"كورونا".. ما مصير ملايين المطاعيم المخزنة؟

مواطن أثناء حصوله على مطعوم كورونا - (تصوير: أمير خليفة)
مواطن أثناء حصوله على مطعوم كورونا - (تصوير: أمير خليفة)

محمود الطراونة

فيما تعاقدت الحكومة على شراء 17.5 مليون جرعة من لقاح كوفيد 19 كان يتعين استخدامها بحلول نهاية هذا العام، كشفت تصريحات لمستشار رئيس الوزراء لشؤون الاوبئة مسؤول ملف كورونا الدكتور عادل البلبيسي ان كميات كبيرة منها ينبغي اتلافها الشهر الحالي، وغالبيتها من لقاح (فايزر)، في حين يثور سؤال حول مصير المخزون المتبقي من اللقاحات اذا أعلنت وزارة الصحة ان مجموع عدد الجرعات الثلاث المعطاة لم يصل إلى 10 ملايين جرعة.

اضافة اعلان


وكانت الحكومة أعلنت على لسان البلبيسي سابقا انها تعاقدت على شراء 17.5 مليون جُرعة لقاح في العامين 2020 و2021، وأنها استخدمت قرابة 10 ملايين منها لتطعيم السكان.


وبعملية جمع بسيطة، يصل عدد الجُرعات التي اشتراها الأردن إلى حوالي 17.5 مليون جُرعة، لِسكان يبلغ عددهم 11 مليون نسمة فقط، وبنسبة متلقين للمطعوم لم تزد على 55 %.


وبعد مضي العام الثالث على اندلاع الجائحة، أصبح لدى الأردن فائض من جرعات كوفيد 19 غير المُستخدمة، غير أن وزارة الصحة لم تُعلن عن كيفية التعامل معها وتَقييم الاحتياجات الدقيقة للسكان.


ويدخل عدم الإفصاح عن مصير المطاعيم غيابا للشفافية في عملية صُنع القرار، وهو أمر مثير للقَلق ينذر بهدر كبير في الجرعات، كما لا يُعرف شيء بشأن شروط العقود التي تم التفاوض عليها مع الشركات المَصَنِّعة.


فالأردن، وفقا لتصريحات رسمية تعاقد على شراء 17.5 مليون جرعة، منها 8.5 مليون جرعة من لقاح فايزر-بيونتك، و3 ملايين جرعة من لقاح سينوفارم، ومليونا جرعة من لقاح سبوتنك، ومليونا جرعة من لقاح أسترازينيكا.


ووفقا لمصدر مطلع فإن فترة الصلاحية لأغلب اللقاحات هي 6 أشهر، ما عدا سينوفارم الذي قد يكون صالحا لعامين.
ووصلت حصيلة الجرعات المعطاة في الأردن منذ بدء برنامج التطعيم إلى نحو 9 ملايين جرعة، مقسمة على ثلاث جرعات لم يتجاوز متلقوها 700 ألف نسمة.


"الغد" بدورها، حاولت الاتصال بمستشار رئيس الوزراء لشؤون الأوبئة عادل البلبيسي وأمين عام وزارة الصحة للأمراض السارية والأوبئة رائد الشبول للحصول على معلومات أو تعليق حول الإجراءات المتعلقة بالمطاعيم، الا انهما لم يجيبا رغم الاتصالات المتكررة معها.


وكان كشف مستشار رئاسة الوزراء لشؤون الأوبئة والأمراض السارية الدكتور عادل البلبيسي أن غالبية مطاعيم كورونا المتوافرة في وزارة الصحة سيحل تاريخ انتهائها مع نهاية العام الحالي.


وأشار البلبيسي إلى عدم الحاجة لشراء مطاعيم في الوقت الحالي، لافتا إلى أن مدة الصلاحية تختلف من رقم "تشغيلة" لأخرى، وما سينتهي نهاية العام الحالي هي تشغيلة مطاعيم فايزر، فيما تستمر صلاحية المطعوم الصيني سينوفارم حتى نهاية شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام المقبل 2023.


وبين ان المطاعيم التي تنتهي تتلف وفق آليات وبرامج لدى وزارة الصحة، ومنها الحرق، مشيرا الى انه حتى نصل نهاية العام ربما يكون هناك اقبال على المطاعيم وتستعمل قبل انتهاء مدة صلاحيتها.


وجدد دعوته للمواطنين إلى الإقبال على تلقي المطاعيم التي من شأنها الحماية من الإصابة بالفيروس أو التخفيف من أعراضه.


وكانت الحكومة سعت الى شمول ما لا يقل عن 70 % من السكان بالمطاعيم، خلال المرحلة الماضية، متجاوزة حالة "العزوف" عن التسجيل للمطعوم في المملكة التي يقطنها نحو 11 مليون شخص.


ونشأ تردد لدى الناس في أخذ المطاعيم، ولوحظ ذلك في بداية منح اللقاحات في العالم كله، غير أن موثوقية اللقاحات عالجت ضعف نسب الاقبال على التسجيل، وكان ذلك من خلال فتح صالات رياضية كمراكز رئيسية للتطعيم، وعدم لجوء الحكومة إلى إجبار السكان على تلقي المطعوم.


وكانت الحكومة حرصت على منح اللقاح في المرحلة الأولى إلى اللاجئين السوريين والعراقيين، وأطلقت حملات مكثفة عبر وسائل الإعلام حثت فيها السكان على تلقي المطعوم.

اقرأ المزيد :