تصرف سيئ وإنجاز تاريخي!

كان يوم أول من أمس، حافلا بالنسبة لـ"النجم" البرتغالي كريستيانو رونالدو، فقد اصطادته عدسات المصورين وهو يلقي بـ"ميكرفون" أحد الصحفيين البرتغاليين في ماء البحيرة، حين كان يمشي برفقة عدد من اللاعبين قبل مباراة منتخب بلاده أمام المجر، في الجولة الأخيرة من الدور الأول لـ"يورو فرنسا 2016".اضافة اعلان
هذا التصرف المشين من قبل رونالدو، زاد من إحساس الصحفيين والجماهير على حد سواء، بأن لاعب ريال مدريد الإسباني يعاني من مشكلة في كيفية الحصول على محبة الآخرين، وتغيير نظرتهم السلبية له، ما يدعوهم لتفضيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عليه، عندما يتعلق الأمر تحديدا بكيفية التعاطي مع الآخرين، وهو ما أكده المدافع الايسلندي كاري ارناسون حين رد على "عجرفة" رونالدو ورفضه مصافحة لاعبي المنتخب الايسلندي بعد التعادل مع البرتغال 1-1: "إنه لاعب مذهل، لكنه إنسان غير لبق.. الطريقة التي يتصرف بها رونالدو تفسر السبب الذي يجعل غريمه ليونيل ميسي محبوبا أكثر منه".
بالطبع هناك مواقف إيجابية كثيرة لرونالدو لا يمكن التغاضي عنها، فهو استجاب لرغبة متفرج في التقاط "صورة سيلفي" بعد المباراة أمام ايسلندا رغم أنه كان محبطا، وغيرها من المحطات المضيئة التي تغطي على بعض من عيوبه.
أول من أمس، كان رونالدو يدون اسمه في التاريخ من جوانب عدة، فهو أكثر اللاعبين خوضا للمباريات في نهائيات كأس الأمم الأوروبية "17 مباراة"، وأول لاعب والوحيد الذي سجل أهدافا في أربعة نهائيات متتالية، كذلك فهو أفضل هداف في تاريخ البرتغال؛ إذ رفع رصيده الى 60 هدفا.
يبدو أن الصراع بين ميسي ورونالدو مستمر وإن كان خارج الملاعب الاسبانية هذه المرة، ذلك أن كلا منهما يسارع الى تحطيم الأرقام القياسية مع منتخب بلاده، فميسي تجاوز رقم زميله السابق باتيستوتا بعدد الأهداف المسجلة مع المنتخب الأرجنتيني بل وأصبح الهداف التاريخي لمنتخب بلاده برصيد 55 هدفا، ويتشوق لخوض المباراة النهائية لكأس كوبا أميركا فجر الاثنين المقبل، طامحا إلى اعتلاء منصة التتويج وحمل الكأس والمساهمة في تحقيق إنجاز على صعيد المنتخب.
وفي المقابل، يبدو رونالدو سعيدا وقد نجح أخيرا في إثبات حضوره في "يورو فرنسا 2016"، عندما قاد البرتغال الى دور الستة عشر وأخرجها من "عنق الزجاجة"، كأحد أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث برصيد ثلاث نقاط إثر ثلاث حالات تعادل.
المواجهة المقبلة للبرتغال ستكون أمام كرواتيا يوم غد، وسيجد رونالدو نفسه مطالبا بتجاوز ما جرى سلبا وإيجابا، في سبيل التفوق على زميله في الريال لوكا مودريتش وغريمه في البرشا راكيديتش، فهل يفلح في ذلك وتواصل البرتغال مسيرتها، أم يتوقف رونالدو عند ذلك الحد؟.. أعتقد أن الكثيرين ربما يساندون كرواتيا امتعاضا من تصرفات رونالدو و"نكاية" به