لكن ماذا لو أمعنا النظر في القرى "المنسية" هناك، وتحديداً في قرية "البقعة" إلى الشرق من مدينة الخليل، حيث يبدو واضحاً أثر التطاول الصهيوني على الوجود الفلسطيني لأهالي القرية التي تخنقها من الجنوب مستعمرة "كريات أربع" التي يمارس المتطرفون فيها اعتداءات عنصرية على أهالي القرية باستمرار ويتسببون بالأذى للبشر والشجر، كما تسد مستعمرة "رامات مامرية- خارسينا" الجهة الغربية، مشكّلتان حائطا استيطانيا يشق محافظة الخليل ويعزل قراها عن المدينة.
المشهد في البقعة قاتم؛ فشارع 60 أو الخط الالتفافي يمر في الجزء الشمالي للقرية أيضاً، ويحيط جدار الفصل العنصري بها من جهتيها الشمالية والغربية بطول 41 كم، بعد أن أكل منها 600 دونم، وبتر 100 دونم آخرين خلفه، إضافة لقلع 2,000 شجرة في قرية يمتهن قرابة 65% من أهلها الزراعة.
على الرغم من عزل القرية، وفي نشاط جديد يصل شجر المناصرة العربي إلى البقعة، حيث وقفت العربية لحماية الطبيعة إلى جانب الأهالي وغرست عبر برنامج "المليون شجرة" في فلسطين، 2,000 شجرة مثمرة في خاصرة مستعمرة "كريات أربع" على بعد 100 م من جدار الفصل العنصري، بدعم نبيل من شركة الحلول المثالية.
في مشهد صمود، يقترب طفلا المزارع عمر من والدهما، يناولانه بشكل متتابع الأشتال لزراعتها، يلتقط الأمل الأخضر من أكفهما ويقول: هذه الأرض نعشقها مثل الأم والأب، ونعمل فيها لنثبتها حتى لا يأخذها (المستعمرون).