الحصبة تسبب مضاعفات خطيرة على الأطفال في حال إهمالها

الحصبة تسبب مضاعفات خطيرة على الأطفال في حال إهمالها
الحصبة تسبب مضاعفات خطيرة على الأطفال في حال إهمالها

عمان- الغد- لا تسبب الحصبة التي تصيب الأطفال في العادة، مضاعفات مرضية شديدة إلا أنها حين تصيب أطفالا من العالم الثالث مصابين بسوء التغذية قد تكون قاتلة، غير أن المفرح في الموضوع أنه وبعد الشفاء من الحصبة بأنواعها يكتسب من أصيب بها مناعة طوال الحياة.

اضافة اعلان

تعريف الحصبة

مرض يسببه فيروس معد يصيب الأطفال دون الخامسة من العمر، وتنتقل فيروسات المرض بشكل أساسي عن طريق الهواء المحمل بها، ومن أهم علامات الإصابة بها؛ ارتفاع في درجة الحرارة ورشح واحمرار في العينين، ويتبع ذلك طفح على جميع أجزاء الجسم.

أعراض الإصابة بالحصبة:

• ارتفاع في درجة الحرارة: يبدأ مرض الحصبة بارتفاع في درجة الحرارة لمدة ثلاثة أيام؛ وفيها يعاني الطفل المصاب من جفاف واحمرار وحرقة بالعينين.

• زكام شديد وسعال جاف وسيلان الأنف.

• في اليومين الثاني أو الثالث تظهر بقع متجاورة داخل الفم تشبه ذرات الملح، ويكون لون هذه الحبوب أبيض فيه زرقة، كما تكون محاطة بهالة حمراء وحجمها بحجم رأس الدبوس وتسمى بقع كوبلك (Kopliks Spots). وتساعد هذه الحبوب الطبيب على تشخيص مرض الحصبة قبل ظهور الطفح.

• وفي اليومين الرابع والخامس يظهر الطفح الجلدي بلون أحمر على جسم الطفل، ويبدأ ظهور الطفح بداية خلف الأذنين ثم ينتشر على الوجه ثم الجذع؛ وأخيرا يغطي الطفح سائر الجسد في يوم واحد تقريبا، ويصاحب ظهور الطفح ارتفاع في درجة الحرارة واشتداد في أعراض المرض الأخرى.

•في اليوم السادس يبدأ الطفح الجلدي بالتلاشي والزوال، ويقشر الجلد قشورا تشبه نخالة القمح، ويترك الطفح في مكانه في غالبية الأحيان لونا بنيا باهتا يستمر عدة أيام أو عدة أسابيع، ومع اختفاء الطفح تعود الحرارة بالتدريج إلى حالتها الطبيعية، وتختفي كل الأعراض خلال أسبوع مع اكتساب مناعة دائمة ضد مرض الحصبة.

طرق العدوى بالحصبة

تعتبر الحصبة من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى، والتي تنتقل من شخص لآخر عن طريق:

• التماس المباشر مع المريض.

• الجهاز التنفسي بواسطة الرذاذ المتطاير من فم المريض عند عطاسه أو سعاله، أو بواسطة إفرازات الأنف.

• استعمال أدوات المريض الملوثة كاللعب أو المناشف الخاصة بالوجه.

فترة العدوى

أشد فترات العدوى تكون في دورة الرشح، أي قبل ظهور الطفح الجلدي بحوالي أربعة أيام، وبعد يومين من ظهور الطفح الجلدي، ولا تسبب القشور التي تصاحب شفاء المرض العدوى للآخرين.

ولهذا يجب أن يتغيب الطفل المصاب عن مدرسته إلى أن يتماثل للشفاء أو لمدة أسبوع من ظهور الطفح الجلدي.

فترة حضانة المرض

فترة حضانة المرض هي الفترة الزمنية من دخول الجرثومة لجسم الإنسان؛ أيا كان نوعها، إلى ظهور أعراض المرض على الشخص المصاب، وتتراوح فترة حضانة الحصبة من عشرة أيام إلى خمسة عشر يوماً.

مضاعفات الإصابة بالحصبة

عندما يتماثل الأطفال المصابون للشفاء بعد إصابتهم بالحصبة تتكون لديهم مناعة دائمة ضد الفيروس المسبب للمرض، إلا أن مرض الحصبة قد يسبب مضاعفات خطيرة على الأطفال في حال إهمالها، ومن أهم هذه المضاعفات ما يلي:

• الإصابة بالتهابات في الأذن الوسطى.

