آلاف المتظاهرين الإسلاميين يفضون اعتصامهم في اسلام اباد

اسلام اباد- انهى آلاف المتظاهرين الاسلاميين الذين يعتصمون امام مقر الرئاسة في اسلام اباد أمس تجمعهم، بعد ان اعلنوا ان الحكومة وافقت على عدد من مطالبهم بينها اعدام مسيحية متهمة بالتجديف.اضافة اعلان
الا ان وزير الداخلية شودري نيسار علي خان نفى التوصل الى اتفاق، وقال ان المتظاهرين تركوا المكان "من تلقاء انفسهم".
ويتجمع المتظاهرون الذي وصل عددهم إلى نحو 25 الف شخص، منذ الاحد ما أدى إلى شل جادة الدستور المؤدية إلى المؤسسات السياسية الرئيسية في البلاد. وتوعدوا البقاء فيها حتى تتم تلبية مطالبهم وخصوصا اعدام المسيحية آسيا بيبي.
واشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن في اسلام اباد قبل ان يعتصموا أمام مبان حكومية رئيسية على طول جادة الدستور.
وبدأت التعبئة الاحد الماضي في مدينة راولبندي المجاورة، بمشاركة 25 الف شخص في تجمع لاحياء ذكرى ممتاز قادري الاسلامي الذي اعدم شنقا في شباط (فبراير) 2011 لاغتياله حاكم ولاية البنجاب الذي كان يدعم تعديل القانون المتعلق بمعاقبة التجديف.
وسار آلاف المتظاهرين بعد ذلك وهم يرشقون الحجارة ووصلوا الى العاصمة بعد ظهر الاحد الفائت ثم اعتصموا في جادة الدستور التي تؤدي الى البرلمان والرئاسة ومقر الحكومة الباكستانية.
وصرح اشرف عاصف جلالي احد قادة الاعتصام للصحافيين في موقع الاحتجاج مساء امس "نتيجة الاعتصام المستمر منذ اربعة ايام، قبلت الحكومة مطالبنا". واضاف "لن يتم تقديم اي تنازلات لاي شخص اساء لنبينا سواء كانت اسيا بيبي او غيرها"، في اشارة الى المسيحية التي تنتظر تنفيذ حكم الاعدام بها منذ 2010 بسبب شجار مع امرأة مسلمة على الماس.
الا ان وزير الداخلية نفى ذلك، وقال "لم يتم الاتفاق كتابيا او باي شكل آخر".
واضاف "لقد كنا على وشك ان نصدر اوامر لاجهزة تطبيق القانون لاخلاء المنطقة، الا ان شخصيتين دينيتين تدخلتا".
واضاف ان المحتجين قرروا بعد ذلك مغادرة المكان "من تلقاء انفسهم".
وفي وقت سابق، ذكر مصدر في الشرطة ان اكثر من اربعة آلاف من افراد قوات الامن انتشروا في المكان وأكثر من الفين منهم مستعدون للانتشار اذا لم يتعاون المتظاهرون مع السلطات التي تتهمهم "بعرقلة جهود الحكومة لمكافحة الارهاب".
وتم نشر عسكريين امام المباني الحكومية القريبة من التظاهرة.
ويطالب انصار قادري خصوصا باعتباره "شهيدا" وبشنق المسيحية بيبي وتطبيق الشريعة الإسلامية بشكل صارم. لكن الحكومة رفضت مطالبهم حتى الآن.
وتحول اعدام قادري الذي اعتبره خبراء "منعطفا" في مكافحة التطرف في باكستان نقطة خلاف بين السلطة والشرائح الاكثر تطرفا في هذا البلد المحافظ.
وشارك عشرات الآلاف من الاشخاص في تشييعه في نهاية شباط(فبراير)، في استعراض قوة للمتطرفين اثار قلق المعتدلين.
وتتزامن الدعوات الى اعدام بيبي مع هجوم عيد الفصح في لاهور الذي عزز شعور المسيحيين بعدم الامان في هذا البلد.
وقال الناطق باسم لجنة الدفاع عن الاقليات شمعون جيل "انه شعور بالم كبير وحزن وخوف". واضاف ان الاعتداء في حديقة لاهور يعطي الانطباع بانه "لا مكان آمن" لهم بينما الحشد المتجمع في اسلام اباد "خطير".
وتابع "انهم يشكلون تهديدا جديا لآسيا بيبي (...) وقد تمتثل الحكومة لضغوطهم حول هذه النقطة".
حكم على هذه المسيحية الام لخمسة اولاد في 2010 بالاعدام بعد ادانتها بالتجديف في مشاجرة عادية مع جارات مسلمات. وقد اصبحت رمزا للجدل حول القانون المتعلق بالتجديف.
واثارت قضيتها اهتمام عدد من القادة الغربيين بمن فيهم البابا فرنسيس.
وحاليا هناك 17 محكوما بالاعدام ادينوا بالتجديف، لكن العقوبة لم تنفذ حتى الآن. -(ا ف ب)