"الشيجيلا" تستمر بجرش.. وتسممات مجهولة بعجلون

ممرضون يتابعون حالة طفل مشتبه بتسممه من قرية الوهادنة في مستشفى الايمان بعجلون-(الغد)
ممرضون يتابعون حالة طفل مشتبه بتسممه من قرية الوهادنة في مستشفى الايمان بعجلون-(الغد)

صابرين الطعيمات وعامر الخطاطبة

جرش– لم تمهل حالة التفاؤل بمغادرة 57 مشتبها بتسممهم بجرثومة "الشيجيلا" لمستشفى جرش الحكومي من قرية جبة، التابعة للواء المصطبة في محافظة جرش، المعنيين والأهالي أول من أمس، حتى ظهرت 11 إصابة جديدة فجر أمس، لتثير المخاوف والقلق بينهم.

اضافة اعلان


ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أعلن أمس أيضا، عن اشتباه بتسمم 16 شخصا في بلدة الوهادنة بمحافظة عجلون لأسباب مجهولة، كانوا راجعوا قسم الإسعاف والطوارئ في مستشفى الايمان الحكومي في المدينة.


وفي خضم هذه الحالة، فإن الأهالي، طالبوا بتكثيف جهود الجهات الصحية لتحديد سبب الإصابة التي وقعت على أطفال تتراوح أعمارهم بين الـ3 والـ13، ومحاولة السيطرة على الإصابات في المحافظتين بأسرع وقت، والحد منها.


وبين أهال في بلدة جبة، أن القلق يسيطر عليهم، وان هناك حالة ترقب وخوف مما قد يؤول اليه الوضع الصحي في البلدة، لافتين الى أن إجراءات وزارة الصحة لوضع حد لحالات التسمم ما يزال متواضعا مقارنة بتخوفاتهم وحجم المشكلة.


وأشاروا إلى أن عمل الوزارة ومؤسساتها في المحافظة للحد من الاصابات، يقتصر على جمع العينات من الأهالي والمنشآت الغذائية والمائية، وبرغم ذلك لم يجر الإعلان عن نتائجها لغاية الآن.


وكان رئيس بلدية باب عمان السابق محمود الخوالدة، لفت إلى أن جبة التي يقطنها 5 آلاف نسمة، يعتمد غالبيتهم على تربية المواشي في نطاق منازلهم الداخلة في حدود التنظيم.


وأشار الخوالدة الى أن أكثر من 30 ألف رأس من الماشية، تعيش في زرائب وحظائر داخل حدود التنظيم، مخالفة بذلك الاشتراطات التنظيمية والصحية في نظام البلديات، ما يشكل بذاته، كارثة بيئية وصحية في البلدة.


وأوضح أن البلدة، تعاني من ظروف صحية استثنائية حاليا، ويجب أن تنفذ إجراءات احترازية صحية حاسمة، للحفاظ على صحة وسلامة أبناء البلدة، بخاصة الأطفال اذ وصل عدد المصابين حتى اللحظة إلى 69.


وناشد محمد الزبون من البلدة، وزارة الصحة بأن تعلن عن نتائج الفحوصات وأسباب الإصابة ومعالجة المشكلة، بخاصة وأن عدد الإصابات مرشح للزيادة.


بينما طالب عبد الكريم الزبون، تزويد المركز الصحي الأولي في البلدة، بكادر متخصص لتقديم العلاج للإصابات البسيطة، وتحويل الإصابات التي تستدعي إلى مستشفى جرش الحكومي.


وقال الزبون، إن هذا الوضع استثنائي في جبة، وأن تعلن حالة الطوارئ في المركز، ليكون دوامه على مدار الساعة، للتخفيف على الأهالي أعباءهم المادية، جراء نقل الإصابات ومتابعتها في مستشفى جرش الحكومي.

وراجع مستشفى جرش فجر أمس 11 مصابا، راوحت حالاتهم بين المتوسطة والجيدة أدخل منهم 9 إلى المستشفى، وفق مدير المستشفى الدكتور صادق العتوم الذي قال إن الحالات بدأت تظهر منذ الإثنين الماضي.


الى ذلك، تفقد وزير الصحة الدكتور فراس الهواري المستشفى صباح أمس، ليطمئن على الوضع الصحي للتسعة المصابين وهم اطفال، ادخلوا فجرا للمستشفى، بحيث التقى مدير المستشفى والمعنيين بالقطاع الصحي في المحافظة، والأطباء المشرفين على الحالات المشبته بتسممها، موعزا بتقديم خدمات الرعاية الصحية الكاملة لهم.

