رشيد يوقع رواية "عائد إلى الحياة" في المكتبة الوطنية

المتحدثون في حفل توقيع رواية "عائد إلى الحياة" في المكتبة الوطنية أول من أمس -(من المصدر)
المتحدثون في حفل توقيع رواية "عائد إلى الحياة" في المكتبة الوطنية أول من أمس -(من المصدر)

عمان - الغد - ضمن برنامج "كتاب الأسبوع" في المكتبة الوطنية، وقع الكاتب د.فايز رشيد أول من أمس روايته "عائد إلى الحياة"، الصادرة مؤخرا عن دار الآداب لبنان.اضافة اعلان
وشارك في حفل توقيع الرواية التي تستعرض تجربة رشيد الشخصية في الإصابة بالسرطان، كل من الكاتب د.ماهر الصراف، والزميل حسين نشوان، والباحث عليان عليان.
وأكد رشيد أنه لا يريد فرض تجربته على الناس، لكنه يسجل حالة مرضية انسانية بإيجابياتها وسلبياتها، لربما تعود على المتلقي بالفائدة.
ورأى رشيد أن أي تجربة حياتية، وبشكل خاص مرضية، "تحمل بين ثناياها قيمة انسانية كبيرة، إضافة إلى أن التجربة انتهت بهزيمة المرض، كما أن مرضي ليس معزولا عن احداث حياتي التي سجلت اهمها في هذه الرواية".
من جانبه رأى د.ماهر الصراف أن المؤلف يتميز باسلوب "متميز وجميل اقرب الى السهل الممتنع، ما يجعل قراءته ممتعة، كما ان اسلوبه سردي بحت يجذب القارئ لإكمال القصة".
ولفت إلى أن رشيد يستخدم في بعض المواقف اللغة ليشرح المشاعر بدلا من ان يترك الموقف ليتحدث عن نفسه، خصوصا أن بعض الشروحات لم تكن تضيف الكثير إلى الحدث.
واعتبر الصراف أن خلل الجسد المفاجئ "لا يحطم فقط نفسية طبيب يعالج يوميا أناسا كثيرين، ولكنه يحطم ايضا اعصابا مناضلة على امتداد عقود طويلة نعرف جميعا انها سارت على خطوط تفصل بين الحياة والموت إذ يقول الكاتب "اجهشت ليلى بالبكاء في نوبة طويلة كان من الصعب إيقافها".
وبين الصراف، ان شفافية الكاتب وصدقه وعفويته نقلته تلقائيا الى سيرته الذاتية ومنها الى سيرة مجتمعه ووطنه وإلى واقع التطور الطبي في البلد والواقع العلاجي للأبنية والفقراء، كما أن الرواية تلامس الكثير من المشكلات المجتمعية في بلادنا بأسلوب جميل ينتقل بين الأحاسيس الخاصة والآراء العامة، وتظهر بنفس الوقت التعاضد الكبير بين افراد العائلة الواحدة، والاقرباء والاصدقاء التي لا نجدها في مجتمعات اخرى، وبرأيه ان من سلبيات القصة اقحام اخبار افراد العائلة بتفاصيل ليست ضرورية لأحداث القصة.
الزميل والفنان التشكيلي حسين نشوان تساءل حول الصنف الادبي الذي اتبعه المؤلف، "هل هو سيرة ذاتية أم مرضية، أم يوميات، ام رواية"، ما احالنا الى تعريف جورج لوكاش "الرواية هي منتج المجتمع البروجوازي، مجتمع المدينة وتعقيداتها، وأمراضها البيولوجية والاجتماعية".
ورأى نشوان أن الشكل ليس مهما لتحديد التصنيف لاعتبارين، أن جنس الرواية ما يزال محل نقاش، وأن الأساس في الرواية هو الصراع والزمن والمكان، والشخوص، لافتا إلى أن الرواية تتكون من عدد من الدوائر او الخطوط التي تتسع مدياتها على رقعة كبيرة من البلدان، ويتدخل الزمان من الطفولة الى الشباب فالكهولة، وحتى المستقبل المتخيل.
واعتبر نشوان ان وصف الواقعية للرواية ربما لا يكون كافيا، فهي ليست محتملة الوقوع، بل إن وقوعها يحتمل الخيال، أو انطوت على وقائع لم تكن حتى حدوثها اكثر من احتمالات تقع بين الشك والامنيات، وفي خط الصراع تتحول المواجهة من حالة شخصية الى حالة رمزية تستدعي العام والخاص وتتحول الرواية الى يوميات يكشف فيها المرض "الصراع" جملة من الصراعات والمقاومات.
ورأى نشوان أن سرد الرواية قد جاء بطريقة التداعي خلال بضع سنوات، تنامى فيها الحدث/ الصراع في خط مستقيم متشعب تتوالد الحكاية من الاخرى ليغدو التوالد نوعا من الترحيل/ التحويل الذي يثري النص ويقارب بين المعارف الادبية والعلمية ليكشف سر الحياة ومقدرة الانسان التي تتلخص في الارادة. واضاف نشوان إلى أن الرواية تميزت بالبساطة والتلقائية، وان كانت حملت الكثير من التفاصيل وأحيانا التكرار، لكنها انطوت على الكثير من الاسقاطات وخصوصا سرطان الاحتلال وسرطان المرض.
بينما رأى الباحث والكاتب عليان عليان أن الرواية عبارة عن "طابع تسجيلي لوقائع تجرية المؤلف مع مرض سرطان البروستات"، لكن هذا الطابع لم يفقد الرواية في الجانب الخاص، من معاناة المرض ورونقها الجمالي، فهو ينقل تجربته الشخصية مع المرض في سياق روائي هادف سياق يمزج بين الخاص والعام.