ضبابية العام الدراسي تحد من شراء الأهالي القرطاسية ومستلزمات المدرسة

figuur-i
figuur-i

منى أبوحمور

عمان- الظروف الصعبة التي تمر بها الأسر الأردنية جراء التبعات الاقتصادية لأزمة كورونا، التي ألقت بظلالها على دخل مئات العائلات، ووسط القلق الذي يعيشه الآباء حول مصير تعليم أبنائهم، يبتعد العديد منهم عن شراء القرطاسية ومسلتزمات المدرسية، رغم العروض والأسعار المخفضة التي يعلن عنها أصحاب المكتبات والمحلات التجارية.اضافة اعلان
"لما نعرف شو بدو يصير بالمدرسة أول"، هكذا ردت الأربعينية أم علاء على صاحب أحد المحال التجارية عندما أخبرها عن عروض القرطاسية.
التخبط في القرارات وتعدد السيناريوهات وغياب الرؤية الواضحة للعام الدراسي الجديد تكبل أولياء الأمور، فلم يعودوا قادرين على اتخاذ أي قرار يتعلق بالعام الدراسي الجديد، وفق أبو ركان الذي لم يعد يعلم إن كان هناك تعليم في الصفوف المدرسية أو عبر الإنترنت.
أبو ركان وغيره الكثير من أولياء الأمور لم يتجه لشراء القرطاسية لهذا العام كالسنوات السابقة، رغم التخفيضات التي شهدتها الأسواق على أسعار القرطاسية ومهرجانات العودة إلى المدارس، إلا أن الخوف من أن يكون التعليم أون لاين يضعف الإقبال عليها.
التباطؤ في الإقبال على شراء القرطاسية والخوف من تكدس البضاعة وعدم الإقبال عليها هي الأمور التي يخشاها أحمد التميمي صاحب إحدى المكتبات الذي أكد ضعف الحركة الشرائية، والعزوف عن شراء القرطاسية مقارنة بالسنوات السابقة.
"في مثل هذا الوقت من كل عام يكون نصف البضاعة قد تم بيعه"، وفق التميمي، في حين أنه ومنذ مطلع آب (أغسطس) الحالي لم يأت للمكتبة سوى شخص أو اثنين للاستفسار عن القرطاسية فقط من دون الشراء.
ويعزو التميمي ضعف الحركة الشرائية إلى عدم معرفة أولياء الأمور بمصير العام الدراسي الجديد، وهو ما أكده له العديد من مرتادي المحل الذي برروا رفضهم شراء القرطاسية لذلك السبب.
لا شيء يدل على عودة المدارس، فهذه الطرقات كانت تكتظ بطلبة المدارس وذويهم لشراء مستلزماتهم في مثل هذه الأوقات من السنة، لكنها لم تعد كما كانت، بحسب التميمي، لافتا إلى أن كل ما يتعلق بالمدارس من تجهيزات سواء كانت قرطاسية أو حقائب أو أزياء مدرسية متواجدة وبكثرة، لكن لا إقبال عليها، مرجعا ذلك إلى انتشار فيروس كورونا.
حالة الركود التي تعيشها أسواق بيع القرطاسية ومستلزمات المدرسة، تنذر بموسم اقتصادي صعب قد يتعرض له العاملون في هذا القطاع، وقد تتسبب بخسائر اقتصادية، وفق خبير علم الاجتماع الاقتصادي حسام عايش.
الحالة الوبائية غير المستقرة في الأردن جعلت المواطن حذرا في كل شيء، بما فيه الإقبال على شراء مستلزمات المدارس أو حتى التسجيل في المدارس، وفق عايش، رغم أن البعض توجه لشراء القرطاسية والتحضير للمدارس لرفع معنوية أبنائه، آملين عودتهم إلى المقاعد الدراسية في بداية أيلول (سبتمبر) المقبل.
ارتفاع عدد الحالات وتغيير الوضع الوبائي وربط لجنة الأوبئة العودة إلى المدارس بالوضع الوبائي، كلها أمور تثني العديد من الأسر عن التوجه إلى شراء القرطاسية والمستلزمات الدراسية، وهناك آخرون اتجهوا لتأجيل تسجيل أبنائهم للعام الدراسي الجديد في ظل تكرار سيناريوهات التعلم عن بعد.
إلى ذلك، يجد عايش أن شراء القرطاسية سواء كان التعليم مباشرا أو عن بعد لا بد منه، حتى ينتظم الطالب في العملية التعليمية في المنزل، ويكون على تماس مستمر بهذه العملية، بحيث لا يفقد الطالب الإحساس بضوابط العملية التعلمية.
ويقول عايش إن على أهالي الطلاب أن يوفروا ولو الحد الأدنى المعقول للطلاب، ما يرفع الروح المعنوية ويسهم بإيجاد نظام تعليمي فعلي.
"لاشك أن هناك قطاعات اقتصادية جديدة ستتضرر وكلما مر بنا الوقت واجهت قطاعات جديد تحديات اقتصادية جديدة في مواجهة كورونا"، وفق عايش؛ حيث يعد الشهر السابق للعام الدراسي والأسبوعان اللاحقان له موسم قطاع القرطاسية ومستلزمات المدرسة والزي.
ويردف عايش أن تزايد عدد الحالات وربط العام الدراسي بالحالة الوبائية سيلحق خسائر كبيرة بهذا القطاع وربما يدفع المحلات لأن تتوقف عن العمل، عدا عن الخسائر التي تمس موظفي هذا القطاع.
وعلى الدولة أن تعي أن هناك قطاعات لم يكن موسم نشاطها قد حان، ولم تكن قد تضررت، ولكن في الأيام المقبلة سيكون هناك مزيد من القطاعات التي ستتأثر بحسب مدى انتشار هذا الوباء.
يؤكد عايش "علينا أن نضع خطة للتعامل مع آثار هذا الوباء حتى نتمكن من الاحتفاظ بالعاملين، بما سيسمح بوجود عام دراسي فعلي بالنسبة للمدارس الحكومية والقطاع الخاص حتى لا ندخل بأزمة حقيقية كالعام الماضي وحتى لا تصبح العملية التدريسية فيها الكثير من الشد والجزر على صعيد الوباء والمعلمين والقطاع الخاص".
ويضيف أن عدم استقرار التعليم سيؤثر وبشكل كبير في ظل مواجهة أزمة كورونا على القطاعات التعليمية الحكومية والخاصة، وكذلك على الأهالي وقطاع القرطاسية، ما يعني أن الأمور ستصبح خارج السيطرة، إذا لم يكن هناك استراتيجية يسمح للجميع التعامل مع أي حالة مستجدة، وأن يصبح الفرد على علم بكيفية التصرف والتعاطي مع كل حالة على حدة، كأن يكون لدينا ما يماثل المصفوفة التي تتعلق بالعام الدراسي.