وأشار إلى احتمالية أن تكون "الشيجيلا" مسؤولة عن حالات الادخال الجديدة للمستشفى، التي جاءت بعد انقطاع استمر لـ3 أيام بعد الادخالات السابقة، لافتا إلى أنها قد تكون ناتجة عن عدوى داخل أسر أصيب فيها أفراد بالجرثومة من قبل.


وأضاف أنه وبرغم ذلك انتشرت فرق الوزارة منذ فجر أمس، لأخذ مزيد من العينات لتوضيح ما إذا كان هذا الانتشار الثانوي ناتجا عن العدوى بها.


وأوضح الهواري، أن "الشيجيلا" شديدة العدوى، وتصيب غالبا الأطفال وكبار السن، والتي يشفى منها المصاب بعد مرور ثلاثة أيام على إصابته، ولا تحتاج عادةً للعلاج بالمضادات الحيوية الاّ في الحالات الشديدة التي تستدعي الصورة السريرية ذلك.


ولفت إلى أن هذه الجرثومة، تنشط في فصل الخريف، وتنتقل للانسان عن طريق الماء والغذاء حال وجودها فيهما، كما وتنتقل من جسم لآخر عن طريق التلامس، وتُعد اجراءات السلامة وغسيل الأيدي والخضراوات والفواكه، من أهم ركائز السيطرة على انتشار هذه العدوى بعد حدوث التسمم الأولي.


مدير صحة البيئة في الوزارة الدكتور أيمن مقابلة، قال ان الوزارة اتخذت الاجراءات اللازمة من تقص وبائي، وفحص لمصادر محتملة للعدوى، واخذت عينات من مصادر المياه في المنطقة.


وبين مقابلة، ان النتائج الاولية لعينات المياه جيدة، وهناك حاجة لمتابعة النتائج للميكروبات والفطريات، كما وسيستمر أخذ عينات جديدة لحين تحديد مصدر العدوى.


وتوجه العتوم ومدير صحة جرش الدكتور محمد الطحان أمس، إلى بلدة جبة لتفقد المركز الصحي الأولى، والوقوف على عملية جمع العينات التي تقوم بها فرق التقصي، والتأكد من الإجراءات الاحترازية في البلدة، وتكثيف جمع العينات من المصابين ومخالطيهم والعينات العشوائية من الأهالي والمنشآت التي تقدم الغذاء والماء.


وفي محافظة عجلون، استقبل قسم الاسعاف والطوارئ في مستشفى الايمان الحكومي امس 16 حالة اشتباه بالتسمم، جميعهم من بلدة الوهادنة، وفق مصادر طبية، قالت إن مصدر الحالات المشتبه بتسممها ما يزال غير معروف، مؤكدة أنه غادر منهم 8، في حين حول اثنان الى مستشفى الاميرة هيا العسكري، فيما بقيت 6 حالات للمراقبة في مستشفى الإيمان.


إلى ذلك، وخلال زيارتهم للمستشفى، تابع مساعد أمين عام الوزارة الدكتور غازي شركس ومحافظ عجلون الدكتور علي الجبور وعضو اللجنة الصحية النيابية النائب الدكتور فراس القضاة ورئيس لحنة التعليم والشباب النائب الدكتور بلال المومني ومدير الأمراض السارية الدكتور علي الزيتاوي، الإصابات والوقوف على أوضاع المصابين الذين كانوا يعانون من ارتفاع في درجات الحرارة ومراجعة وصداع.


كما شكلت مديرية الصحة فرقا للاستقصاء الوبائي تعمل حاليا في الوهادنة، على أخذ عينات من مصادر المياه، أكان من شبكات المياه أو من محطات التحلية والمنازل والخزانات المنزلية، مبينا أن غالبية الحالات التي راجعت هم من الأطفال، أخذت منهم العينات الضرورية.


وأكد شركس ألا رابط بين حالات التسمم في المحافظتين؛ عجلون وجرش وذلك خلال زيارته للمصابين في مستشفى الإيمان الحكومي، كما أكد ألا ربط أيضا بين حالات التسمم في المحافظة نفسها، مبينا أن فرقا للاستقصاء الوبائي، تعمل حاليا في بلدة الوهادنة بأخذ عينات من مصادر المياه.


ووفق مدير الأمراض السارية في الوزارة الدكتور علي الزيتاوي، فإن نتائج العينات تتفاوت حتى ظهور النتيجة بين عينة وأخرى، إذ يظهر بعضها خلال ساعتين، في حين قد يمتد وقت أنواع من العينات إلى 48 ساعة.