عجائب الدرع

في أيام الصبا كانت بطولات الفرق الشعبية بخماسي كرة القدم التي كنا ننظمها في القرية، تحمل في طياتها الإثارة والندية والحضور الجماهيري الكبير والتنظيم الرائع.

اضافة اعلان


في الليالي التي كانت تسبق هذه البطولات التي كنا نطلق عليها أحيانا "درع الحارات"، كانت اللجان المتخصصة تعقد اجتماعات تنسيقية متكررة، للتشديد على التعليمات وضرورة التقيد بها خاصة فيما يتعلق باللباس، وضرورة عقد اجتماعات مع الحكام وإداريي الأندية والمدربين لشرح ما هو مطلوب، الأمر الذي يضمن إتمام بطولة جماهيرية متميزة ومثيرة.


في بطولات الخماسي في قريتنا، كنا نجلب رعاة وشخصيات تقدم الدعم وترعى المنافسات وتقدم الجوائز التي تشمل كل الجهات المتميزة والفائزة.


أذكر في إحدى البطولات الشعبية، أن اللجنة التنظيمة دعت لاجتماع بعد منتصف الليل، لاتخاذ قرار بتخسير أحد الفرق المشاركة لإشراكه لاعبا لم يكن مسجلا في الكشف الرسمي.. وفي مناسبة أخرى، تم منع أحد الفرق من خوض المباراة بسبب التزوير.


في منافسات الفرق الشعبية، لم نكن نر العجب العجاب الذي نشاهده حاليا في بطولة درع المئوية التي تقام مبارياتها على ملعب الأمير محمد بالرزقاء، بتنظيم من اتحاد كرة القدم، حيث الأخطاء والعثرات التي يتشارك الاتحاد والأندية في تحملها.


في درع المئوية، تتفاجأ بحارس مرمى يرتدي شعار المنتخب الوطني.. وفي الدرع تشاهد لاعبا يلعب وهو يحمل 3 أو 4 ماركات، حيث القميص بماركة معينة، والشورت بماركة والجوارب بماركة أخرى، وأحيانا الحذاء بماركة رابعة في مشهد ربما لا تشاهده في "دوري الحارات".


في الدرع ترى المدرجات بعيدة عن الجاهزية، وملعب بأرضية متهالكة يستضيف جميع المباريات، وجماهيره غائبة ومواعيد مباريات غير مناسبة...وهنا اسمحوا لي أن أتطرق إلى لاعبي الوحدات والرمثا الذين لعبوا أول من أمس بالدرع، في الموعد نفسه لمباراة الأردن وصربيا، حيث كان اللاعبون يمنون النفس بمتابعة منتخب النشامى بشكل مباشر، في مشهد يعكس بوضوح غياب التخطيط والرؤيا.


في الدرع أندية بلا لاعبي احتياط، ومديرون إداريون لا يعلمون بتفاصيل المنافسات وتعليماتها.. في الدرع هناك الأهل الذين يترقبون بفارغ الصبر انتهاء المباراة، للاطمئنان على أبنائهم اللاعبين من مصائد ومصائب ملعب الزرقاء.


نؤمن أن زيادة عدد المباريات يصب في مصلحة اللاعبين والأندية، وهو ما كان يرنو إليه الاتحاد عند تغير نظام البطولة، ولكن الظروف التي تقام فيها بطولة الدرع، جعلت من زيادة عدد المباريات بمثابة الكارثة التي ستلحق الضرر باللاعبين والأندية وربما المنتخبات.


أجزم أن إقامة الدرع بهذه الظروف وظهوره بهذا الشكل، خطأ يتحمل مسؤوليته الاتحاد بالدرجة الأولى، والأندية الضعيفة التي لم تنجح في إقناع أصحاب القرار بالتراجع، حيث اقتحام البطولة بدون جاهزية فنية وإدارية وحتى نفسية.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا