الأمير الحسن متألم من تهجير المسيحيين في العراق

الامير الحسن خلال لقائه المسيحيين المهجرين من العراق
الامير الحسن خلال لقائه المسيحيين المهجرين من العراق

اضافة اعلان

عمان - "نرجو من الاردن بلد التسامح والعيش المشترك والملاذ الآمن لكل ضعيف وصاحب حاجة- وقد استقبلنا خير استقبال - مساعدتنا في إيصال صوتنا الى كل اصحاب الضمائر الحية والعقول الحكيمة المؤمنة بكرامة الإنسان وانسانيته" ... هذه كلمات بسام حبيب احد الأشقاء العراقيين الذين احتصنهم الاردن في رحلة هجرتهم من بلاد الرافدين الى مصير غير معلوم.

سمو الامير الحسن بن طلال رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية وفي لفتة اصيلة خلال لقائه اليوم في كنيستي مار الياس وسيدة السلام مئات الأخوة العراقيين المسيحيين المهجرين اكد ان الاردن بقيادته وباخلاق شعبه وقيمه العربية والاسلامية سيبقى دوما ملاذا آمنا ومحطة أمل لكل طالب حاجة ومظلوم .

الأمير الحسن وبحضور سفير دولة الفاتيكان المطران جورجيو لينجو وبكلمات صادقة خاطب الاباء والامهات والأطفال خلال هذا اللقاء قائلا "ان العراق الشقيق الذي يشكل رحم الحضارة من تآلف مكوناته وتعايشها على مر العقود لا يمكن ان يعاني مزيدا من الكراهية بين مختلف مكوناته الأصيلة، مستذكرا هنا نظرة الإسلام الراسخة للقيم الإنسانية المستمدة من القرآن الكريم وأخلاق نبي الرحمة عليه افضل الصلوات.

سموه رد وهو يشعر بالمرارة على نية الاشقاء العراقيين المغادرة نهائيا الى دول اخرى قائلا" ما يجمع بيننا مسلمين ومسيحيين ثقافة وارث عربي راسخ ، وقراركم اليوم مغادرة دياركم خيار صعب فانتم اصحاب هوية عراقية مسيحية اصيلة فهجرتكم تجعل من الصعب استعادة هذه الهوية التي هي من اسس تكوين الهوية العربية الإسلامية.

وعبر سموه عن ألمه من تهجير آلاف المسيحيين من الموصل في ليلة وضحاها قائلا "لا للتطرف والارهاب الذي يسيء للدين وسماحته ومبادئه واخلاق نبيه الذي أتى ليتمم مكارم الإخلاق.

ووعد سموه الأشقاء العراقيين ان قضيتهم كما هي قضية غيرهم من مسيحيي الشرق ستكون جزءا من محور حديثه خلال زيارته الحالية ولقائه قداسة بابا الفاتيكان هذا الاسبوع ايمانا منه بضرورة توظيف كل الفرص لخدمة الإنسان وصون كرامته واستنادا الى تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي تكمن في الرحمة والمحبة وليس في الحقد ومعاقبة الإنسان الذي كرمه الله .

وقال اود هنا ان أُذكر العالم الغربي بان السيد المسيح عليه السلام ولد في هذه الديار المقدسة، مشيرا الى أن العدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية هي الأساس عند الحديث عن الديمقراطية فالأخيرة لا تستقيم اذا كانت على حساب العدالة الإجتماعية.

وختم سموه حديثة قائلا بان هذا ليس موقفا عابرا فنحن متمسكون في صوغ مستقبل آمن للاجيال القادمة بالعمل مع اصحاب العقول والقلوب الحية معربا عن شكره لكل الجهات التطوعية الإسلامية والمسيحية التي تساند الأشقاء في محنتهم الى جانب الجهود الرسمية.

من جانبهم اكد كل من الأب علاء علامات مدير مركز سيدة السلام والاب جورج شرايحة كاهن رعية كنيسة روم الكاثوليك ان ما يحدث في العراق وغيرها من الدول لا يمثل اطراف العلاقة المسيحية الإسلامية التي أسست على العيش المشترك والاخوة الصادقة في اطار التعاليم الدينية الإسلامية والمسيحية على حد سواء .

وقدموا الشكر لسموه على هذه اللفتة الأصيلة التي تؤشر الى قربه من المتألمين والذين يتعرضون للأضهاد بكل اشكاله فنظرته الإنسانية للمقتلعين من اوطانهم هي ركيزة لهم في العمل جميعا من اجل هولاء دون تمييز او تفرقة كما عبروا عن امتنانهم ، لجلالة الملك عبدالله الثاني والشعب الاردني الذي لم يتوان يوما عن نصرة المظلوم والمحتاج.

وعرض الأب علامات رغبة المتواجدين في الكنيسة في العبور الى دول اخرى - ليس تقصيرا من الأشقاء الأردنيين- بل لغايات تامين مستقبل ابنائهم آملين من سموه وكما هو عهده دئما حمل صوت المظلوم والمهجر وهو المنادي بنظام عالمي انساني جديد يعنى بالشأن الانساني .

وافاد المدير العام لجمعية الكاريتاس الأردنية وائل سليمان بان الكنيسة الكاثوليكية في الأردن قامت بالتعاون مع جمعية الكاريتاس باستقبال العراقيين المهجرين والذي من المتوقع ان يصل عددهم الى الف شخص حيث تعمل الكنيسة بالشراكة مع الهيئة الخيرية الهاشمية وعدد من المؤسسات والجمعيات والافراد في الاردن على تأمين احتياجاتهم على اختلافها.(بترا)