متى يبدأ الطالب بالاعتماد على نفسه بالدراسة؟

mct
mct

مجد جابر

عمان- تشكو ريهام محمود في الآونة الأخيرة من ابنها في الصف السابع، الذي يرفض أن يدرس بمفرده، لأنه اعتاد منذ صغره أن تقوم هي بتدريسه ومتابعة كل واجباته.
 وتعترف أنها السبب، لأنها لم تعوده على حل واجباته بمفرده، والآن لا يقبل أبدا الدراسة إن لم تكن بجانبه، وتتابعه أولا بأول، ورغم ساعات عملها الطويل إلا أنها تخاف أن لا يحرز معدلا عاليا في الامتحانات، لذا تبقى معه حتى تتأكد من أنه درس جيدا.
وتتساءل ريهام عن العمر الحقيقي التي يجب أن تترك الأم أبناءها يعتمدون على أنفسهم بالدراسة دون أن تفقد السيطرة عليهم في ذات الوقت؟
وتعاني ايمان محمود كذلك من ابنتها في الصف الثامن التي تعتمد كليا عليها أو على شقيقتها بالدراسة، مبينةً أنها تعرف أنها تملك قدرات عالية وباستطاعتها أن تدرس بمفردها، وأن تسأل المعلمة في اليوم التالي إن لم تفهم شيئا معينا، الا انها تصر على أن تبقى بجانبها وتتابعها لحين الانتهاء من الواجبات.
وعلى العكس تماماً، استطاعت ايناس ابراهيم أن تعود أبناءها منذ صغرهم وهم في المرحلة الابتدائية الاعتماد على النفس بالدراسة، وسؤالها عند الحاجة فقط. تقول "بعد أن تأسس أبنائي جيدا في الصفوف الاولى، لم أعد أدرسهم، فأنا شخص مراقب لهم، وأتابع حل واجباتهم و"التسميع" لهم.
وتضيف "أن هذه الطريقة أفضل بكثير وتعلم الأبناء المسؤولية والاعتماد على النفس مع متابعة للأهل والاطلاع على علاماتهم أولا بأول لمعالجة أي تقصير قد يحصل".
وفي ذلك تقول الاختصاصية التربوية والإرشاد الأسري رولا أبو بكر أنه في المرحلة الأولى لا بد من تأسيس الطفل ومعرفة مستواه ومتابعته مع المدرسة طوال الوقت، لافتة إلى أنه لا يوجد عمر معين للطالب للاعتماد على النفس في الدراسة لأن الأولاد تختلف قدراتهم من واحد لآخر.
والمرحلة الأساسية، يجب أن يكون فيها اشراف كامل بعد ذلك يكون هناك اشراف عن بعد، فيعتمد الطالب على نفسه ويعرف أنه شخص مسؤول، وذلك يعطيه ثقة بالنفس، وفق أبو بكر التي تشير إلى ضرورة أن ينظم الطالب أموره ويعطي مساحة من الحرية لكن مع التأكيد على الإشراف عن بعد.
وتضيف ابو بكر أنه في حال سأل الابن سؤالا معينا، ينبغي أن يكون الأهل حاضرين وشرح أي شيء لم يفهمه له، ووضع أسئلة والتسميع له، لافتةً الى أنه في النهاية سيرى الأهل نتيجة ولدهم، وإذا شعروا بوجود ضعف يصبح هناك إشراف بدرجة أكبر.
وتعتبر أن الاعتماد الكبير على الأهل في مرحلة ما يجعل الابن شخصا غير مسؤول، ولا يعتمد على نفسه.
في حين يذهب الاختصاصي النفسي د.موسى مطارنة الى أن هنالك مفاهيم خاطئة يرتكبها الأهل مثل المتابعة الكاملة والتدريس لأولادهم، وجعلهم يعتمدون عليهم كليا دون بذل جهد شخصي من الطالب، وتلك من الأخطاء الشائعة التي لا يدرك الأهل عواقبها.
ويشير الى أن السنوات الأولى يحتاج الطالب متابعة من والديه باستمرار، ولكن في فترة معينة يجب أن تبتعد الأم وتترك الابن ينظم وقته مع متابعة واشراف، وتدريسه ما يصعب عليه.
وعندما ينهي الطالب المرحلة الأساسية، يجب أن يستقل بدراسته، حتى لا يعتاد على ذلك ويحمل مسؤوليته لغيره، بحيث اذا انشغلت الأم عن تدريسه يجد مبررا في إخفاقه.
ويشير الى أن الطفل الذي يعتمد كليا على والديه، يصبح مع الوقت شخصية غير مبالية، ولديها تدن بمفهوم الذات وضعف في التكيف على المستوى الثقافي والاجتماعي.
ويعتبر مطارنة أن الطفل يستخدم حيلا اتكالية كثيرة حتى لا يعتمد على نفسه، الا أن ضغط الأم المبالغ فيه كذلك عليه يؤثر بشكل سلبي وينعكس على قدراته الذهنية والتركيز.
ويؤكد أنه على الأسرة أن تدرب الطفل على الانضباط والاعتماد على النفس حتى لا يؤثر الأمر عليه بشكل سلبي.

اضافة اعلان

[email protected]