إسرائيل تمهد لضم مستوطنة كبرى

مستوطنة إسرائيلية أقيمت في القدس المحتلة-(أرشيفية)
مستوطنة إسرائيلية أقيمت في القدس المحتلة-(أرشيفية)

برهوم جرايسي

الناصرة- كشفت جمعية إسرائيلية سلامية، تعنى بقضية القدس المحتلة، في تقرير لها أمس، عن سلسلة مشاريع للبنى التحتية تنفذها حكومة الاحتلال شرق مدينة القدس المحتلة، تهدف إلى خلق تواصل بنيوي مع مستوطنة "معاليه أدوميم"، تمهيدا لضمها إلى القدس المحتلة. في حين أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أن المفاوضات الجارية مع واشنطن بخصوص البناء الاستيطاني، لا تشمل القدس المحتلة.اضافة اعلان
يذكر أن مستوطنة "معاليه أدوميم"، واحدة من أضخم مستوطنات الضفة الفلسطينية المحتلة، وتضم ما يزيد على 37 ألف مستوطن. وتقع في شمال الجانب الشرقي لمدينة القدس المحتلة، بقرب ضاحية العيزرية، وقد خصصت لها سلطات الاحتلال ما يسمى "مناطق نفوذ" تمتد على أكثر من ضعف مساحة البناء فيها، وتصل أطرافها إلى مشارف البحر الميت.
ووضع الاحتلال منذ مطلع سنوات الألفين، مخططا، يقضي بربط المستوطنة بالقدس المحتلة بحزام استيطاني، من المفترض أن يضم ما يزيد على 6500 بيت استيطاني. وهذا المخطط، هو الجزء الشرقي للحزام الاستيطاني الذي من المفترض ان يبتر الضفة المحتلة إلى قسمين شمالي وجنوب، وفي مركز "الحزام" مدينة القدس المحتلة والأحياء الاستيطانية فيها.
إلا أنه بسبب مواقف دولية، وموقف الإدارات الأميركية السابقة، فإن حكومات الاحتلال أوقفت هذا المخطط، ولكنها من حين إلى آخر، تنفذ أجزاء منه. في حين تعلو في الكنيست مطالبات بسريان ما يسمى "السيادة الإسرائيلية" على هذه المستوطنة وضمها إلى القدس المحتلة. إلا أن حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، تنتظر التوصل إلى تفاهمات مع الإدارة الأميركية حتى تبت في القضية.
وقالت جمعية "عير عميم" (مدينة الشعبين) الإسرائيلية السلام، في تقرير أمس، نشرته صحيفة "هآرتس"، إنه في الاسابيع الأخيرة تسارع سلطات الاحتلال في تنفيذ مشاريع تمهد لاختلاق التواصل البنيوي بين مستوطنة "معاليه أدوميم"، والقدس المحتلة. ومن بينها شق شارع جديد مواز للشارع الضخم القائم. وأيضا مخطط لاقتلاع قرية "الخان الأحمر" الفلسطينية، بتدمير كافة بيوتها ومساكنها. بعد أن أصدر الاحتلال أوامر تدمير للبيوت، قبل أكثر من أسبوعين.
وتقول "عير عميم"، إن شارع "التحويلة" عند جبل الزيتون، يهدف إلى تحويل الحركة الفلسطينية التي تمر اليوم في المنطقة التي بين القدس والمستوطنة. وقد أقرت سلطات الاحتلال الخطة بشكل نهائي في ايلول (سبتمبر) العام 2013، وهي الآن في مراحل التنفيذ. كذلك فإن سلطات الاحتلال شرعت في التمهيد لإقامة نفق جديد في مفترق جبل المشارف في شمال المدينة، لذات الغرض. وكانت سلطات الاحتلال قد أطلقت على مناطق شاسعة شرقي القدس، ما يسمى "حدائق وطنية"، لحظر البناء فيها، وبهدف محاصرة القرى الفلسطينية في المنطقة.
وقال أفيف تاتريسكي الباحث في "عير عميم": "يحاولون في معسكر اليمين تبييض مشروع E1 (بقصد ربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس)، بدعوى ان معاليه ادوميم تحظى بإجماع إسرائيلي. ولكن البناء هناك سيحول معاليه ادوميم من طلب إسرائيلي، يُحتمل أن يكون بوسع الفلسطينيين الاستجابة له في إطار تبادل الأراضي، إلى ضربة قاضية لحل الدولتين". وأضاف، "استثمار مليارات الشيكلات في صالح البنى التحتية للطرقات بين القدس وE1 يعبر عن تصميم إسرائيلي لتنفيذ خطة البناء، واحباط حل الدولتين".
من جهة أخرى، أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس، وهو في طريق عودته من الصين، إلى تحقيق تقدم كبير في المفاوضات الإسرائيلية الأميركية، الجارية في واشنطن، لغرض تحقيق تفاهمات حول البناء الاستيطاني في الضفة المحتلة. وأضاف نتنياهو أن مسألة البناء الاستيطاني في القدس المحتلة ليست جزءا من المفاوضات مع الإدارة الأميركية.
وتجري هذا الأسبوع محادثات اولى طاقمين إسرائيلي وأميركي في واشنطن، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات بشأن المستوطنات. وقال نتنياهو إنه لا يناقش موضوع البناء في القدس، بادعاء أنه "ليس ضمن المعادلة". وأضاف أنه على استعداد لمناقشة لجم البناء في المستوطنات، وأنه يبحث عن معادلة متفق عليها للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
وقال مسؤول إسرائيلي لوسائل إعلام، إن من بين المواضيع المركزية التي تجري مناقشتها بين الطرفين الإسرائيلي والأميركي، رغبة حكومة نتنياهو في إقامة مستوطنة جديدة للمستوطنين الذين تم إخلاؤهم من البؤرة الاستيطانية "عمونة".
ويشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا يطالب حكومة الاحتلال بتجميد البناء في المستوطنات بشكل تام، إلا بعث برسالة، عن طريق مبعوثه جيسون غرينبلات، تفيد بأنه معني بالتوصل إلى معادلة تتضمن الحد الأدنى من البناء، وتتماشى مع مساعي التوصل إلى اتفاق سلام. وقال المسؤول الإسرائيلي ذاته إنه خلال المحادثات، التي جرت الأسبوع الماضي مع نتنياهو، تحدث غرينبلات عن مصطلح "تباطؤ" في البناء الاستيطاني، ليكون أحد مبادئ التفاهمات الإسرائيلية الأميركية.