700 مليار دولار الاستثمارات العربية بالطاقة المتجددة بحلول العام 2040

عمان - بدأت في عمان أمس فعاليات المنتدى الدولي السادس للاستثمار بالطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة الذي تنظمه الهيئة العربية للطاقة المتجددة "اريك" بمشاركة خبراء محليين وأجانب. ويناقش المنتدى على مدى ثلاثة أيام موضوعات التحول الطاقي إلى الطاقة المستدامة والربط على الشبكات، وتطوير عمل شركات توزيع وتوليد الكهرباء، والسيارات الكهربائية والمدن الذكية، خاصة ان الهيئة العربية للطاقة المتجددة عممت التجربة الأردنية للطاقة المتجددة على الدول العربية. وسيتم خلال المنتدى الذي عقد برعاية رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز عرض تجارب دولية من الهند وتركيا وأوكرانيا وهولندا، وسيتم تخصيص يوم للحديث عن الاقتصاد الأخضر والاستثمار وترشيد استهلاك الطاقة. ويعد المنتدى فرصة كبيرة للمستثمرين العرب والأجانب لإيجاد مشاريع كبيرة تصنع فرص عمل جديدة، وتطويرا حقيقيا للانتقال الطاقي في الدول العربية كخطوة رئيسية للتنمية المستدامة لعصر ما بعد النفط بالاعتماد على الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي وهما المدخل الرئيسي للتنمية المستدامة في الوطن العربي. ويركز المنتدى على محاور الاقتصاد الأخضر والاستثمار بالطاقة ومخاطر مشاريع الطاقة والتأمين على المشاريع. وقال أمين عام الهيئة العربية للطاقة المتجددة المهندس محمد الطعاني إن حجم الاستثمارات العربية المتوقع في الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة تفوق 700 مليار دولار بحلول العام 2040، متوقعا ازدياد الطلب على الطاقة الكهربائية إلى أكثر من 300 جيجاوات في العام 2030. واضاف، ان العالم الآن يشهد نقلة نوعية بالمدن الذكية والسيارات الذكية والطاقة الخضراء والشبكات الذكية ومن المتوقع أن ينتج العالم أكثر من 500 مليون سيارة كهربائية بحلول العام 2040. وأشار الطعاني إلى إن التطور الهائل بالتكنولوجيا والمعرفة والذكاء الاصطناعي يضغط على كل الحكومات والمجتمع الدولي من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية للجميع وتكافؤ الفرص، واحترام التخصص والإبداع، وتحقيق التنمية المستدامة للجميع من خلال الوصول إلى امن الطاقة وامن المياه وذلك من خلال التعاون بين الدول والشعوب لتحقيق أمن الطاقة والمياه والغذاء والحفاظ على البيئة مسؤولية الجميع. وأكد الحاجة الماسة للعمل على بنية تحتية متكاملة ومتطورة ومؤسسات قوية وبناء مدن ذكية للأجيال القادمة، علما ان معظم المجتمعات ستتحول إلى مدن متطورة ذكية مستدامة كوسيلة وحيدة للحفاظ على الحضارة الإنسانية الحديثة . وقال، إن الهيئة العربية للطاقة المتجددة وضعت منهجية عامة لاستراتيجية الطاقة لكل الدول العربية كخطوة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة حيث نعمل اولا وقبل كل شيء على إدارة الطاقة والوصول إلى 30 بالمائة طاقة متجددة بحلول العام 2030 و40 بالمائة مدن ذكية بحلول العام 2040 لا سيما وأن الطاقة المتجددة: الشمسية والرياح، ما زالت بالعالم تساهم بالحد من الذروة ولا تعتبر من الحمل الأساسي عدا الطاقة الهيدروبور الطاقة المائية. وأشار الطعاني إلى أهمية الأخذ بعين الاعتبار قبل تركيب أنظمة الطاقة الشمسية والرياح لتوليد الكهرباء موضوع فائض الطاقة وتحميل الدول أعباء إضافية ولا سيما أن العديد من الدول العربية هي من أوائل الدول التي تنتج الغاز الطبيعي والبترول، وعليه فإن ميزان الطاقة في الدول العربية يختلف تماما عن الدول الغربية ويتطلب خليط طاقة عصريا ومتطورا يراعى الاحتياط الاستراتيجي للطاقة التقليدية والتحول المدروس للطاقة المتجددة. وقال أمين عام وزارة الطاقة والثروة المعدنية بالوكالة زياد صبره إن الطاقة المتجددة أصبحت أمرا واقعا يلامس حياتنا اليومية، مشيرا إلى مساهمتها في خليط التوليد الكهربائي في العديد من الدول. واضاف، ان الاردن ومنذ عام 2014 طور بيئة تشريعية وتنظيمية جاذبة للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة مكنته من تطوير مشاريع طاقة متجددة (طاقة شمسية ورياح) وتضخ كهرباء نظيفة إلى الشبكة الكهربائية باستطاعة اجمالية وصلت الآن إلى 1500 ميجاوات وتساهم بحوالي 13 بالمائة من الطاقة الكهربائية المولدة سترتفع إلى حوالي 20 بالمائة العام 2021 . وأشار صبرة إلى أن الأردن أصبح على قائمة الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة ويحتل المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والثالث عالميا في البيئة التشريعية واستقطاب الاستثمار في هذا القطاع. وأشار الوزير الاسبق للطاقة والثروة المعدنية الدكتور ابراهيم بدران إلى أن مشاكل الوطن العربي السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية ورأس المال البشري يمكن حلها وتجاوزها بالتوجه نحو الاقتصاد الأخضر والاعتماد بشكل كبير على الطاقة النظيفة في عمليات الانتاج والتصنيع. وأضاف، أن هناك علاقة كبيرة بين الطاقة المتجددة والتنمية الاقتصادية وفرص العمل تستدعي من الدول العربية التحول نحو الطاقة المتجددة وتعزيز فرص الاستثمار في هذا المجال. واستعرض الدكتور بدران أبرز المشاكل التي تواجه البلدان العربية والتي تتمثل بالفقر والاستقرار وحكم القانون والفساد والبطالة والتعليم، ومشاركة وبطء النمو الاقتصادي وغياب الاستراتيجيات الاقتصادية، وغياب التصنيع، ومشاكل نقص المياه والتصحر والتغيير المناخي والطاقة وانتاج الغذاء وتراجع نوعية التعليم وهجرات الادمغة وضعف البحث العلمي. وأشار رئيس الجمعية الأردنية للطاقة المهندس جمال أبو عبيد إلى أهمية المنتدى في بحث آليات فرص الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة. وأكد عضو مجلس إدارة الطاقة المتجددة العربية الدكتور ناصر التويم اهمية المنتدى في تعزيز الجهود الرامية الى التوسع بالاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة والتي ستساهم في ايجاد بيئة نظيفة واستحداث المزيد من فرص العمل في مجالات جديدة. وتحدث في المنتدى مدير عمليات شركة تطوير معان مهند الطراونة عن ابز الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة والتي اقيمت في معان ومنها المجمع الشمسي الأول.-(بترا)اضافة اعلان