تصعيد خطير.. الاحتلال يسمح للمستوطنين "بمسيرة الأعلام"

قوات الاحتلال خلال اقتحامها باحات المسجد الأقصى-(ارشيفية)
قوات الاحتلال خلال اقتحامها باحات المسجد الأقصى-(ارشيفية)

نادية سعدالدين

عمان- في تصعيد يزيد حالة التوتر والغليان في القدس المحتلة؛ سمحت حكومة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين المتطرفين بإقامة ما يسمى "مسيرة الإعلام" ومرورها عبر منطقة باب العمود في مدينة القدس، وذلك يوم 29 من الشهر الحالي، وسط تنديد فلسطيني واسّع.اضافة اعلان
وقرر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، "عومر بارليف"، أمس، السماح لمسيرة "استفزازية ينظمها مستوطنون متطرفون بالمرور من منطقة باب العامود بمدينة القدس المحتلة، بما يشكل عملاً عدوانياً"، وفق وزارة الخارجية الفلسطينية.
وبحسب المواقع الإسرائيلية، فإن قرار "بارليف" جاء بمشاركة قائد شرطة الاحتلال، وقبول توصيته بإقامة "مسيرة الأعلام" عبر باب العامود ومنها إلى داخل أسوار البلدة القديمة بالقدس المحتلة نحو حائط البراق، بالمسجد الأقصى المبارك.
وأدانت الخارجية الفلسطينية، في تصريح لها قرار الاحتلال؛ الذي يمثل، بحسبها، امتداداً لحملات التصعيد الإسرائيلية المتواصلة التي تهدد بجر ساحة الصراع نحو مزيد من الانفجارات التي تصعب السيطرة عليها.
وأضافت أن ما تقوم به حكومة الاحتلال يندرج في إطار عمليات تهويد القدس وتكريس ضمّها، ومحاولة إلغاء أي مظهر من مظاهر الوجود الفلسطيني فيها، وهو تحد سافر لمواقف الدول وإداناتها سياسة الاحتلال في القدس، حسب ما جاء في تصريحها.
كما حملت السلطات الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية المباشرة عن هذا القرار التصعيدي، وحذّرت من مخاطره على الأوضاع برمتها، مطالبة المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بسرعة التدخل لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني عامة، والقدس وسكانها ومقدساتها خاصة، وتدعوها لوقف سياسة الكيل بمكيالين.
ومهّد المستوطنون لخطوتهم الاستفزازية باقتحامات جماعية أمس للمسجد الأقصى المبارك، من جهة "باب المغاربة"، بقيادة عضو "الكنيست" الإسرائيلي، "موشيه فجلن"، وسط تواجد لعدد من الحاخامات الذين تولوا تقديم روايات عن الهيكل المزعوم.
وأفادت الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، بأن المستوطنين أدوا طقوساً تلمودية ونفذوا جولات استفزازية في باحات المسجد الأقصى، تزامنا مع ما يسمى عيد "الشعلة" اليهودي المزعوم.
من جانبه؛ حذر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين من التهديدات العنصرية العدوانية المتواصلة ضد المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، مندداً بجرائم الاحتلال المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وحذر المجلس من عواقب تصعيد عدوان سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين، عبر القتل وارتكاب الجرائم بحق جثامين الشهداء وجنازاتهم، والاعتداء على المقابر، بما يتعارض مع الشرائع والقوانين والأعراف الدولية.
ودعا المجلس العالم للنظر إلى القضية الفلسطينية بعدالة، والتوقف عن الكيل بمكيالين، وضرورة إنهاء احتلال، المستمر منذ 74 عاماً.
وتوقف عند خطورة قرار سلطات الاحتلال تنفيذ مشروع "القطار الهوائي- التلفريك"، الذي يسهم في تسهيل وصول المستوطنين المتطرفين للبلدة القديمة وساحة البراق، وتكثيف الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك.
واعتبر أن هذا المشروع من أخطر المشاريع التهويدية في مدينة القدس، بسبب استهدافه المساس بمعالمها العربية والإسلامية، وطمس الإرث المعماري والحضاري التاريخي العريق للمدينة المقدسة، داعياً العالمين العربي والإسلامي إلى الضغط على الاحتلال لإيقاف هذا المشروع الجائر.
وبالمثل؛ قالت حركة حماس إنَّ دعوة رئيس منظمة "لاهافا" الاسرائيلية للمستوطنين بهدم قبَّة الصخرة المشرَّفة وبناء هيكلهم المزعوم، في يوم ما يُسمّى "توحيد القدس" في التاسع والعشرين من أيار الحالي، تعدُّ استفزازاً مباشراً لمشاعر الشعب الفلسطيني وتصعيداً خطيرا.ً
وحمّلت حماس، في تصريح لها، "الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياته، فنارُ اللّهب التي تعبث بها هذه الجماعات المتطرّفة، سترتدّ على قادة الاحتلال وحكومته، وتَحْمِل في طيّاتها نذر سقوطهم وزوال كيانهم."
ودعت جماهير الشعب الفلسطيني إلى الحشد والرّباط وشدّ الرّحال إلى الأقصى المبارك، والتصدّي بكل قوّة، وتصعيد المواجهة ضدّ الاحتلال ومخططاته التهويدية الخطيرة.
وطالبت الامة العربية والاسلامية، قادة ومنظماتٍ وشعوباً، إلى تحمّل مسؤولياتها التاريخية في حماية الأقصى، والتحرّك الجاد لمنع استباحته، كما طالبت المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته بتجريم ومنع تلك الاقتحامات التي سيكون لها تداعيات خطيرة على عموم المنطقة.
من جانبه، قال قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، إن "دعوات الجماعات المتطرفة لهدم مصلى قبة الصخرة المشرفة في المسجد الأقصى المبارك واقتحامه في نهاية الشهر الجاري هي بمثابة إعلان حرب على العالم الإسلامي ومساس بعقيدة الإسلام وانتهاك سافر للقانون الدولي، بما يقود إلى إشعال المنطقة والعالم بأسره."
وأضاف الهباش أن الشعب الفلسطيني سوف يستمر في الدفاع عن الأقصى والقدس، داعياً المسلمين في جميع أنحاء العالم للدفاع عن المسجد والوقوف مع الفلسطينيين ضد عدوان الاحتلال، مثلما طالب المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بلجم الاحتلال ومستوطنيه.
وفي الأثناء؛ شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي امس حملة اعتقالات واسعة بمناطق متفرقة بالضفة الغربية، فيما كثفت من تواجدها العسكري في قرى بمحيط جنين.
واقتحمت قوات الاحتلال قريتي الطيبة وزبوبا، بالضفة الغربية، وداهمت منازل فلسطينية عدة، وقامت بتفتيشها وتخريب محتوياتها وكثفت من تواجدها العسكري جنوب وغرب جنين، تخلله إطلاق قنابل الغاز باتجاه منازل الفلسطيني.
كما تواصلت حملات الاعتقال الواسعة للاحتلال في مدن الضفة الغربية المحتلة، والتي طالت عدداً من الفلسطينيين، من القدس المحتلة ورام الله وبلدة العبيدية، شرق بيت لحم، ومدينة نابلس، تخللها مداهمات وعملية تخريب لممتلكات الفلسطينيين ومنازلهم.