ساعات العمل الطويلة ترهق الجسد والنفس

إسراء الردايدة

عمان- يعيش الكثير من الموظفين لحظات الإرهاق والتعب والإنهاك النفسي والجسدي، نتيجة بذل قصارى جهدهم في الوظيفة، وخلال ساعات العمل التي تتركهم في النهاية منهكين، وأحيانا كثيرة يكون هذا التفاني في تسيير العمل بدون تقدير.
هذا الأمر يولد أحيانا أفكارا خاطئة، وفق ما جاء في مقالة نشرها موقع Inc.com مؤخرا؛ إذ تقود البعض لاستغلال هذه الميزة فيك، والدفع بك لأقصى طاقاتك، والتي تنعكس عليك بطريقة سلبية، تترك بصمتها على هيئة إنهاك وعصبية وحالات إغماء حتى، وأخرى قد تصل للموت خصوصا في شرق آسيا، كون الكثير من الشباب يستنفدون طاقاتهم في العمل ويموتون من الإرهاق وينتشر الموت بينهم بطريقة فيروسية.
استشارات ونصائح قدمها كبار أصحاب الشركات ورجال الأعمال تحث على التوقف عن إنهاك النفس بالعمل، خصوصا تلك التي تصل لساعات طويلة وتضيع على الموظفين حياتهم الاجتماعية والتي تكمن في ما يلي:
- الكمية تقتل الجودة، فإذا أردت أن تكون ممتازا فيما تقوم به، ولكنك تأخذ مهام أكثر قلت الفرص لتقديم عمل مميز، وكلما قمت بزيادة المهام التي تقبلها، ارتفع الاحتمال بأن تصبح عبدا لوظيفتك وعملك، وقل تركيزك على الأمور الأكثر أهمية.
- النوم مهم، الطريق لحياة أكثر إنتاجية وأكثر بهجة ومتعة وإتقانا، هي الحصول على قسط كاف من النوم، ولكن البعض يتجاهل هذا الجانب لدرجة أنه يغمى عليهم من شدة الإرهاق، وتجاهل الأمور الأخرى بحجة التركيز في إنجاز العمل واصطحابه للمنزل وتمضية ساعات طويلة بعد العمل الرسمي في إنجاز مهام أخرى تمت بصلة له لدرجة أنهم لا يحصلون على حاجتهم من النوم.
- مزاجك غير معتدل، وهذا أكثر ما يمكن أن يقتلك ويسبب الإرهاق لك، فالتهيج ونفاد الصبر من أكثر السمات الواضحة عليك، وبالتالي ستستهلك طاقتك وتجعلك تتجاوز الجدول الزمني لمهامك، وتتأخر بشكل كبير، إلى جانب العصبية وصعوبة التعامل مع المحيط، وهذا الأمر أيضا ينعكس على الحاجة إليك مبدعا، ولكن في مثل حالات الإرهاق والتعب هذه، والعمل بشكل مفرط ستفقد قدرتك على توليد أفكار جديدة وإيجاد حلول خلاقة للمشاكل، وهذه كلها ستفقدها وتفقد قدرتك على امتصاص البيئة المحيطة، أي القدرة على التفاعل وتقبل ما يدور حولك، لتتحول إلى قنبلة موقوتة وعقل مرهق يقدم أفكارا غير فعالة، وسيضر بعملك بدلا من أن يفيده.
- حكمك غير صائب، فالحرمان من النوم يضعف علميات صنع القرار، وكشخص دؤوب ومجد ستفقد هذه القدرة وستغدو غير قادر على إنجاز أبسط المهام والتأخر في العمل وحتى المبالغة في بذل المجهود يشتت التركيز ويضعف قوتك على الاختيار الصائب والحكم العقلاني الجيد.
- سيكون هنالك دوما المزيد من العمل، فإذا قمت بإدارة عملك الخاص مثلا ستكون دوما هناك مشاريع جديدة ومهام لا تنتهي والحال نفسه إن كنت موظفا، فهناك المزيد من العمل الذي يطرأ كل يوم وحتى كل ساعة، ويستوجب متابعة، فكيف الحال بك حين تقبل أخذ مهام فوق ما تحتمله، فالنهاية هي فقدان القدرة على الإنجاز وتراكم المزيد من الأعمال التي تتكاثر وتتعاظم فيما أنت ساكن لا تقدر على إنجاز السابق.
- ستفقد علاقاتك الخاصة وتؤذيها، فمثل هذه المهام ستتركك عالقا في عالمك الخاص وتقطع التواصل الاجتماعي بأشكاله كافة وتدفعك للعزلة، والنتيجة هي الابتعاد والانكماش على الذات بحجة إنجاز مهام لست مضطرا إليها، وينعكس الأمر على العلاقات المقربة، خصوصا بين الشريكين وتسبب شرخا بينهما وحتى فقدان الأصدقاء.
- تضر بصحتك، فلم المخاطرة بالحياة من أجل العمل الشاق؟! وهل تستحق حياتك التقصير والمخاطرة بها، علما أن العمل لساعات طويلة يترك الفرد منهكا وغير قادر على التركيز ويستنفد طاقته الجسدية والذهنية، وحين يصل الأمر لساعات نوم أقل تصبح الفرص أكثر عرضة للانهيار والتي يتداخل معها تجاهل تناول وجبات صحية وقلة الحركة والنتيجة حتما قاتلة حين يتداخل الاستهلاك المتزايد للكافيين. ومن الجدير ذكره أن بعض الأعمال لا تستحق فعلا كل هذا الجهد المبذول بها خصوصا وأنها لا تتيح للفرد أن يحقق أحلامه أو حتى أن يحقق نجاحا وأرباحا ودخلا يكافئ نفسه عليه ويعزي ذاته به.

اضافة اعلان

[email protected]

@Israalradaydeh