ترجمة: ينال أبو زينة
مؤخرا وصلني سؤال مثير لاهتمام من أحد المستثمرين الصغار: "كيف يستطيع خريج جامعة متوسط المستوى من جمع مليون دولار؟"
ليست المليون دولار في الوقت الراهن كما كانت عليه سابقاً. ومن المؤكد أنها ليست تذكرة الفرد إلى الحياة الجيدة التي كانت عليه قبل 20 أو 30 عاماً. ولكنها رغم ذلك ما تزال دفعة جيدة حقاً بحد ذاتها. والأكثر من ذلك، أن الكثيرين يقولون أن المليون الأول هو الأصعب.
وفي هذا السياق، قررت أن أجري تجربة تحتاج إلى بعض التفكير لأحدد ما الذي يحتاجه شخص ما تخرج من الجامعة حديثاً، من نقطة البداية، ليجمع مليون دولار. وفقاً للرابطة الوطنية للكليات وأصحاب العمل، فإن متوسط الأجر الابتدائي لخريج جامعة يدور حول 45,000 دولار في العام.
وبالإضافة إلى ذلك، يظهر "مكتب إحصاءات العمل" أن معدلات البطالة بين هؤلاء الحاصلين درجة البكالوريوس أو حتى أعلى من ذلك بلغت في نسبتها 3.2 % اعتباراً من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) العام الحالي، لذلك يبدو وأنه افتراض جيد أن يتوقع خريج البكالوريوس بشكل معقول أن يجد فرصة عمل، حتى في ظل اقتصاد اليوم بطيء النمو. وفي هذا الخصوص، خرجت بجدول بيانات يحوي عدة افتراضات؛ وهي ان الأجور الابتدائية تدور حول 45 ألف دولار، وهناك زيادة سنوية بمعدل 3 %، وبمعدل ادخار أولي يبلغ 10 % من الراتب الإجمالي (قبل الضرائب)، فيما تذهب 50 % مما يجنيه الخريج سنوياً إلى زيادة مدخراته، وتبلغ عائدات الاستثمار ما نسبته 6.5 %.
والنتيجة تتبلور في 25 عاماً! ما يعني أنك في حال بدأت في سن الـ22، يمكن أن تتوقع بشكل معقول معتمداً على عوائد استثمارك الشخصي، أن تمتلك مليون دولار بحلول سن السابعة والأربعين.
وهناك بعض التفاصيل المثيرة للاهتمام في هذه الممارسة الفكرية. فإذا تتبعت الافتراضات الواردة أعلاه، ستتمكن من ادخار ما يتجاوز 50 % من دخلك بحلول سن الـ50. أشك في أن يكون هذا الافتراض معقولاً بالنسبة لمعظم الناس (على الرغم من كونه نجح من مجموعة لا بأس بها من الأفراد).
إذا ما قمت بتغيير الافتراضات للتوقف عن زيادة مستوى مدخراتك عندما تصل نسبتها إلى 25 % من راتبك (للعام 11)، عندئذ فإنك لن تجمع إلى رقم المليون لمدة 28 عاماً، أو سن الكهولة، 50 عاماً. ما رأيك أن تبدأ توفير 25 % من راتبك في السنة الأولى، وأن لا تغير ذلك أبداً؟ نفس النتيجة: 25 عاماً. وماذا عن عوائد استثمار أعلى؟ بمتوسط عائدات تبلغ نسبته 7.5 %، ستكون تخلصت من عام كامل وستصل إلى هدفك في 24 عاماً.
لكن، ما الذي يمكننا أن نتعلمه من هذه الممارسة العملية؟ في الآتي ثلاثة أشياء شديدة الأهمية؛ وهي أنت تحتاج إلى البدء في الادخار، كلما بدأت مبكراً كلما كان ذلك أفضل،
وتحتاج إلى توفير جزء كبير من دخلك أيضاً؛ حيث يمكنك أن تبدأ بادخار جزء كبير من البداية وأن تبقي الأمر على نفس المنوال، أو أن تبدأ بجزء منخفض وتزيد من حجمه كل عام، ولكنك لا شك تحتاج إلى نسبة مئوية كبيرة من المدخرات، وليست عوائد الاستثمار تهم بنفس قدر أهمية معدل الادخار الخاص بك.
الأخبار الجيدة هي أنك بمجرد وصولك إلى علامة المليون دولار الأولى، يصبح الأمر أسهل. وحتى لو لم تدخر أي فلس آخر، فيمكنك أن تتوقع الحصول على مليونك الثاني بعد عام، والثالث بعد 9 سنوات من بعد ذلك. قد يكون المليون الأول حقاً هو الأصعب!
برين مكّان/ كريستيان سايانس مونيتور
