامح، ومجمل أعماله النقدية ترتبت في فلك التمثيل السردي، سواء اتصل ذلك بالمتخيلات السردية القديمة والحديثة أم بالمركزيات الثقافية والدينية والعرقية التي هي سرود ثقافية متحيزة.
ويتألف الكتاب من مجموعة من المحاورات المستفيضة حول الظاهرة السردية جرت مع الناقد إبراهيم بين الأعوام 1995-2010 ضمّت معظم ما شغله من أفكار طوال تلك المدة، وما وجده داعما للأفكار التي وردت في كتبه حول السرد.
ويلفت إبراهيم إلى أنّ كثيرا من الأفكار والآراء المتناثرة في صفحات هذا الكتاب تكونت بمرور الزمن، وجرى تصحيحها، وتنقيحها، وتعديلها، كلما اقتضى الأمر، فلا قيمة لأفكار لا تخضع للمراجعة والنقد والتدقيق، مشيرا إلى أنّه وجد نفسه في بعض كتاباته وبحوثه، وأصبح من الصعب تقصيها لأنّها متناثرة في طيات المؤلفات التي طبعت في أماكن محددة، وظهرت في أوقات متفاوتة، وقد وجد من المناسب جمع ما تفرق منها في بعض المحاورات التي أجريت معه.
ويؤكد أنه اختار الحوارات التي جرت معه بين الأعوام 1995-2010، لأنها واكبت اهتمامه بالمسائل المنهجية، وبكيفية تطوير مفهوم التمثيل السردي الذي عده ركنا أساسيا في سائر عمله النقدي، وربما تكون كاشفة لجوانب مما لم يظهر في كتبه الأخرى، أو داعمة لما ظهر منها.
أجرى الحوارات مجموعة من الصحفيين ونشرت في بعض الدول العربية مثل جريدة العرب القطرية، موقع الرأي نيوز-أبو ظبي، مجلة الحوادث-لندن، جريدة الشرق الأوسط-لندن، جريدة الزمان-لندن، جريدة الثورة السورية، جريدة القدس العربي-لندن، مجلة نزوى-عُمان، جريدة الأيام-البحرين، أخبار الأدب-القاهرة، جريدة الرأي الأردنية، جريدة الشرق-قطر، جريدة الاتحاد-الإمارات العربية، جريدة الرياض السعودية، مجلة دبي الثقافية-الإمارات، ومجلة الأصوات الأخرى في العراق.

[email protected]