"سياحة جرش": فشل مشروع استثمار موقع البركتين الأثريتين

صابرين الطعيمات

جرش– فسخت مديرية سياحة جرش العقد الموقع بينها وبين مستثمر موقع البركتين الأثري بناء على طلب خطي من المستثمر لتعثر المشروع وفشله في استثمار الموقع، على الرغم من عدم انتهاء مدة العقد وهي خمس سنوات، وفق مدير سياحة جرش الدكتور بسام توبات.اضافة اعلان
وقال توبات، إن الموقع قد تم طرح عطاء استثماره قبل عدة سنوات على أبناء جرش المهتمين بالاستثمار السياحي في جرش وقد رسا العطاء على أحد العروض المقدمة وكانت مدة العقد عشر سنوات، غير أن المستثمر لم يتمكن من استثمار المشروع بالشكل الصحيح ولم ينجح ماديا واقتصاديا واجتماعيا، مما ألحق به خسائر فادحة، وطلب خطيا من وزارة السياحة فسخ العقد. وأكد توبات أن الموقع الآن يقع تحت مسؤولية وزارة السياحة والآثار، وهي تقوم بإدارة أموره وأول ما قامت به هو إغلاق الموقع لارتفاع منسوب المياه فيه أكثر من 5 أمتار، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع للمياه لم يسجل منذ عشر سنوات، لذلك تم إغلاقه نهائيا حرصا على حياة المواطنين والأطفال من الغرق.
وقال توبات، إن الفسخ تم بناء على تنسيب من لجنة مشكلة لدراسة الموقع، والنظر في طبيعة الاستثمار على أرض الموقع وطبيعة الإضافات التي وضعت في الموقع، مشيرا إلى أنه وفي حال نسبت اللجنة بإضافات جديدة للموقع من أبنية ومقاعد وحواجز وممرات وأرصفة يمكن أن تستفيد منها السياحة في تشغيل الموقع، فسوف يتم التنسيب بتعويض المستثمر عن بعض الإضافات المهمة التي يمكن الاستفادة منها على المدى البعيد في خدمة القطاع السياحي في الموقع.
يشار إلى أن وزارة السياحة والآثار قد وافقت على استثمار موقع البركتين الأثري في جرش من قبل أحد أبناء المنطقة بعد تحول الموقع لمرتع للعابثين ومكب للنفايات.
وقد طرحت عطاء الاستثمار عام 2015 حيث أحيل على أحد المتقدمين بمدة 5 سنوات، تشمل تنظيف الموقع وتقديم خدمات الطعام والشراب، وإقامة النشاطات الثقافية المختلفة والألعاب الترفيهية.
وكان المستثمر قام فعليا بتجهيز الموقع واستثماره بعد توفير بيئة تحتية مناسبة وملائمة لأجواء المدينة الأثرية والتاريخية، وبما لا يؤثر على الطبيعة الأثرية للموقع ودون المساس بأي قطع أثرية في الموقع، خاصة وأن الموقع ملك لوزارة السياحة، وهي المسؤولة عن مشاريع تطوير وتأهيل واستثمار الموقع، وهو ليس من ملاك مديرية الآثار.
بيد أن البنية التحتية في مشروع استثمار الموقع تعرضت للتلف والتكسير والعبث، بفعل عوامل الطبيعة والعبث، فضلا عن عدم تشغيله أصلا منذ سنوات.
وكان المستثمر عبدالستار القيام أفاد أن فشل المشروع تسبب في تلف كافة ممتلكاته من ألعاب ومقاعد ووحدات إنارة وأكشاك ومبان ومرافق عامة وأرصفة وأطاريف وأسيجة.
وقال إن عدد زوار الموقع لا يغطي أي تكاليف مادية ولا يؤهل لصيانة أو تطوير أو ترميم المواقع مهما بلغت تكلفة الصيانة.
وعزا القيام فشل المشروع إلى أن موقع البركتين غير موجود على الخريطة السياحية في جرش ولا تمر به أي أفواج سياحية ولا حتى مسارات سياحية.
وقال إنه حصل على الموقع وكان يفتقر لأي بنية تحتية أو خدمة واحدة، إذ كان عبارة عن مرعى للأغنام ووكر للصوص والعابثين، مشيرا الى انه توقع أن استثمار مثل هذا الموقع سيحقق دخلا ماديا وسياحيا واجتماعيا ضخما أسوة بباقي المشاريع السياحية في جرش.
يذكر أن موقع البركتين موقع فريد من نوعه، واستخدم قديما من قبل سكان المدينة للاستجمام وبني في العهد الروماني، وما زال يحتفظ بكافة مواصفاته القديمة، وهو عبارة عن بركتين تزيد مساحة الواحدة على المائة متر مربع، بالإضافة إلى مدرجات تحيط به من جميع الجهات مبنية من الحجر. ويستمد الموقع مياهه من ينابيع أسفله ووادي سوف الذي كانت تجري به المياه بغزارة، إلا أنه الآن أصبح عبارة عن جدول بسبب كثرة الآبار المحفورة وغير المرخصة من قبل المواطنين.