يوم الصحافة العالمي.. وقفات وطنية ودولية

يصادف الثالث من أيار من كل عام يوم الصحافة العالمي وهو فرصة للوقوف على الإنجازات المتحققة وفي الوقت ذاته التفكير مليا في آلية تجاوز التحديات من خلال البناء على هذه الإنجازات والمضي قدما نحو الممارسات الفضلى في هذا الإطار، وهي مهمة تحتاج جهودا متكاملة وإيمانا عميقا بالصحافة ودورها في الوفاء بحق الأفراد في المعرفة ونقل الحقائق.

اضافة اعلان


على المستوى الوطني يأتي يوم الصحافة لهذا العام بالتزامن مع  إقرار القانون المعدل لقانون ضمان الحق في الحصول على المعلومات الذي جاء بنصوص قانونية مستحدثة توسعت في تشكيلة مجلس المعلومات ليضم نقابات وممثلين عن المجتمع المدني وكرست مبدأ الإفصاح الاستباقي عن المعلومات ووضعت طائفة من المعلومات تلزم الجهات ذات العلاقة بنشرها مسبقا، بالإضافة إلى إلزام المؤسسات بتعيين منسق للمعلومات وتقليص مدة إجابة الطلبات من ثلاثين يوما إلى خمسة عشر يوما، وتضييق نطاق الاستثناءات والمعلومات التي لا يجوز الكشف عنها واستحداث مواد تجعل من بعض المعلومات لا تخضع للحظر المطلق بهذا الصدد، وغير ذلك من النصوص التي تنتظر تطبيقا عمليا لقياس أثرها وتحقيق أهدافها المتمثلة في انسياب المعلومات على أرض الواقع. ومما لا شك فيه أن انسياب المعلومات يعني قدرة أكبر وأدوات مهمة لاضطلاع الصحافة بدورها ووظيفتها.


يأتي هذا اليوم أيضا بالتزامن مع إطلاق منظمة مراسلون بلاحدود تقريرها والذي أبرز تقدم الأردن على مؤشر حرية الصحافة أربع عشرة درجة في العام 2024 قياسا بالعام 2023؛ حيث احتل في عام 2023 المرتبة (146) من أصل (180) درجة شملها المؤشر، في حين احتل هذا العام المرتبة (132) درجة. وبالرغم من وجود تحفظات ابتداء على هذه التقارير سواء من حيث منهجية العمل أو استقاء المعلومات التي تبنى عليها مؤشرات الدول، إلا انه مما لا شك فيه أنها تأخذ ابعادا دولية وتعطي انطباعات عن مستوى الحريات في الدول لدى الآخرين.


هذا التقدم هو مؤشر لا يمكن إغفاله بأن الأردن قادر على إحداث نقلات نوعية فيما يتعلق بحرية الصحافة والأمر لا يحتاج أكثر من تنسيق الجهود ومحاولة الوقوف على بعض التحديات والتعامل معها كوحدة واحدة لإحداث تغير على المستويات كافة يتسم بالسرعة والثبات والشمولية.


على المستوى الإقليمي والعالمي أيضا ما تزال غزة  وصحفيوها شاهدين على قدرة الصحافة على تغيير توجهات الأفراد ونقل الحقائق ومعاناة الأفراد والتصدي للرواية الصهيونية بكافة اشكالها، أيضا ما يحدث الآن في غزة من قتل متعمد للصحفيين والصحفيات وتتبع واستهداف مباشر يضع العالم أمام مسؤوليات جديدة تنطلق من فكرة مفادها أن آليات الحماية الدولية للصحفيين في مناطق النزاع والعدوان بحاجة الى وقفة جديدة تضع نصب أعينها ان الحماية القائمة غير كافية وأن الحقيقة مهددة في كل مكان في العالم.

 

للمزيد من مقالات الكاتبة انقر هنا