محاربة العنصرية في الرياضة

لا شك أن العنصرية في أي مجال من مجالات حياتنا المعاصرة، تعتبر مظهرا من مظاهر التخلف والتفرقة المقيتة بين بني البشر، ولا تخلو الرياضة من هذه العنصرية التي تعتبر جريمة أخلاقية تهدد الكيان الإنساني المتحضر.اضافة اعلان
تابعت مؤخرا خبرا مهما يجسد رفض المجتمع الرياضي في الدول المتقدمة لهذه العنصرية المقيتة، ويتعلق الأمر باللعبة الشعبية الأولى "كرة القدم" و"بطلها" شخصية كروية اعتبارية معروفة على مستوى أوروبا والعالم وهو رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم كارلو تافيكيو، حيث قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم برئاسة ميشال بلاتيني إيقاف تافيكيو عن أي نشاط يتعلق بالأحداث الرياضية الأوروبية لمدة 6 أشهر بسبب إطلاقه تصريحات عنصرية.
كما حرم الاتحاد الأوروبي تافيكيو من المشاركة في إجتماعات مؤتمر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المقرر عقده في 24 آذار (مارس) 2015 في مدينة فيينا بالنمسا، حيث من المتوقع أن يتم انتخاب الرئيس الحالي ميشيل بلاتيني لرئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لولاية ثالثة.
وقد فرضت اللجنة التأديبية بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم على تافيكيو أيضا، تنظيم حدث خاص في إيطاليا يهدف إلى الإلتزام بمبادئ مكافحة العنصرية التي تسببت بكل هذه العقوبات لرئيس الاتحاد الإيطالي، عندما شبه اللاعب الفرنسي بول بوغبا لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي بالقردة وقال بأن بوغبا كان يأكل الموز في بلده واليوم يلعب أساسيا في يوفنتوس.
أعتقد أن قرار الاتحاد الأوروبي قرار مهم جدا لإيقاف مثل هذه التصرفات البعيدة عن قيم ومثل الرياضة النبيلة، وتعبير عن رفض العنصرية التي نراها في الكثير من الملاعب الأوروبية خاصة ضد اللاعبين من أصل إفريقي أو ذوي البشرة السمراء والتي أثارت جدلا واسعا وأساءت للكثير من هؤلاء اللاعبين المحترفين في معظم أندية أوروبا حيث ساهموا فعلا برفع المستوى الكروي فيها.
ما نتمناه أن تختفي هذه العنصرية أيضا من كافة الملاعب العربية، لأن الرياضة العربية عليها أن تسهم في زرع روح المحبة والأخوة والتضامن العربي.