إنترنت الأشياء بعد اقتصادي خدمي

د. غازي الجبور

إنترنت الأشياء مفهوم يصف شبكة من الاجهزة المترابطة مع بعضها بعضا وتشمل هذه الادوات والمستشعرات والحساسات والسيارات والاجهزة المالية والطبية وخطوط الانتاج وأدوات الذكاء الاصطناعي، فكل شيء مرتبط بالإنترنت او أي شبكة معلومات هو جزء من إنترنت الاشياء بما في ذلك الانسان، وهناك من يذهب بهذا المفهوم أبعد الى انترنت كل شيء حيث نتوقع في المستقبل القريب ان يكون كل شيء مرتبط في الانترنت أو الشبكات، ولهذه التكنولوجيا الكثير من الاستخدامات، في المجالات الاقتصادية والمالية مثل ايداع وسحب وتحويل النقود، والخدمية، فمثلا في المدن الذكية تستخدم في خدمات المياه والكهرباء وادارة النفايات، وفي تجارة التجزئة تستخدم في الدفع الالكتروني ومتابعة خدمات البيع، كما انها تستخدم في الطاقة في ادارة شبكات توزيع الطاقة لإدارة الشبكات وتقليل الكلف، وضياع الطاقة وزيادة اعتمادية الشبكات وزيادة اقتصادية الشبكات، اما في البعد الصناعي فإن هذه التكنولوجيا تستخدم لزياده كفاءة التصنيع ومراقبة وأئتمتة خطوط الانتاج، اما بالنسبة للخدمات الصحية فهناك الكثير من الاستخدامات، في التصوير الطبي والاستشارات الفيديوية عن بعد، ومراقبة المؤشرات الحيوية للمرضى عن بعد وغيرها، وتستخدم هذه التنكولوجيا في الزراعة الذكية من خلال استخدام المجسات في الري بالتنقيط وقياس عناصرالتربة وشبكات توزيع المياه ومراقبة صحة المحاصيل الزراعية بأنواعها، كما يستخدم انترنت الاشياء في سلاسل التزويد لتتبع البضائع، وهناك استخدام يومي في النقل بما في ذلك استخدام اجهزة الخلوي لمراقبة السير، واختيار المسارات الاقل وقتا، وكذلك تحليل المعلومات وتحديد ساعة الذروة، وتقليل استخدام السيارات للطرق الاكثر ازدحاما والتي تستغرق وقتا اكثر للوصول.اضافة اعلان
ذكرت احصائيات IOT Analytics بأن نسب استخدامات انترنت الاشياء في القطاعات هي 22 % في الصناعة تلاها قطاع النقل
15 % ثم قطاع الطاقة 14 % وقطاع اسواق التجزئة 12 % وفي المدن الذكية 12 % والخدمات الصحية
9 %وسلاسل التزويد 7 % والزراعة الذكية 4 %، وبينت احصائيات Machina Research ان حجم استخدامات انترنت الاشياء المالي في اميركا اللاتينية بلغت 750 مليون جهاز وتمثل هذه النسبة
4 % من استخدامات العالم، وتشكل عوائدها اكثر من 6 % من العوائد العالمية من انترنت الاشياء. وفي الجانب الآخر من العالم أولت الصين انترنت الاشياء اهتماما بالغا حيث قامت الصين بتبني استراتيجية وطنية لانترنت الاشياء في الاعوام 2011-2015 واظهر تقرير لمؤسسة البيات الدولية أنه من المتوقع أن يصل انفاق الصين على انترنت الاشياء ما يقارب 300 مليار دولار اميركي بحلول 2024، وبلغت نسبة انفاق الصين من الانفاق العالمي 26.7 % تلتها الولايات المتحدة
23.8 %، ثم اوروبا 23.4 %.
تنبأت شركة جنرال الكتريك General Electric بأن انترنت الاشياء يمكن ان يضيف 15 ترليون دولار للاقتصاد العالمي بحلول 2030، وأيدت ذلك مؤسسةAccenture حيث توقعت ان انترنت الاشياء من المتوقع ان يضيف 14.2 ترليون دولار للاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، وكذلك ذكرت الرابطة الدولية للمشغلين (GSMA) أن انترنت الاشياء يمكن ان يوفر للصين 20 مليار دولار عند استخدامه في مجالات النقل، بينما يمكن ان يوفر93 مليار يورو في الاتحاد الاوروبي عند استخدامه في مجالات الخدمات الصحية، كما يساعد انترت الاشياء 180 مليون طالب في البلدان الفقيرة للبقاء في المدارس على مستوى العالم وتحافظ على حياة مليون شخص في الصحارى الافريقية.
تتوفر هذه التكنولوجيا من خلال انظمة الاتصالات المتنقلة كخدمات فرعية، او من خلال منظومات متخصصة بإنترنت الاشياء اما كشبكات عامة تقدم خدماتها لمن يطلبها او كشبكات خاصة تخدم مؤسسة او شركة بعينها، وهنالك حاليا في الاردن أكثر من أربع شبكات ولا بد من استغلال هذه التكنولوجيا في كافة الفرعيات والمحاور الاقتصادية والخدمية، وسوف تكون فوائدها كثيرة منها زيادة الانتاجية وتقليل الازدحامات المرورية وتقليل ومراقبة التلوث وتوفير الكلف على المواطنين والمؤسسات وتحسين الخدمات الصحية والمعيشية وغيرها الكثير.