نفاق رياضي!

في الساحة السياسية الأردنية، يسارع المواطن لصرف عبارة " تزهو بكم المناصب" ، رغم الشكوك التي تحوم حول هذه الشخصية صاحبة المنصب التي تكون مختلسة وظالمة ومتسلطة وغير مؤهلة لهذا المنصب، في مشهد يجسد حالة النفاق التي وصلنا إليها.

اضافة اعلان


النفاق ليس حكرا على الساحة السياسية، بل هو متوغل في الساحة الرياضية الأردنية، الأمر الذي يفسر غياب الشخص المناسب عن المكان المناسب، وهو ما يجسده استقبالنا لأي مسؤول رياضي من خلال صرف عبارات الإشادة والاطراء واعتبار هذا المسؤول هو المنقذ، قبل أن نودعه عند انتهاء مهمته بالانتقاد واللوم وتحميله مسؤولية كل ما حدث من سلبيات، ومن ثم الاستعداد لصرف عبارات الترحيب بالمسؤول الجديد دون أن نعرف "خيره من شره".


في الاتحادات الرياضية والمنتخبات الوطنية ايضا تكثر ظاهرة النفاق، والتي عززتها مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في العبارات التي يصرفها الرياضيون لبعضهم بعضا دون قناعة.


في مجتمع المدربين على سبيل المثال، وعندما ينشر مدرب تغريدة رياضية على صفحته، يهب زملاؤه للتعليق عليها بشكل ايجابي، واعتبار زميلهم صاحب التغريدة المدرب المتميز المنقذ صاحب الكلمة الصادقة، لدرجة أن القارئ لهذه التغريدات يعتقد أن صاحب التغريدة شيخ جليل وقديس، فيما الحديث يتبدل ويتغير عند سهرة على سبيل المثال في مقهى، حيث يبدأ البعض من المدربين ممن تألقوا في المديح على مواقع التواصل، بتشريح زميلهم وكشف عيوبه وتوجيه الانتقادات له واعتباره مدربا ضعيفا وغير مؤهل لتدريب فريق درجة عاشرة!


في الاتحادات الرياضية يرتفع مؤشر النفاق، حيث يبدأ العاملون في الاتحاد بضخ وصرف عبارات التبجيل أمام المسؤول، رغم فشله الواضح في العمل، بل أن هؤلاء المنافقين يصورون لمسؤولهم بأن هناك أعداء وهميين يجب مواجهتهم  ليدخل المسؤول في معارك "دونكيشورتية"، وينسى العمل الذي جاء من أجله.


في الرياضة الأردنية من الصعب جدا بل من المستحيل، أن تجد شخصا يقوم بتوجيه نصيحة لمسؤوله بأن هناك خللا ما في العمل، فالمسؤول دائما منزه عن الخطأ وعمله 100 %.


في الرياضة الأردنية هناك حروب شرسة في أجهزة فنية وإدارية في المنتخبات الوطنية المختلفة، ولكنها لا تظهر للعلن بسبب شهوة النفاق، وفي الرياضة الأردنية هناك كم كبير من النفاق والتسحيج على مواقع التواصل وفي المقابلات الصحفية وهو الأمر الذي يفسر حالة التراجع في الرياضة الأردنية، ويفسر ايضا عدم القدرة على تشخيص الخلل.
إذا أردنا للرياضة أن تعود لمسارها الصحيح، علينا بكلمة الحق بعيدا عن النفاق.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا