ما أسباب شعور المرء بالوحدة والضياع؟

الحياة بالنسبة للكثيرين تكون أحيانا بلا معنى او هدف- (ارشيفية)
الحياة بالنسبة للكثيرين تكون أحيانا بلا معنى او هدف- (ارشيفية)

علاء علي عبد

عمان- يجلس الإنسان مع نفسه في بعض الأحيان ويسرح بفكره، ترى ما الذي يجعل البعض يعيشون حياة منظمة، فهم يدركون من هم وما هي قدراتهم وإلى أين يتجهون، بينما يعيش البعض الآخر يعاني من مشاعر الوحدة والضياع؟اضافة اعلان
من السهل على المرء، بحسب موقع “LifeHack”، أن يعتقد بأن الآخرين يعيشون الحياة بشكلها الصحيح وبمعانيها الجميلة، وذلك طبقا لمظهرهم الخارجي الظاهر للناس، ولكن هذا الاعتقاد يبقى قائما إلى أن يجرب المرء يوما واحدا من حياة غيره، فعندها فقط سيدرك بأن الجميع يشعرون من وقت لآخر بمشاعر سلبية، وأفضل ما يمكننا أن نسميها أنها مشاعر الضياع.
يمكن القول إن مشاعر الضياع من الأمور التي لا مفر منها؛ حيث إنها تمر بالغني والفقير، بالسليم والمريض، بالذكر والأنثى. فالحياة بالنسبة للجميع ستكون في بعض الأحيان بلا معنى وبلا هدف، وهذا عائد لكوننا لم نولد ومعنا كتيب إرشادات “كيف نعيش الحياة؟”. لكن، فمن المؤسف أن معرفتنا بأن الشعور بالضياع يصيب الجميع بدون استثناء لا يعني تسهيل المرور بهذا الشعور. لكن مع زيادة قدرتنا على فهم طبيعة هذا الشعور سنتمكن من تجاوزه بأقل قدر من المعاناة.
فيما يلي سنستعرض عددا من أهم الأسباب التي تؤدي للشعور بالضياع واقتراحات لمعالجتها:
- من يشعر بالضياع يكون لديه تعريف مشوه عن نفسه: الأشخاص الذين يمرون بفترات يشعرون خلالها بالضياع يكونون بالغالب غير محبين لأنفسهم. فغالبا ما يحملون نظرة مشوهة عن أنفسهم تعيقهم عن رؤية قدراتهم ومهاراتهم الحقيقية. كما ويرفضون تقبل فكرة أن شخصيتهم مميزة وتحمل العديد من الصفات التي يتمناها غيرهم.
وفي المقابل، نجد بأن هؤلاء الأشخاص لا يركزون إلا على أنهم مجرد شخصيات ثانوية لا يأبه بها أحد، وأن كل ما يقومون به لا يستحق الاهتمام. عندما يصل المرء لهذه المرحلة من المشاعر، فإنه سيصاب بالإحباط الذي يقود للشعور بالضياع، لذا يجب على المرء أن يعود نفسه أن يراها بشكلها الصحيح، وأن يدرك بأنه شخص مميز في هذا الكون الواسع، حتى لو كان يحمل صفات تجعله يختلف عن الآخرين كأن يكون مصابا بمرض ما أو ما شابه فهذا لا يعني أنه ليس شخصا جديرا بالاهتمام والتقدير. تأكد بأن صفات الإيجابية والسلبية ما هي إلا مزيج خاص لتكوين شخصيتك المميزة، لذا تعلم أن تحب صفاتك وتسعى لتحسين السيئ منها ولكن لا تظلم نفسك وتغمض عينيك عن الجيد منها.
- يحاول من يشعر بالضياع أن يكون حسب توقعات الآخرين عنه: يعيش المرء الذي يشعر بالضياع محاولا تطبيق ما يراه الآخرون مناسبا له. لذا تجده يشكل حياته بناء على رؤية جاهزة حصل عليها من والديه وأساتذته أو حتى من خلال وسائل الاعلام التي يتابعها. وعندما يحاول تطبيق تلك الرؤية، فإنه غالبا سيفشل كونها رؤية مهما كانت دقيقة فهي قاصرة على انطباع الآخرين عنه بينما حقيقته يمكن أن تكون مختلفة تماما.
وبسبب فشله في تطبيق تلك الرؤية، فإنه سيصاب بالإحباط الذي يشعره بالضياع وهو يتساءل “بما أن هذا هو النجاح الذي تعلمت أنه الأنسب لي.. لماذا لم أتمكن من تحقيقه؟ ترى ما الذي يدعوك لأن تعيش طبقا لوجهة نظر غيرك؟ فهذا الأسلوب سيجعلك تدور في حلقة مفرغة وتفشل في نهايتها، لذا حاول أن تعيش بناء على أفكارك ومعتقداتك وقدراتك التي لا يمكن لأحد أن يعرفها أكثر منك. أيضا عليك أن تتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين، يمكنك أن تأخذ التشجيع منهم ولكن لا تحاول تقليدهم، فضلا عن هذا لا تسمح لأي شخص أن يفرض انطباعاته عليك، فأنت شخص بالغ ناضج تستطيع أن تختار طريقك بدون مساعدة أحد.
- من يشعر بالضياع يحمل بداخله مخاوف مبنية على تجاربه السابقة: يحمل المرء الذي يشعر بالضياع بداخله مخاوف مبنية على تجارب سابقة وهذه المخاوف غالبا ما تكون لاإرادية، فهو خائف من المستقبل، خائف على عائلته، خائف من الوحدة. ما يجب أن ندركه أن المستقبل شيء مجهول ولكن هذا لا يعني أن نقف مجمدين بانتظار ما يحمله لنا هذا المجهول، بل يجب أن نسعى ونحاول لأن يكون مستقبلنا بأفضل صورة ممكنة، واضعين نصب أعيننا أن الفشل لا يعني التوقف، فلا أحد يتمكن من النجاح بكل شيء في كل مرة، ولكن المهم عند السقوط هو الوقوف السريع وإكمال المشوار وعدم الاستسلام للسقوط والتفكير بأن المستقبل المجهول لا يحمل سوى المزيد من السقطات.