في اليوم العالمي للصحافة.. حاكموا إسرائيل على جرائمها بحق الإعلام

احتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من أيار (مايو) من كل عام، وحددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، لتذكير الحكومات بضرورة احترامها الصحافة، وقد جاء الاحتفال على وقع تحيز سواد الإعلام الغربي للقتل الذي تمارسه آلة القتل الإسرائيلية بحق أطفال ونساء ورجال فلسطين، وبالتحديد في قطاع غزة، الذي مارس عليه قادة الاحتلال شتى أنواع القتل، وقصفت الطائرات، ومارس الإعلام الغربي في ظرف الأشهر السبعة من الحرب على القطاع  شتى أنواع التدليس والكذب والنفاق وتغيير الحقائق، وانحاز بشكل فاضح لكل الروايات الإسرائيلية، ومارس تنمرا على ضيوفه الذين عبروا عن موقف رافض للقتل، لدرجة أن بعضهم طرد أثناء المقابلة.

اضافة اعلان


لذلك، ولأننا رأينا كل شيء بأمّ العين، وشاهدنا تساقط كل الشعارات التي كان يتحدث بها الغربيون حول مهنية الإعلام وعدم الانحياز والرأي والرأي الآخر، والشفافية والمصداقية، فإننا بتنا أكثر قوة للقول إننا لا نريد منكم مزيدا من المحاضرات عندنا حول حرية الإعلام والتغطية وغيرها، فقد سقطت كل الأكاذيب، فغزة وضعت حدا لكم يا من أشبعتمونا تنظيرا، وضغطتم علينا لتقبل الآخر واستضافته على شاشاتنا العربية وترك مساحة له لممارسة أكاذيبه، فوقع البعض في فخكم سواء عن قصد أو غير قصد.


غزة أسقطت تدليس مؤسسات إعلامية عالمية عملاقة، كانت بالنسبة للبعض مضربا للمثل في حرية الإعلام، ولكن تلك المؤسسات وضعت بين ليلة وضحاها كل ما كانت تقوله خلف ظهرها، وانحازت لرؤية نازية إسرائيل وبررتها، وغيبت جرائمها وعدوانها على قطاع غزة، وما تقوم به آلة القتل الصهيونية من حرق للمستشفيات والمساجد والكنائس والمقابر الجماعية وهدم المدارس، والقصف العشوائي للمباني والأحياء، واستهداف الصحفيين، وقتل الأطفال، ووحشية المستعمرين والمستوطنين.


كل ذاك غاب عن صفحات سواد إعلام الغرب، ولم يظهر إلا ما تقوله إسرائيل وتبريراتها، والأنكى أن أولئك المنحازون ما زالوا يحاولون بيع بضاعتهم الفاسدة لنا، وإقناعنا برؤيتهم وحيادية إعلامهم معتقدين أننا ساذجون نصدقهم، ولم نر حقيقتهم في دعم إسرائيل والاحتلال، وليس هذا فحسب بل بعضهم وصلت به الصلافة لرفض الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بالاستقلال والحرية، على قاعدة إن لم تخجل فافعل ما شئت.


ولأن السحر ينقلب على الساحر في أوقات مختلفة، ولأن حجم القتل والإبادة كان فوق الوصف ومن الصعب إخفاؤه حتى لو غاب عن صفحات صحف الغرب وقنواته التلفزيونية، فإن شعوبا غربية كثيرة باتوا يعرفون أن إعلامهم لا يقول الحقيقة، فبتنا نرى في شوارع برلين، ولندن، وباريس، ونيويورك، وبروكسل، وأمستردام وسيدني، وغيرها حركات تمرد وانحلال من الرؤية التي تريد الحكومات الغربية زرعها في عقول مواطنيها، وما تحركات طلاب وأساتذة الجامعات الأميركية عنا ببعيد.


ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن الإعلان عن احترم حرية الصحافة جاء ضمنه إعلان أممي نص على ضمان بيئة إعلامية حرة وآمنة للصحفيين، وتقييم حال الصحافة في العالم، وتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير، والتذكير بالعديد من الصحفيين الذين واجهوا الموت والقتل أو السجن في سبيل القيام بمهماتهم في تزويد وسائل الإعلام بالأخبار اليومية، وهنا لا بد من ملاحظة أن منظمات مختلفة تعنى بحرية الإعلام ومنها منظمة «مراسلون بلا حدود» لاحظت تزايد الضغوط على الصحافة في العالم، وأن ممارسة مهنة الصحافة سيئة في ثلاثة أرباع دول العالم، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل ما يقرب من 110 صحفيين فلسطينيين خلال حربه على القطاع، إضافة لاستشهاد 35 ألف مواطن أعزل.


إن كشف جرائم الاحتلال بات مهمة الصحفيين الذين يرفضون مبدأ الانحياز، ولذا يتوجب إطلاق حملة عالمية توثق جرائم العدو الصهيوني ضد الأبرياء في قطاع غزة وجميع الأراضي الفلسطينية ونشرها على وسـائـل إعلام محايدة، وتنفيذ حملة لمحاكمة العدو الصهيوني لاستهدافه المتعمد للصحفيين، واستشهاد العديد منهم في غزة ولبنان، أثناء تأديتهم لواجبهم في التغطية الصحفية لجرائم العدو، ورفع قضية الصحفيين المعتقلين والمختطفين وتسليط الضوء عليها، وتبني قضية حرية الصحافة، كقضية أساسية.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا