عدم المساواة بين الجنسين في بيئة العمل

مجد رضوان عجلوني

تحقيق المساواة في بيئة العمل بين الجنسين ليس أمرا مهما فحسب بل هو الأمر الصواب الذي يجب على جميع أرباب العمل، العمل على الوصول إليه، وذلك لما له من آثار إيجابية ومنافع على استمرارية العمل وزيادة كفاءة إنجاز المهام المطلوبة من قبل الموظفين، ما سيؤدي إلى تحقيق الأهداف المؤسسية التي ترغب المؤسسة بتحقيقها وبطريقة أكثر فعالية وكفاءة واستمرارية.
لطالما كان هنالك العديد من الجهود المبذولة على مستوى عالمي للحد من ممارسات عدم المساواة المطبقة في بيئات العمل، ولكن ما يزال هنالك فروقات على مستوى الأجور المدفوعة للموظفين الإناث مقارنة بأجور أعلى تدفع للموظفين الذكور وما يزال الوجود النسائي غير كاف في المناصب القيادية والإدارات العليا على مستوى العالم.
حسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2020، فإن الأردن يحتل المرتبة 138 من ضمن 153 دولة عالميا بما يخص المساواة بين الجنسين حيث يحتل جانب «الفرص والمشاركة الاقتصادية» بالإضافة إلى «التمكين السياسي» النسب الأقل من حيث المساواة بين الجنسين. علما بأن المعدل العام للأردن في المؤشر الخاص بالمشاركة في سوق العمل هو 22.4 % مقارنة مع المعدل العالمي وهو 66.1 % (وذلك بنسبة مشاركة 67.4 % من الرجال في سوق العمل و15.1 % من النساء في سوق العمل). كما وتحتل الأردن المرتبة 64 عالميا من ناحية المساواة في الأجور وعدم التمييز في الأجور بين الجنسين حيث حقق الأردن ما نسبته 67.6 % من إنجاز المؤشر مقارنة مع 61.3 % كمعدل عالمي.
نسبة الاناث مقارنة مع الذكور تبلغ في الأردن 50.61 % أي أكثر بقليل من منتصف المجتمع مقارنة مع نسبة 2.4 % من المؤسسات تتم إدارتها من قبل النساء فقط مما يجعل النسبة قليلة جدا. ومما يثير التساؤل عن سبب تدني هذه النسبة في مجتمع أكثر من نصفه من النساء.
في وقت تتغير فيه ديمغرافية العالم حاليا من المهم العمل على التقليل من عدم المساواة بين الجنسين في بيئة العمل والذي تم التركيز عليه في أهداف التنمية المستدامة كأحد أهم الأهداف التي من الواجب العمل عليها بحلول 2030. حيث ان المساواة بين الجنسين هي واجب أخلاقي بالاضافة إلى كونها أولوية عمل.
من ناحية أخرى ما تزال النساء يُعانين من التمييز في بيئة العمل وفي الكثير من الأحيان تتعرض للتعنيف بمختلف انواعه سواء كان جسديا ام لفظيا في بيئة العمل، فحسب بعض الدراسات العالمية التي تم عملها العام 2019 فإن 23 % من النساء على مستوى العالم قد تعرضن/ يتعرضن للتحرش الجنسي بمختلف مستوياته وأنواعه، وما نسبته 8 % فقط منهن قمن بالتبليغ عن الاساءة بالتعرض للتحرش، كما ويتعرض ما نسبته 43 % من الامهات العاملات خلال إجازة الأمومة. بالاضافة إلى ان نسبة النساء الحاصلات على مسمى وظيفي كمدير عام ومدير تنفيذي بأقوى وأكبر خمسين مؤسسة على مستوى العالم لا تتجاوز 5 %.
جميع ما ذكر أعلاه يعتبر دليلا على عدم المساواة بين الجنسين في بيئة العمل سواء كان ذلك بقصد ووعي مجتمعي أم لا. وهذا لا يعتبر إشارة أو رمزاً لعدم قلة الاحترام فحسب بل هو ممثل أساسي في عدم المساواة.
ان المساواة في بيئة العمل بين النساء والرجال تعود بالنفع على الجميع. وقد أظهرت الابحاث بأنه كلما كانت المؤسسات أكثر مساواة بين الجنسين في بيئة العمل كان هذا أفضل لجميع الموظفين ذكورا وإناثا.

اضافة اعلان