الحياة الصحية والشعور بالرضا ينيران درب "الشيخوخة الناجحة"

جانب من المحاضرة في منتدى الرواد الكبار- (من المصدر)
جانب من المحاضرة في منتدى الرواد الكبار- (من المصدر)

عزيزة علي

عمان- استضاف منتدى الرواد الكبار، أول من أمس، الاختصاصية النفسية خالدة ضويع محادين في محاضرة بعنوان "الشيخوخة الناجحة"، عرضت من خلالها مفهوم الشيخوخة وكيفية التعامل مع هذه المرحلة من العمر، وأدارت المحاضرة المستشار الثقافي للمنتدى القاصة سحر ملص.اضافة اعلان
قدمت محادين في البداية تعريفا بالشيخوخة، قائلة "الشيخوخة ليست مرضا بل هي عملية بيولوجية تدريجية لا يمكن منعها أو إيقافها، لكن يمكن إبطاؤها وتأخير ظواهرها بالرعاية والوقاية، من خلال اتباع أنماط الحياة الصحية مثل الأكل الصحي، المشي والرياضة، الانخراط في النشاطات الاجتماعية، تقبل الاختلافات بين الأجيال والمطالعة والعمل اليدوي"، مبينة أن هذه النشاطات تحافظ على سلامة الجسم من الإنهاك والمرض، مع مراعاة الالتزام التام بأخذ الأدوية في مواعيدها.
وأضافت محادين "إن هناك علما جديدا اسمه علم المرونة العصبية الذي يعنى بقدرة الدماغ على بناء مسارات جديدة وإلغاء مسارات عصبية أخرى"، مشيرة الى أن العلم الحديث أثبت أن الدماغ قادر على تجديد نفسه في أي مرحلة عمرية، وذلك من خلال التعليم والتدريب حتى لو أصيبت بعض أجزاء الدماغ، فبإمكان الدماغ إيجاد مسارات بديلة تساعده على التعافي أو على التقليل من آثار التلف الناتج عن إصابات الدماغ أو تقدم العمر، وهو ما يعرف بالمرونة العصبية، فكلما تعلمنا شيئا جديدا حفزنا على بناء شبكات جديدة في الدماغ، أو على الأقل أعدنا تنظيم المسارات الموجودة بالفعل، ما يغير طريقة تعامل الدماغ مع الأمور وتنظيم المعلومات.
وأضافت محادين "أن الدماغ يتعافى بعد تلفه، فالتغيرات الدماغية لا تقتصر على فئة عمرية معينة، في الواقع إنها تجري في كل وقت والأهم إعادة تنظيم الدماغ؛ حيث يساعد على إعادة تعافيه بعد تلفه، من خلال عملية إزالة أو إضافة خلايا جديدة، ويمكن لمراكز الدماغ أن تغير مكانها من خلال التدريب المستمر، ما يعني أنه يمكن علاج إصابات الدماغ".
وتحدثت محادين عن كيفية الوصول الى شيخوخة ناجحة، قائلة "باتباع أنماط الحياة الصحية نحافظ على الجسم والعقل من الإنهاك والتعب"، وأيضا السعي لتحقيق الشعور بالرضا عن ظروف حياتنا الحالية والاستمتاع بها من خلال الممارسة الإيجابية لبعض الأنشطة للسلوكات الاجتماعية والصحية والاقتصادية والدينية، وغيرها من السلوكات التي تسهم في مشاعر الرضا والاستمتاع والراحة والإيجابية المهمة في هذه المرحلة من المراحل العمرية.
وأشارت محادين الى أن الأشخاص الذين يحققون معايير الشيخوخة الناجحة هم من يكون لديهم "رؤية إيجابية نحو المستقبل، والقدرة العالية على تقبل التغيرات، وتقدير ذاتهم بصورة إيجابية عن الذات، والقدرة على اختيار الأهداف المهمة لهذه المرحلة، والإحساس بالاستقلال، والمرونة من أجل التعافي والتكيف مع الأوضاع الجديدة، والتفاعل مع الحياة اليومية بشكلها الجديد".
وقدمت محادين بعض النصائح للتغلب على الشعور بالتعب النفسي في مرحلة الشيخوخة مثلا؛ عدم التركيز على السلوكات التي تزعج، أن يحاول الاسترخاء، أخذ حمام ساخن، شراء الورود والنباتات ذات الرائحة الذكية، الاستمتاع بالمناظر الطبيعية، الاستماع للموسيقا أو أغنية يحبها، وأن يجعل اللحظة الحالية أجمل لحظات حياته.
وقالت محادين "متى يحتاج المسن للمساعدة النفسية؟ عندما يكون لديه مزاج اكتئابي، تناقص الاهتمام وفقدان الإحساس بالمتعة، نقص الوزن غير المبرر بصورة ملحوظة، قلة أو زيادة النوم معظم الأيام، مشاعر بعدم القيمة، أو الشعور المفرط بالذنب تقريبا كل يوم، لكونه مريضا أو عدم الإحساس بالراحة والهياج النفسي وفقدان الطاقة".
وشرحت محادين عملية الاسترخاء التنفسي والعضلي وفائدة الاسترخاء للتخفيف من التوتر والضغط النفسي وطبقت بعض التمارين، ثم قدمت العديد من المشورات النفسية الفردية للحضور بعد انتهاء المحاضرة.
ويذكر أن خالدة محادين حصلت على درجة الماجستير في علم نفس اكلينيكي من جامعة عمان الأهلية في العام 2017، وعلى دبلوم عالي تربية، جامعة عمان للدراسات العليا في العام 2005، بكالوريوس تربية وعلم نفس، جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في العام 2001، دبلوم تربية خاصة جامعة البلقاء التطبيقية في العام 1998، دبلوم تمريض (شامل) وزارة الصحة في العام 1991، رخصة مزاولة مهنة التمريض، وزارة الصحة.