ثورة كروية

تؤكد الأوضاع الصعبة التي تعيشها كرة القدم الأردنية حاليا، فنيا وإداريا، ضرورة حدوث ثورة في التخطيط والعمل، وتفعيل مقولة “ الشخص المناسب في المكان المناسب”، أملا في الانقلاب على الواقع المرير الذي أوصلنا إلى درجة من السوء، أعادتنا للوراء، بدلا من التقدم، حتى أن منتخبات آسيوية كانت في سنوات خلت، تتمنى الخسارة أمام المنتخب الوطني بأقل عدد من الأهداف، قبل أن تحدث هذه المنتخبات ثورة في منهجية العمل، وتنجح في التفوق علينا.

الكرة الأردنية وللأسف، تعيش حاليا واقعا مريرا.. فلا استقرار فني في الأندية و المنتخبات نحتمي به.. ولا شخصيات إدارية من رحم اللعبة قادرة على إدارة دفة المنتخبات أو الأندية (إلا من رحم ربي).. والكارثة الكبرى غياب القدرات المالية القادرة على تغطية نصف تكاليف الاحتراف وليس كله.

في الكرة الأردنية وبعكس المنتخبات المتطورة، تلعب العلاقات الشخصية دورا في استقطاب أو إبعاد المدربين، فمثلا مشكلة شخصية مع مدرب تتسبب في إبعاده، وتدمر أحلام شعب ينتظر الإنجاز.. في الكرة الأردنية يتم استقطاب إداريين لا يعرفون عدد اللاعبين في مباراة كرة قدم، هدفه فقط البحث عن الشهرة و”الشو” على حساب منتخب أو فريق يتابعه الملايين ممن تعرضوا لنوبات قلبية أو ارتفاع في الضغط لهول ما يرونه من “تخبيص” وتخبط.

واقع الكرة الأردنية من سيئ إلى أسوأ، وهذا يتطلب ثورة كروية في العمل وتغيير الإستراتيجيات، وإعطاء الخبز لخبازه، لنتمكن من العودة إلى المسار الصحيح الذي فقدناه منذ سنوات، فالوقت ما يزال متاحا للتصحيح، خاصة أمام اتحاد كرة القدم المطالب بالاستفادة من الأخطاء، والعمل على معالجة السلبيات وتعزيز الإيجابيات.

بداية التصحيح تأتي باستقطاب أشخاص مؤهلين و يعشقون الكرة وإنجازاتها، وهمهم الوحيد مصلحة المنتخب أو النادي، بعيدا عن مصالحهم الشخصية، وقادرون على العمل بطريقة صحيحة وعلمية ومنهجية، خاصة فيما يتعلق بآلية استقطاب المدربين واللاعبين والمحترفين الأجانب، ويملكون من الفكر الكروي ما يؤهلهم لإعادة البناء مجددا.. هناك الكثير ممن يستحقون مناصب كروية، ولكنهم لا يملكون النفوذ الذي يضعهم في مكانهم الطبيعي.. فهل من ثورة في العمل الكروي؟

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا