الفصائل الفلسطينية تعتبرها ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال

الاحتلال يغلق مدينة الخليل بعد مقتل مستوطنة وإصابة آخر بعملية فلسطينية

جنود من جيش الاحتلال وآلياتهم تغلق أحد مداخل مدينة الخليل بعد مقتل مستوطنة وجرح آخر بعملية فلسطينية-(وكالات)
جنود من جيش الاحتلال وآلياتهم تغلق أحد مداخل مدينة الخليل بعد مقتل مستوطنة وجرح آخر بعملية فلسطينية-(وكالات)

حول الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل، وأنحاء أخرى من الضفة الغربية، إلى ثكنات عسكرية مغلقة عقب مقتل مستوطنة إسرائيلية وإصابة آخر بجروح في عملية فلسطينية باركتها الفصائل الوطنية واعتبرتها ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه، ورسالة قوية بالصمود والتمسك بالمواجهة معه.

اضافة اعلان


وبالتزامن مع الذكرى السنوية الـ54 لحريق المسجد الأقصى المبارك والدعوات الفلسطينية لحمايته ضد مخطط التهويد والتقسيم؛ فقد فرض الاحتلال طوقا أمنيا حول الخليل ونشر عناصره الكثيفة بالمدينة التي أعلنها منطقة عسكرية مغلقة، وسد مداخلها بالحواجز العسكرية في أعقاب عملية إطلاق النار التي نفذها فلسطينيون ضد مركبة مستوطنين قرب مستوطنة "كريات أربع" الإسرائيلية.


وطالب وزير أمن الاحتلال، المتطرف "إيتمار بن غفير"، بمجموعة من الإجراءات الصارمة ضد الفلسطينيين، تتضمن إقامة حواجز عسكرية على الطرق وتنفيذ عمليات اغتيال مركزة، إضافة إلى فرض الإغلاقات.


ويرتفع بذلك عدد قتلى المستوطنين خلال الأيام الثلاثة الماضية، إلى ثلاثة قتلى، بعد مقتل اثنين منهم في عملية حوارة مطلع الأسبوع الحالي، و34 قتيلا منذ بداية العام الحالي، مقارنة مع 33 قتيلا في العام الماضي.


وأكدت الفصائل الفلسطينية أن عملية الخليل، التي تتزامن مع الذكرى الـ 54 لإحراق المسجد الأقصى المبارك التي صادفت أمس، تأتي ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال وعدوان مستوطنيه ضد الشعب والمقدسات والمشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية، لا سيما القدس المحتلة.


وقال الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن الشبان الفلسطينيين في الضفة الغربية قادرين على تجاوز المنظومة الأمنية الإسرائيلية بالرغم من حالة الاستنفار، مؤكدا أن العمل النضالي المقاوم سيتواصل ويتطور حتى دحر الاحتلال ومستوطنيه عن الأرض الفلسطينية.


وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني ومقاومته سيواصل دفاعه عن المسجد الأقصى المبارك وهويته الإسلامية العربية الفلسطينية، ولن يسمح للاحتلال بتمرير مخططاته في القدس والأقصى.


بدورها، قالت حركة "الجهاد الإسلامي"، إن العملية جاءت ردا طبيعيا ومشروعا على جرائم الاحتلال، وإيذانا باستمرار الرد المباشر لردع العدو في كل الساحات الفلسطينية".


وأضافت: إن "العملية جاءت في ذكرى جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، لتبعث برسالة تحذير بأن القادم أشد وأقسى، وتؤكد أن المقاومة الفلسطينية حاضرة قادرة على الردع وضرب العدو من حيث لا يحتسب، دفاعا عن الشعب والمقدسات".


وبالمثل؛ أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أكدت أن عملية الخليل تشكل امتدادا لتصاعد الفعل المقاوم، وتثبت قدرة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية على اختراق الإجراءات الأمنية الصهيونية المعقدة، رغم ملاحقتها المستمرة. 


