"داعش" يسعى لاستدراج الجيش المصري إلى ليبيا

مصريات يبكين في قرية العور بالمنيا، أقاربهن الذين بث تنظيم داعش فيديو ذبحهم في ليبيا أول من أمس.-(رويترز)
مصريات يبكين في قرية العور بالمنيا، أقاربهن الذين بث تنظيم داعش فيديو ذبحهم في ليبيا أول من أمس.-(رويترز)

سليمان قبيلات

عمّان- أرفقت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، رفضها للإلحاح الإيطالي على التدخل العسكري في البلاد، بتوضيح أكدت فيه أن هناك تنسيقا يجري مع الحكومة المصرية لمكافحة الإرهاب، الذي قضى ضحيته 21 مصريا بث تنظيم داعش فيديو ذبحهم الليلة قبل الماضية، ما استدعى قصفا جويا مصريا لمواقع التنظيم المتطرف.اضافة اعلان
واعتبرت جريمة القتل الوحشية للمصريين الأقباط في ليبيا، مسعى من التنظيم، لاستدراج الجيش المصري الى بلد الرمال الواسعة، حيث تريد وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي، أن تتولى بلادها سريعا قيادة ائتلاف يضم دولا أوروبية ومن شمال افريقيا للتصدي لتقدم المتطرفين.
ويعتقد مراقبون أن الحديث الايطالي عن التدخل العسكري في ليبيا لا بد وان يجد آذانا صاغية في عواصم اقليمية، في شمال أفريقيا وأوروبا، "لوقف تقدم المتطرفين الذين باتوا على مسافة 350 كلم من سواحلنا".
ويرى مراقبون أن هدف تنظيم داعش في استدراج الجيش المصري إلى مواجهات داخل ليبيا، مرتبط بتخفيف الضغط على فرع التنظيم في سيناء الذي يخوض مواجهات عنيفة مع الجيش المصري.
وبينما يحذر خبراء عسكريون، من مغبّة تدخّل مصر عسكرياً في ليبيا، باعتبار أنّ ذلك "سيخلق حالة عداء شعبي ليبي"، يرى آخرون أن التدخّل العسكري المصري سيكون من خلال القصف الجوي والعمليات الاستخباراتية فقط.
أمّا في روما، فتبدو مقاربة التدخل ملحّة، حسب الوزيرة بينوتي: "إذا أرسلنا إلى أفغانستان حتى خمسة آلاف جندي ففي بلد يعنينا عن قرب مثل ليبيا، حيث يثير التدهور الأمني قلقا أكبر لإيطاليا يمكن لمساهمتنا أن تكون كبيرة وثابتة". وأوضحت: "نبحث في الأمر منذ أشهر، لكن ذلك بات ملحا"، مؤكدة أن "أي قرار سيتخذ في البرلمان"، وأن وزير الخارجية باولو جنتيلوني "سيقدم الخميس معلومات وتقييمات".
مسؤول بارز في حكومة طبرق الليبية أكد، أن "مبدأ التدخل الخارجي في ليبيا مرفوض تماما". وحول ما إذا كانت القاهرة قد طلبت من حكومته التدخل عسكريا، على خلفية اختطاف مواطنين مصريين هناك، قال إن "الحكومتين لديهما تنسيق كامل في المواقف في محاربة الإرهاب. لكن مبدأ التدخل الخارجي مرفوض".
من جهة ثانية، أقرّ مسؤول مقرب من رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني بأن مدينة سرت باتت فعلا خارج سيطرة الدولة، وقال: "فعلا، هي أقرب لمصراتة، ويسيطر عليها أنصار الشر، الذين لبسوا ثوب داعش أخيرا". وأكد مسؤول ليبي آخر، أنه "لا هيمنة للحكومة الانتقالية على مدينة سرت كما هو الحال في مدينة درنة"، التي تعتبر المعقل الرئيس للجماعات المتطرفة في شرق البلاد. كما أعلن عن تشكيل قوة مشتركة لتأمين مدينة سرت وإرجاع المرافق والمؤسسات إلى شرعية الدولة الليبية، موضحا أنه قرر تشكيل غرفة عمليات لمتابعة الوضع الأمني والعسكري والتنسيق مع القوة المشتركة بعضوية وزارة الداخلية ورئاسة الأركان العامة للجيش الليبي وجهاز المخابرات الليبية والاستخبارات العسكرية.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حذر خلال لقائه رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، اواخر العام الماضي، من أنّ "خريطة الإرهاب في المنطقة تتزايد، وهو ما يحتاج إلى تعاون أكبر مع كل أصدقائنا الأوروبيين".
ويقول مراقبون إنّ "دخول أي جيش إلى الداخل الليبي، حيث يتصارع الكل مع الكل سيجعل هذا الجيش هدفاً لكلّ التنظيمات والجماعات".
ويعتبر الباحث في الحركات الإسلامية، صلاح حسن، أنّ "ليبيا باتت من أخطر نقاط تمدد تنظيم داعش، الذي انضوى تحت لوائه أنصار تنظيم القاعدة في ليبيا". وقال ان "التنظيمات المتطرفة في ليبيا باتت مركزاً للمقاتلين في شمال أفريقيا، عقب إغلاق الطريق أمامهم للانضمام إلى تنظيم داعش في العراق وسورية".
وفي نهاية الفيديو، وجه المسلح رسالة تهديد للغرب وتحديدا إيطاليا، قائلا "سنفتح روما بإذن الله".
وقدّر قائد سلاح الجو الليبي أمس، بنحو 50 شخصا على الاقل قتلوا في غارات شنتها طائرات حربية ليبية ومصرية على مواقع لتنظيم داعش في ليبيا بعد اعلان هذا التنظيم قطع رؤوس 21 مصريا قبطيا في ليبيا. وتعذر تاكيد الحصيلة التي اعلنها العميد صقر الجروشي لتلفزيون مصري، من مصدر مستقل.

[email protected]

sulimanalqbelat@