الأكراد سيكونون كبش فداء

إسرائيل هيوم د. حي ايتان كوهن ينروجك 14/11/2022 مثل العملية التي قتل فيها ثلاثة اسرائيليين على يد داعش في 2016، ضرب الارهاب مرة اخرى امس الابرياء في قلب اسطنبول. وحسب الصور الاولية التي نشرت في الشبكات الاجتماعية ففي ذروة أزمة السير زرعت عبوة ناسفة قرب أصيص في الشارع وتسببت بموت ستة مواطنين. في ظل العد التنازلي للانتخابات العامة في حزيران 2023 يطرح السؤال من يقف خلف العملية ولماذا الآن بالذات. يفيد التاريخ بانه يوجد بضعة "مشبوهين طبيعيين" تميل السلطات في تركيا لتوجيه اصبع الاتهام نحوهم. بمراعاة حقيقة أن في الماضي ايضا نفذت عمليات مشابهة، فان المنظمة الكردية السرية PKK والمنظمة الكردية المتطرفة TAK تعدان المشبوهين الفوريين. هكذا يمكن أيضا أن نقول بان القاء المسؤولية على المنظمتين الكرديتين آنفتي الذكر هو الامكانية المفضلة على الرئيس أردوغان. والسبب واضح جدا: عملية كهذه يمكن أن تهرب القوميين الاتراك المتطرفين من معسكر "فقط لا اردوغان"، الذي يضم الاكراد أيضا. وعليه فيحتمل أن تتم السلطات الـ PKK و الــTAK. ولكن يجدر بنا أن نفكر من خارج الصندوق. منذ نشوب الحرب الاهلية في سورية وتركيا تدعم المعارضة السورية. بروح التطبيع الإقليمي، بدأت أنقرة في شهر آب تعد الأساس لترميم العلاقات الثنائية مع نظام الأسد أيضا. على هذه الخلفية، نظمت محافل سورية معارضة 33 مظاهرة في لواء ادلب في سورية، أحرقت فيها الاعلام التركية. لدى الكثيرين في تركيا اعتبرت الصور تهديدا مباشرا ضد انقرة. واليوم، حسب المعطيات الرسمية فان عدد اللاجئين السوريين في تركيا هو نحو 3.6 مليون. بلا شك، فان هذا التواجد يجعل تركيا هشة للغاية. فضلا عن ذلك فان التواجد العسكري التركي المتسع في شمال العراق يتسبب بعدم الارتياح في أوساط الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران. وهكذا مثلا في تموز رفع نشيط في منظمة الشيعية كتائب سيد الشهداء صورة في الشبكات الاجتماعية في ميدان تقسيم قرب شارع الاستقلال وكتب بوستا في الشبكة يقول: "نحن سنكون حيثما ينبغي أن نكون". قبيل الانتخابات في الدولة في 2023 فان من شأن الاستقرار الهش في الدولة أن يتدهور أكثر فأكثر. رغم ذلك، تواصل تركيا العمل عسكريا في سورية، في العراق وفي ليبيا. يمكن التقدير بان استخدام القوة في الساحات آنفة الذكر من شأنه أيضا أن يجتذب هجمات إرهابية. مع الاخذ بالاعتبار مكان العملية، يبدو أن المخربين أملوا في أن يضربوا مصدر دخل هام للاقتصاد التركي الهش. في هذه النقطة يمكن التقدير بانه مثل عامي 2015 - 2016، حين تعرضت تركيا لضربات في حربها ضد الإرهاب، فانه هذه المرة أيضا من شأنها ان تواجه موجة عمليات قد تستمر حتى الانتخابات في حزيران 2023. *خبير في الشؤون التركية في معهد القدس للاستراتيجية والامن ومركز موشيه دايان في جامعة تل ابيباضافة اعلان