• الإصابة بالتهاب في القصبة الهوائية.

• إصابة الرئتين بالتهاب حاد خاصة في فصل الشتاء، وهذا سبب مباشر لوفاة الأطفال.

• التهاب العيون مع تقرح القرنية وهذا قد يؤدي إلى الإصابة بالعمى.

• الإصابة بالتهاب الدماغ (encephalitis) الذي يعد من أهم مضاعفات الإصابة بالحصبة، ويؤدي إلى حدوث مشكلات ذات عواقب وخيمة على الطفل المصاب، مع التنويه إلى أن نسبة صغيرة جدا من الأطفال تصاب به.

• الإصابة بالإسهال والنزلات المعوية في الصيف.

• أحيانا يكون طفح الحصبة مصحوبا بنزيف دموي داخل الطفح، وهذا دليل على شدة الإصابة بالمرض، وغالبا ما يصاب بهذه الحالة الأطفال الذين لديهم مشاكل صحية والذين تقل مقاومتهم للمرض، والأطفال ضعاف التغذية.

طرق الوقاية من الإصابة بالحصبة

تبدأ خطوات الوقاية بـ:

• تطعيم الأطفال الرضع بلقاح الحصبة ابتداء من الشهر التاسع؛ حيث تعطى الجرعة الأولى، أما الجرعة الثانية (ثلاثي الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف) فتعطى في عمر سنة، ويعطى الطفل جرعة منشطة من المطعوم الثلاثي في سن السادسة عند دخوله المدرسة.

• عزل الطفل المصاب في حجرة جيدة التهوية مع الاهتمام بنظافته وتغذيته وإراحته، وعدم السماح له بالذهاب إلى المدرسة لمدة أسبوعين على الأقل بعد ظهور الطفح الجلدي.

• عدم مخالطة المريض بالحصبة وعدم التعرض للعدوى من أهم طرق الوقاية ومنع الإصابة بالمرض.

علاج الحصبة

لا يوجد علاج شاف من الحصبة، ولا يجدي نفعا تناول المضادات الحيوية؛ لأن المرض فيروسي، إنما يمكن تناول المضادات الحيوية لعلاج المضاعفات البكتيرية مثل؛ التهاب الأذن أو التهاب الرئتين، وبإشراف الطبيب.

ويعتبر تطعيم الطفل ضد الحصبة في نهاية السنة الأولى من عمره من الأمور الأساسية في جميع دول العالم، ويمكن تلخيص أهم خطوات العلاج كالتالي:

• أولى خطوات العلاج تكمن في الراحة التامة للطفل المصاب حتى يتماثل للشفاء، ويراعى أن تكون الغرفة التي يقيم فيها الطفل جيدة التهوية، هادئة، خافتة الضوء؛ لأن عيني الطفل المتعبتين ستتعرض للإجهاد بسبب الالتهاب.

• الحرارة المرتفعة تعالج بوضع كمادات الماء وتناول دواء خافض للحرارة كالباراسيتامول، ويجب التنبيه إلى أنه في حال وجود الحرارة يجب عدم تغطية الطفل بأغطية سميكة؛ لأن تغطيته تعيق انخفاض الحرارة، إضافة إلى أن الارتفاع الكبير في درجة الحرارة قد يسبب للطفل تشنجات عصبية وتلفا في الدماغ.

• تناول أدوية مهدئة للسعال.

• الطعام المناسب للطفل المصاب بالحصبة يجب أن يكون غنيا بالمواد الزلالية، وأن يكون سهل الهضم، كما يجب أن تكون كمية السوائل التي تعطى للطفل كبيرة.

• الاعتناء بنظافة الفم والعينين تجنبا لحدوث أية مضاعفات.

• إذا كان عمر الطفل أقل من سنتين عند إصابته بمرض الحصبة، وكان ضعيف البنية، أو ظهرت عليه بوادر مضاعفات في الجهاز التنفسي، فإن كثيرا من الأطباء ينصحون بإعطائه مضادا حيويا كالبنسلين والتتراسيكلين من بداية المرض ولمدة لا تقل عن خمسة أيام.