وقالت الجبهة الشعبية أن العملية وجهت رسائل قوية للاحتلال بفشله في قمع روح الإرادة والتصميم لدى الشعب الفلسطيني في مواصلة خيار المقاومة حتى دحر الاحتلال عن الأرض الفلسطينية، لافتا إلى وقوع المزيد من العمليات الفلسطينية ضد أهداف إسرائيلية في قادم الأيام.


من جانبها، اعتبرت لجان المقاومة في فلسطين عملية الخليل ردا طبيعيا على جرائم العدو وإرهاب مستوطنيه بحق أبناء الشعب الفلسطيني والأسرى والمقدسات، مثلما تؤكد جهوزية الشعب للرد بكل وقوة على جرائم العدو الصهيوني". 


أما حركة المجاهدين الفلسطينية فقد اعتبرت أن العملية أثبتت فشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، داعية إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال.


وفي الأثناء؛ وبمناسبة الذكرى السنوية الـ 54 عاما لإحراق المسجد الأقصى المبارك على يد سلطات الاحتلال؛ دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، الفلسطينيين لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك وإعماره على مدار العام
وقال المفتي "إنه رغم مرور (54) عاما على إخماد الحريق؛ فإنه ما يزال مشتعلا في المسجد الأقصى والقدس، وذلك في ظل استمرار عمليات التهويد، التي انطلقت من حارة المغاربة الملاصقة للمسجد في الأيام الأولى لاحتلال المدينة".


وأوضح بأن سلطات الاحتلال لا تعبأ بالمقدسات الإسلامية، وما يتم في القدس من اقتحامات وحفريات وتغيير لأسماء الشوارع العربية واستبدالها بأسماء عبرية، إضافة إلى الاستيلاء على منازل الفلسطينيين المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك محاولة لفرض أمر واقع تهويدي".


وبين أن سلطات الاحتلال تسعى إلى تنفيذ مخطط المستوطنين المتطرفين الرامي لوضع اليد على المسجد الأقصى المبارك، وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وتهويد القدس، في محاولة منهم لبناء الهيكل المزعوم.


وأكد أن المسجد بساحاته وأروقته هو ملك للمسلمين وحدهم، ولا يحق لغير المسلمين التدخل في شؤونه، وأن أهل فلسطين الذين هبوا لإطفاء الحريق سنة 1969، ودافعوا عن المسجد الأقصى، فإنهم سيتصدون لمواجهة الأخطار التي يتعرض لها.


من جانبها، قالت حركة "حماس" إن مصادقة حكومة الاحتلال على ما يسمى بـ (الخطة الإستراتيجية لتطوير القدس)؛ هي خطوة تهويدية خطيرة، تسعى من خلالها حكومة المستوطنين المتطرفة إلى إحكام سيطرتها على مدينة القدس المحتلة.


وأضاف أن الخطة تهدف لعزل القدس عن محيطها الفلسطيني، وإذابة وتشتيت الكتلة الفلسطينية، وإعادة هيكلة الواقع الديموغرافي في المدينة المقدسة، بما يخدم مصالح الاحتلال وخططه لتهويدها وتهجير أهلها، في الوقت الذي يمنع فيه الاحتلال المقدسيين من البناء، ويمضي في جريمة هدم البيوت تحت حجج وذرائع واهية.


وأكدت حماس أن المخطط يعد جريمة عنصرية جديدة، تطال مدينة القدس وهويتها وأهلها، أمام مرأى ومسمع العالم، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني الصامد لن يسمح بالمساس بالقدس وهويتها، وسيقف في وجه مخططات الاحتلال الاستيطانية، وأن القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية، ولن تفلح كل مشاريع الاحتلال ومخططاته في تصفية الوجود الفلسطيني فيها.

 

اقرأ المزيد : 

الاحتلال يشن حربا على التعليم الفلسطيني وخطة لهدم 53 مدرسة بالضفة