الشعارات الانتخابية.. لا جديد!

قرأت عن حملة ينظمها نشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لاختيار أسوأ الشعارات الانتخابية للمرشحين، والتي اكتظت بها الأرصفة والميادين (الدوارات) والجدران والأعمدة. اضافة اعلان
ومن مراقبتي للعديد من الشعارات المنتشرة في الشوارع، أعتقد أن النشطاء سيواجهون صعوبة في اختيار أسوأ الشعارات، لأن كثيرا منها سيئ، كونه لا يعبر حقيقة عن أهداف المرشحين، وطبيعة المرحلة السياسية، وما يريد الشعب من ممثليه في البرلمان.
فغالبية الشعارات المرفوعة ينقصها العمق، والبعد السياسي، والأهداف السياسية التي يريدها المجتمع الأردني؛ إذ هي شعارات عامة وفضفاضة، تهدف إلى كسب عاطفة الناخب وليس عقله. وهناك شعارات عديدة غير مفهومة وغامضة، وكأن المرشحين استخدموها فقط لإثارة الناخبين، وترك انطباعات لديهم، بغض النظر عما إذا كانت هذه الانطباعات سيئة أو جيدة. وهناك شعارات تثير الضحك والتندر، فهي طريفة، لكنها لا يمكن أن ترقى إلى أن تكون شعارات للمرشحين لمجلس النواب.
أعتقد أن كثيرا من الدعاية الانتخابية التي تضج بها شوارعنا وطرقنا وفضاؤنا، لا تؤثر كثيرا على الناخبين بل تنفرهم، لاسيما أنها لم تأت بجديد، ولأن بعضها غامض، وبعضها الآخر عام، وبعضها طريف، فلا تعبر عن مصالح وأهداف الناس.
ولا أعتقد أن هذه الدعاية ستدفع ناخبا للذهاب إلى صناديق الاقتراع في الثالث والعشرين من الشهر المقبل لانتخاب مرشح اقتنع الناخب به وبأهدافه من خلال دعايته في الشوارع.
من التعليقات التي نسمعها في الشارع، وعبر وسائل الإعلام المختلفة، وشبكات التواصل الاجتماعي، فإننا نجد أن على المرشحين بذل جهود كبيرة لإقناع الناخبين بصدق نواياهم، وقبل ذلك بقدرتهم السياسية، وتمكنهم من العمل تحت قبة البرلمان لصالح المواطن، تشريعيا ورقابيا.
بعد الأداء النيابي السلبي في المجالس النيابية السابقة، ومع وجود غالبية للمرشحين الذين شغلوا مقاعد نيابية في المجلسين الأخيرين، فإن الناخبين سيفكرون عشرات المرات قبل منح صوتهم لهذا المرشح أو ذاك.
ولكننا نشك أن تكون الشعارات والأهداف المطروحة الآن تساهم في تشجيع الناخبين على الذهاب إلى صناديق الاقتراع، ما يوجب على المرشحين، وخصوصا السياسيين والحزبيين منهم، إعادة النظر في خططهم الدعائية، وفي كيفية الوصول إلى عقول الناخبين. وقد لا تفيد هذه النصيحة الآن بسبب قرب موعد الانتخابات، ولأن مرشحين  كثرا لا أهداف سياسية لهم، وإنما هي أهداف ذاتية ومصلحية ومجتمعية. وهؤلاء لا يستطيعون بين ليلة وضحاها تغيير جلودهم. ولكنهم، وإن لن يتغيروا، فسيحظون بفرصة كبيرة للفوز لأسباب يعرفها الجميع.